أفرام الثاني: ثابتون على إيماننا وحبنا لوطننا سورية

نيرمين فرح

تتشابه الصور في كتيب صغير توزعه الكنيسة السريانية اليوم في ذكرى «سيفو» مجزرة الابادة التي ارتكبها العدو التركي بوجهه العثماني القديم بصور تظهر في نشرات الاخبار السورية حديثاً الإرهاب يعيد نفسه وطعم التاريخ المر يتكرر على سورية بعد مئة عام.

«سيفو» التي تعني السيف في اللغة السريانية تعود لتذكر بقتل مليوني مسيحي على يد الدولة العثمانية، وها هي تعيد الكرة مجدداً على الأراضي في ما بين النهرين وحدود تركيا، حيث مورس الإرهاب على أشدّه في بداية القرن العشرين، من ذبح أطفال ونساء ورجال وتمت تصفية 650 الف سرياني وما يقارب مليون أرمني ويوناني وغيرهم، قتلوا بوحشية لأن معتقداتهم تتعارض مع السياسة التركية وهدفها التوسعي.

لا يخلو وجه بطريرك الكنيسة السريانية في انطاكيا وسائر المشرق الجديد مار أغناطيوس أفرام الثاني من القوة وهو يذكر قضية المخطوفين المسيحيين في سورية في تعبير جديد للتعاطي المختلف للكنيسة مع الأحداث حالياً، وأمام وسائل الاعلام طالب البطريرك بالتحرك للمساعدة في اطلاقهم مؤكداً أنّ الإرهاب والمجازر من مئة سنة لن تستطيع أن تمحو المسيحيين من الشرق الثابتين على معتقداتهم وحبهم لوطنهم سورية، مقدماً مقارنة بين ما حدث ماضياً من مجازر بما يحدث في العصر الراهن من إرهاب في كل من صدد السريانية وكسب وحمص وغيرها.

وفي اشارة واضحة الى تواطؤ الأكراد مع الدولة العثمانية الغاصبة في قتل مئات آلاف المسيحيين في كلّ من انطاكيا والرها وغيرها بهدف إنهاء الحدود المسيحية مع ما يسمى دولة الاكراد في سورية، قال أفرام: «في سبيل تحقيق تلك المآرب عمد العثمانيون إلى استغلال الدين فذبحوا ونكّلوا باسم الدين كما استعملوا الشعب الكردي الجار للسريان، فحضّوهم على الاشتراك في تلك الجرائم بحجة إفساح المجال لهم لتأسيس وطن قومي للأكراد في تلك المناطق».

نجحت خطة العثمانيين في استخدام الأكراد منذ مئة عام لتنمية نزعة الأكراد ببناء الدولة الكردية لتبدأ آلة القتل بيدهم وليُذبح مئات آلاف المسيحيين، ولكن اليوم الوجه الكردي تغيّر مع الدولة السورية ليجابهوا الإرهاب الداعشي المموّل والمدرّب تركياً بطريقة اقوى بعد أن ذاقوا من أحفاد العثمانيين ما ناله السريان قبل مئة عام.

وأقام البطريرك أفرام القداس الإلهي لراحة ارواح شهداء سورية سابقاً وحالياً معلناً عن ان 2015 سنة اليوبيل الذهبي لمجزرة الإبادة السريانية.

وتبع القداس إزاحة الستار عن النصب التذكاري للمجزرة بورود حمراء وزعت على الحضور، وبمعرض فني أشهر صور الإرهاب القديم ليذكر بامتداده الحالي الى اليوم.

حضور حكومي

وأعطى الحضور الرسمي الكبير في ذكرى مذبحة «سيفو» ذلك الانطباع ليعبّر عن لحمة الشعب السوري بمآسيه القديمة والحديثة، وقد عبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية عن نية الحكومة إنتاج افلام وثائقية لهذه المجزرة وعرضها على الأطفال في اتصال مع المجازر الحديثة، لكي لا ينسى اطفال سورية العدو الدائم ويتعلّموا الثبات من اجدادهم.

و طالبت النائبة في البرلمان السوري الدكتورة ماريا سعادة المجتمع الدولي بمحاسبة العدو الدائم والتفكير ملياً في سياساتهم، وبخاصة انه جزء من حلف الناتو ويجهز للانضمام حديثاً للاتحاد الاوروبي.

«سيفو» في يوبيلها الذهبي 1915 – 2015

بدأت مجازر «سيفو» في سهل أورميا بإيران عندما قامت عشائر كردية بتحريض من العثمانيين بالهجوم على قرى آشورية فيه، كما اشتدت وطأة المجازر بسيطرة العثمانيين عليه في كانون الثاني 1915. غير أن عمليات الإبادة لم تبدأ حتى صيف 1915 عندما دفعت جميع آشوريي جبال حكاري إلى النزوح إلى أورميا كما تمت إبادة وطرد جميع الآشوريين/السريان/الكلدان من ولايـات وان وديار بكر ومعمورة العزيز.

أدت سلسة المجـازر هذه بالإضافة إلى المجـازر الأرمنية وعمليات التبادل السكاني مع اليونان إلى تقلص نسبة المسيحيين في تركيا من حوالى 33 في المئة قبيل الحرب إلى 1 في المئة حالياً ونزوح مئات الآلاف من الآشوريين/السريان إلى دول الجوار.

وكما تروي الكنائس الأرمنية والسريانية ممن عاصروا المجزرة وحكايات الأجداد لأطفالهم انه قتل في فترتها ما يقارب مليوني مسيحي بوحشية في سورية وهجر مئات الآلالف ليعودوا اليوم اقوى بثباتهم على أرض سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى