ظريف: الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله بنفسه
دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اللاعبين الدوليين الرئيسيين إلى التعاون البناء في الحل السلمي والسياسي للأزمة في سورية.
وأكد ظريف خلال لقائه في جنيف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن «السياسة المبدئية لإيران حيال الأزمة في سورية هي أن الشعب السوري هو الذي ينبغي أن يقرر مستقبله بنفسه».
وتابع ظريف: «إننا ما زلنا على استعداد لأداء دورنا البناء وسندعم كذلك جهود منظمة الأمم المتحدة في هذا المجال».
وأضاف: «إننا نتوقع من اللاعبين الدوليين الرئيسيين إبداء التعاون البناء في مسار الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة أراضي سورية والحل السياسي للأزمة فيها».
من جهته، قال دي ميستورا إن هناك اتفاقاً على ضرورة التوصل إلى حل للصراع في سورية خلال العام الحالي، مشيراً إلى محادثات مكثفة بين الحكومة وأطراف المعارضة لوقف القتال بحلب.
وأضاف المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي بجنيف أنه يأمل أن تكون حلب بادرة حسن نية تسهل التوصل إلى اتفاق سياسي في بقية المناطق السورية، كاشفاً أن إيران وروسيا توافقان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هذا العام، كما رحب بمبادرتي القاهرة وموسكو لحل الأزمة السورية.
وأكد أن انعدام الثقة بين أطراف النزاع يزيد من صعوبة الأزمة والمطلوب هو القيام بالخطوة الأولى. وأعلن أن هناك وفداً جديداً سيذهب إلى دمشق لبحث المبادرة حول حلب من جديد.
واعتبر دي ميستورا، أن الأزمة السورية هي الأسوأ في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وأضاف أن الجيش السوري ومسلحي المعارضة موجودون في حلب، وأن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي باتوا على بعد 20 ميلاً من المدينة، وقال إنه «يجب ألا يكون هناك أي أجنبي في سورية».
وأشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لديه قلق كبير من تهديدات «داعش»، منوهاً إلى أنه لا يمكن لأي طرف في سورية كسب المعركة. واعتبر أن سورية عادت خلال الأزمة 40 سنة إلى الوراء، وهي تعيش أسوأ وضع اقتصادي بعد الصومال، كما أن الصراع أدى إلى مقتل آلاف السوريين وانتشار الأمراض وتهدم المدارس. وقال إن الوضع الإنساني هو وصمة عار على جبين الإنسانية، والعالم كله مسؤول عنها، مشيراً إلى أن الأحداث الأخيرة في باريس هي إحدى نتائج الصراع في سورية.
إلى ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الموقف الروسي هو دعم سورية في حربها ضد الإرهاب وأن من السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح خطوة الحوار السوري من خلال اللقاء الذي تدعو إليه موسكو.
وأضاف الأسد في مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية بما يخص النتائج المتوقعة للقاء موسكو التمهيدي التشاوري بين الحكومة والمعارضة نهاية الشهر الجاري: «إننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سورية، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل»، مضيفاً: «إن من السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها… على رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية».
وأكد الرئيس الأسد أن «الروس مصممون جداً على محاربة الإرهاب»، واصفاً ما تقوم به واشنطن في محاربة «داعش» بـ«عمليات تجميلية»، ومتسائلاً: «ما مدى جدية الولايات المتحدة في التأثير على تركيا وقطر والسعودية وهذه الدول ليست حليفة للولايات المتحدة بل هي دمى في يدها»؟
وأشار الأسد إلى وجود «تغير بطيء وخجول إزاء الوضع في سورية من قبل الغرب، لكنهم لا يعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين» في إشارة منه إلى الدول الغربية، لافتاً إلى أنهم «لا يجرؤون على فعل ذلك لأنهم مضوا في هذا الطريق أبعد مما ينبغي، فقد شيطنوا سورية، الدولة والرئيس والجيش وكل شيء». وأضاف: «لا يمكن لرئيس البقاء 4 سنوات في ظل مثل هذه الأزمة في موقعه من دون دعم الرأي العام السوري والشعب السوري»، ومتسائلاً: «كيف يمكن لرئيس أن يقتل شعبه، وبالتالي أن يكون شعبه ضده، والعالم كله ضده، وعلى رغم ذلك يستمر في المنصب نفسه»؟
ورداً على سؤال حول اتهامه بأنه شريك لـ«داعش»، قال الرئيس الأسد ساخراً: «هذا يعني أني أدعم داعش كي يقتل جنودنا ويستولي على قواعدنا العسكرية وبالوقت نفسه نستفيد من داعش. كيف ذلك»؟