موسكو تأسف لمواصلة كييف قصف مدن الشرق
أعربت الخارجية الروسية أمس عن أسفها إزاء مواصلة كييف قصف المدن الأوكرانية في جنوب شرقي البلاد.
وكان مستشار الرئيس الأوكراني يوري بيريوكوف أعلن في وقت سابق أمس أن القوات الأوكرانية المتمركزة غرب جمهورية دونيتسك الشعبية أطلقت النار بشكل كثيف باتجاه قوات الدفاع الشعبي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي بأوامر من القيادة العليا، وأضاف أن القوات تلقت أوامر ببدء عملية عسكرية في المنطقة.
من جانب آخر، قال مصدر عسكري أوكراني إن قواته تمكنت من السيطرة على مطار دونيتسك، مشيراً إلى أن كييف ملتزمة خطة وقف إطلاق النار، إذ كانت القوات الأوكرانية قد أعلنت في وقت سابق خرق وقف إطلاق النار في محيط المطار.
وقال أندريه ليسينكو المتحدث باسم الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية شنت عملية كبيرة أثناء الليل واستعادت تقريباً كل منطقة مطار دونيتسك، وأضاف: «القرار اتخذ بشن عملية كبيرة… نجحنا في تطهير كل منطقة المطار تقريباً التابعة لمنطقة القوات الأوكرانية وفقاً لخطوط الفصل العسكري التي جرى ترسيمها.»
وأضاف أن العملية أعادت خطوط المعركة قرب المطار إلى الوضع الذي كانت عليه من قبل وأكد أن الجيش الأوكراني لم ينتهك بذلك خطة مينسك للسلام المؤلفة من 12 بنداً والتي جرى الاتفاق عليها مع روسيا وقادة «الانفصاليين» في أيلول الماضي.
وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن أن الجيش سيعيد تجميع قواته في «المناطق الساخنة» في دونباس، ويعززها بوحدات إضافية. وأكد أن هذه العملية تأتي لتؤكد أن الهدنة في جنوب شرقي البلاد ليست ضعفاً.
يأتي ذلك بعد يوم على تصريحات لفالنتين موتوزينكو المستشار العسكري لرئيس جمهورية دونيتسك، أكد فيها أن القوات الأوكرانية تقوم بمحاولات لاستعادة المواقع التي انسحبت منها في وقت سابق من مطار دونيتسك. وأضاف: «زادت بعد ظهر اليوم حدة القصف لمطار دونيتسك من المدافع وراجمات الصواريخ من نوع «غراد»، وكانت هناك محاولات من جانب القوات المسلحة الأوكرانية للسيطرة على جزء من أراضيه». إلا أنها باءت بالفشل، وتم التصدي لها. وتخضع كامل أراضي المطار لسيطرة عناصر الدفاع الشعبي.
إلى ذلك، اعتبرت موسكو أن تقرير منظمة الأمن والتعاون الأوروبي حول قصف الحافلة المدنية في دونيتسك، الذي أودى بحياة 11 شخصاً يدحض ادعاءات كييف وواشنطن اللتين حملتا قوات الدفاع الشعبي مسؤوليته.
وتعليقاً على التقرير قال أندريه كيلين، ممثل روسيا الدائم لدى المنظمة: «حدد مراقبو المنظمة أن قذائف من منظومة غراد أطلقت على الحافلة من جهة الشمال… وهذا يدحض الفرضية التي ساقتها كييف سابقاً وتلقفتها واشنطن لاحقاً، والتي تقول بأن النيران أطلقت على الحافلة من جهة الشرق، حيث تتمركز قوات الدفاع الشعبي».
وأضاف كيلين أن التقرير يشير إلى أن اتجاه النيران كان مغايراً، و»هذا يثير أسئلة جمة حول ما إذا كانت قوات الدفاع الشعبي هي فعلاً التي استهدفت الحافلة، كما يولد شكوكاً حول المسؤول الحقيقي عن هذه المأساة». وتابع: «الآن من فيينا لا يمكن بدقة إعلان المسؤول الحقيقي عن هذه المأساة، لكن تتولد حالياً الكثير من الأسئلة».
وكان مراقبو المنظمة الأوروبية قالوا في تقرير عن الحادث، إن الحافلة المدنية المستهدفة في دونيتسك تعرضت لقذائف أطلقت من جهة الشمال أو الشمال الشرقي، وذلك بعد تحريات أجروها على القذائف المستخدمة والحفر الناجمة عنها.
وكان 11 شخصاً قتلوا وأصيب 17 بعد تعرض حافلتهم لقصف في مقاطعة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا يوم الثلاثاء 13 كانون الثاني، إذ قالت السلطات الأوكرانية إن الحافلة أصيبت بقذيفة أطلقتها قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك وسقطت قرب حاجز عسكري أوكراني بالقرب من مدينة فولنوفاخا بمقاطعة دونيتسك.
ونفت قوات الدفاع الشعبي اتهامات سلطات كييف لها، مؤكدة أنها ليست على صلة بالحادث، فيما دعت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى إجراء تحقيق دولي بالحادث، محذرة من مغبة خلق «ذرائع» لتصعيد الوضع واستئناف القتال في جنوب شرقي أوكرانيا باستخدام استفزازات إجرامية.