قالت له

قالت له: أتوق الليلة أن أستمع لسيد المقاومة وحدي. فقال: وأنا كذلك. فمضت وبقي يسمع بأذنيها!

قالت له: من يمسك قلبه بيده يمسك دفتراً. ومن يمسك صوته بعيونه يمسك ريشة ومحبرة. فاكتب عشقك دمعاً على صفحات قلبك. فقال لها: سأكتب اليوم بصوت سيد المقاومة وعلى دفاتر القلوب حتى انقطاع النَّفَس: لبّيك يا نصر الله. فاليوم إجازتي من الحبّ لأتفرّغ لعشقي الأوّل.

قالت له: أحبك. حتى لو طلبتَ الشمس قطفتها لك كليمونة. فقال لها: وهل يمكنني عندئذٍ أن أحجب ضوء القمر عن بيوت العاشقين؟ فقالت: إذن أنت لست بعاشقٍ، واستردّت الشمس إلى حضنها. فقال: لأنني عاشق أريد حجب ضوء القمر عن العشّاق كي ينعم العشّاق بالعتمة، ويبقى ضوء القمر للشعراء يكتبون أشعار الغزل ويقرأها العشّاق. فالعتمة تستر العيوب والعتمة تنسي التدقيق والعتاب، وتثير خوفاً ورهبة يحتمي منهما العشّاق بدفء الالتصاق بوجه برد المسافات. فقالت: لك القمر إذن فأنت شاعر.

قالت له: أحبك حتى يذوب الثلج فاحجب الشمس إن استطعت، أو فتّش عمّن تحبّك أكثر، وستعرف معنى ذوبان الثلج عندئذٍ، وتعود وحدك لأنّ ثلجي قلب أبيض يكاد أن يذوب عليك ويتراجع لأجلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى