العدو «الإسرائيلي» يستهدف بغارة جوية مجموعة لحزب الله في القنيطرة ترفع 6 شهداء
رفعت إسرائيل أمس درجة التوتر على الحدود السورية – اللبنانية – الفلسطينية واتساعاً إلى الإقليم، باستهدافها بقصف صاروخي مجموعة من حزب الله في منطقة القنيطرة السورية ما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر المجموعة بينهم جهاد عماد مغنية نجل الشهيد القائد عماد مغنية.
وجاء في بيان مقتضب للحزب عن العدوان: «ان أثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو «الإسرائيلي» ما أدى الى استشهاد عدد من الإخوة المجاهدين الذين سيعلن عن أسمائهم لاحقاً بعد إبلاغ عائلاتهم الشريفة».
وفي وقت لاحق نعى الحزب ستة شهداء هم:
1ـ الشهيد القائد محمد أحمد عيسى «ابو عيسى»: مواليد: عربصاليم 1972 م، متأهل، له 4 أولاد.
2ـ الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية «جواد»: مواليد: طيردبا 1989 م، عازب.
3ـ الشهيد المجاهد عباس ابراهيم حجازي «السيد عباس»: مواليد: كفرفيلا 1979 م، متأهل، له 4 أولاد.
4ـ الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن «كاظم»: مواليد: عين قانا 1985 م، عازب.
5ـ الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي «دانيال»: مواليد: الخيام 1988 م، متأهل، له ولد واحد.
6ـ الشهيد المجاهد علي حسن ابراهيم «ايهاب»: مواليد: يحمر الشقيف 1993 م، عازب.
وتوازياً، قال مصدر عسكري سوري: «في إطار دعم المجموعات الإرهابية قامت مروحية «إسرائيلية» ظهر اليوم أمس بإطلاق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة باتجاه مزارع الأمل في القنيطرة ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء وإصابة طفل بجروح بليغة».
أما في فلسطين المحتلة، فقد تريث الجيش «الإسرائلي» في الحديث عن الغارة إلا أن مصدراً أمنياً «إسرائيلياً» قال إن «اسرائيل» شنت الأحد غارة جوية بواسطة مروحية على من وصفتهم بـ«عناصر ارهابية» كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله «إسرائيل» من هضبة الجولان.
ولم يوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لا هوية الاشخاص الذين استهدفهم القصف ولا طبيعة الهجوم الذي كانوا يعدون للقيام به. وأضاف المصدر نفسه ان طائرات «إسرائيلية» من دون طيار كانت تحلق في المنطقة أيضاً خلال الغارة.
ورفض وزير حرب العدو موشيه يعالون التعليق على الهجوم، واكتفى بالقول خلال مقابلة إذاعية، «لا أريد أن أتطرق للهجوم على سورية، ولكن أقول إنْ إدعى حزب الله مقتل رجال له، فعليه أن يوضح ماذا كانوا يفعلون في سورية».
وعن توقيت الاعتداء، أشار الجنرال «الاسرائيلي» يوءاف جالنيط «إلى أن توقيت العملية ليس صدفة». موضحاً في حديث للقناة «الإسرائيلية» الثانية، «أن التوقيت له علاقة بالانتخابات الإسرائيلية»، مشيراً إلى مثال على ذلك حينما اغتالت «اسرائيل» قائد كتائب القسام قي غزة أحمد الجعبري عام 2012.
وبعد الإعلان عن الغارة، ساد الحذر والترقب «إسرائيل» وأفادت القناة «الأولى الاسرائيلية» أن حزب الله» لن يمر على العملية من دون رد حتى وإن كانت وقعت على الأراضي السورية». فيما أعلنت وسائل اعلام «إسرائيلية» أن السنوات الطيبة لـ «إسرائيل» على الحدود الشمالية انتهت.
ولفتت إلى أن الغارة اليوم في الجولان «هي حادث جديد لم نرَ مثيلاً له من قبل»، معتبرة أن حزب الله سيحاول في كل مواجهة مقبلة مع «إسرائيل» الوصول الى الجليل.
وكثف الطيران المعادي نشاطاته في سماء المناطق الحدودية ولا سيما فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين، ورفع مستوى التأهب في السفارات في العالم. كما رفعت حال التأهب في المناطق الشمالية على الحدود مع لبنان وتعزيز القوات في تلك المنطقة.
ردود فعل
وفي ردود الفعل على العدوان، أعرب وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في حديث لقناة «المنار» أن «ما يجب ان تدركه حكومة «اسرائيل» ان كلفة المحافظة على الأمن الاقليمي أقل بكثير من كلفة انفلات الأمور من عقالها وتطورها في شكل سلبي، وعلى المجتمع الدولي ان يتصرف على نحو منسجم مع شرعة المنظمة الدولية، والمنظمات الدولية لم تتصرف ابداً على هذا النحو على رغم كل الخروقات «الاسرائيلية» في الجولان».
وأكد أن «بحال وجود عناصر للمقاومة او غيابهم في الجولان، فهذه المناطق هي مناطق تاريخية ومستقرة وآمنة وكانت دائماً هناك اعادة بناء للمنطقة لإعادة الحياة اليها، وهناك اتفاقيات تتعلق بهذه المسألة وهذه الاتفاقيات تقع تحت إشراف الأمم المتحدة ورعايتها لضمان عدم حصول انتهاكات».
وشدد الزعبي على أن «ما يحصل الآن هو جملة من الانتهاكات ضد سورية، واذا كان رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو كما يزعم قد شارك في مسيرة ضد الارهاب، فهو يمثل هذا الارهاب بواقع الحال باعتداءاته على سورية ولبنان وفلسطين، وهذه المسألة برسم منظمة الأمم المتحدة ويجب عليها التحرك في شكل جدي، أما الجامعة العربية فهي في حالة موت سريري ولا دور لها لا على مستوى القضايا العربية ولا على مستوى الاعتداءات الاسرائيلية».
فرنجية
وفي السياق، قال رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية في تغريدة عبر «تويتر»: «قافلة جديدة من شهداء المقاومة باستهداف مباشر من العدو يزيد المقاومة صلابة ويزيدنا دعماً لها، العزاء لأهل الشهداء وللوطن البقاء».
وأشار رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الى «أن لا شك في أن الذي حصل شيء خطير ولا بد أن نعزي بشهداء حزب الله، ونعزي أهاليهم».
وشدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية في حديث لـ«البناء» على «أن «اسرائيل» تدعم المجموعات الإرهابية في القنيطرة، وأحياناً تستهدف الجيش السوري لتسهل للجماعات الإرهابية الهجوم على مواقع الجيش والسيطرة عليها»، وأكد سكرية «أن التعاون بين «إسرائيل» وتلك الجماعات لم يعد خافياً على أحد في الدعم الناري واللوجستي»، مشدداً على «أن «اسرائيل» ستستهدف كل من يعادي هذه المجموعات التي تريد إقامة الحزام الأمني الذي تخطط له إسرائيل».
ورأى العميد الركن المتقاعد أمين حطيط في حديث الى «البناء»، «أن «اسرائيل» المربكة نتيجة المتغيرات المتسارعة في الميدان السوري خصوصاً، وعلى صعيد محور المقاومة عامة أقدمت على هذا العدوان الاستفزازي والاستدراجي على أرض الجولان مستهدفة سيارات تقل قادة وخبراء من المقاومة اللبنانية والمقاومة الشعبية السورية». ولفت إلى «أن «إسرائيل» توخت بذلك الرد أو التأثير على التداعيات الحاصلة نتيجة مسائل ثلاث: الأولى تتعلق بالإنجازات السورية الميدانية بشقها العسكري الأمني المباشر في مواجهة الارهابيين، وفي شقها المقاوم بعد تشكيل المقاومة الشعبية في الجولان بقرار من الرئيس السوري بشار الأسد والاستجابة الشعبية العارمة له. المسألة الثانية تتعلق بما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ما خص قدرات المقاومة بوجهيها الناري والحركي، إعلان أدى إلى زعزعة في المعنويات «الإسرائيلية» على الصعيدين الرسمي والشعبي. أما المسألة الثالثة فأشار حطيط إلى أنها مرتبطة برغبة «إسرائيل» في خلق ما يعرقل أو يعوق المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي استؤنفت مع إصرار أميركي للوصول إلى اتفاق في شكل أكيد».
وتابع حطيط: «يبقى للعدوان نتائج لا يمكن إغفالها على الصعيد الشخصي لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يستعد لخوض انتخابات مبكرة، تعطيه الاستطلاعات الأرجحية في الفوز، لكن في معدلات ضئيلة، وقد يكون قصد من هذه العملية رفع هذه المعدلات».
ورأى حطيط «إن هذا العدوان قد لا يكون محسوباً «إسرائيلياً» لأنه لن يمر من دون رد موجع ومؤلم من محور المقاومة الذي سيقرر التوقيت والمدى والحجم بما يناسب استراتيجيته الأساسية ويخدم الإنجازات المتحققة»، وعلى هذا الأساس، قد تكون المنطقة كما يقول حطيط، «أدخلت في الرعونة «الاسرائيلية» في مرحلة جديدة قد تكون مفتوحة على أكثر من احتمال، لكن مهما كانت هذه الاحتمالات، فإن رد المقاومة سيأتي وسيكون موجعاً».
وأكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وليد زيتوني لـ«البناء»، «أن العملية التي حدثت في القنيطرة تثبت مجدداً التدخل «الاسرائيلي» المباشر بالدعم الناري، إضافة إلى الدعم اللوجستي وعمليات الإخلاء والإشفاء التي أعلنت عنها «إسرائيل» في إحصاءاتها».
وأشار زيتوني إلى «أن العملية تأتي رداً على كلام السيد نصر الله في ما يتعلق بجاهزية «إسرائيل» للحرب، فضلاً عن أن «إسرائيل» تحاول اختبار مدى جدية حزب الله في الرد على أي اعتداء».
وإذ لفت إلى أن العدوان جرى على الأرض السورية، اعتبر زيتوني أن رد حزب الله من سورية على «إسرائيل»، سيحرج – بحسب العدو – السيد نصر الله كونه أعلن «أن ليس لدى حزب الله مقاومون على جبهة الجولان، وأن الرد من لبنان سيعيد الأمور إلى إسطوانة 14 آذار السابقة في ما يتعلق بقرار السلم والحرب، لجهة من يملك القرار بذلك». وشدد زيتوني على «أن لحزب الله المقدرة على الرد بأساليب ووسائل أخرى قد لا تتوقعها اسرئيل».
وأعلنت ألوية «الناصر صلاح الدين» ان «دماء الشهداء في القنيطرة تؤكد وحدة المقاومة من فلسطين مروراً بلبنان وصولاً الى إيران».