حزب الله يدعو إلى تزخيم الحوار لإقفال الشقوق المذهبية التي يتسرب من خلالها التكفيريون
أكد حزب الله ضرورة أن يواجه تصعيد الجماعات الإرهابية بالمضي في سياسة إجتثاث هذه المجموعات وملاحقتها من دون هوادة، وتزخيم سياسة الحوار الداخلي لإقفال الشقوق المذهبية التي يتسرب من خلالها التكفيريون، وشدّد على «أن المشروع التكفيري انفضح وانكشف أمام تلألؤ المقاومة التي خطت خطوات ثابتة في تثبيت مصلحة الأمة».
وفي السياق، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم انفتاح المقاومة على جميع الأطراف اللبنانية لبناء تحالفات استراتيجية لا سيما مع «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» وبناء عمل مشترك مع قوى حزبية وطنية وقومية وأممية على مستوى الساحة اللبنانية. وأشار في حفل افتتاح السلسلة الثقافية تحت عنوان: «الولي المجدد» والتي تقيمها الهيئات النسائية في حزب الله في مجمع المجتبى – حي الأميركان بحضور السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي: الى «أن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل قائم على قاعدة إيماننا بأن الأصل هو التفاهم والتعاون وبناء بلدنا معاً واللقاء على القواسم المشتركة وتأجيل نقاط الاختلاف التي لا حل لها».
وفيما أشار الى «أن الجماعات التكفيرية شوّهت الدين الإسلامي من خلال خوضها انحرافات إجرامية وتقديمها النموذج الدموي»، شدّد على «أن المشروع التكفيري انفضح وانكشف أمام تلألؤ المقاومة التي خطت خطوات ثابتة لتثبيت المشروع الإسلامي الأصيل لمصلحة الأمة وشعوب منطقتنا واستقلالنا»، وأضاف: «ها هم التكفيريون ينقلبون على مشغليهم لنتأكد انّ خيار المقاومة هو الخيار الصحيح».
أما السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي فقال: «إن الجمهورية الاسلامية استطاعت من خلال ثورتها تحقيق انجازات مذهلة على المستويين العلمي والتكنولوجي نتيجة إصرار الشعب الإيراني على الاستقلال واعتماد نظام ولاية الفقيه على أسس ومقومات أدت بالجمهورية الإسلامية الى ارتقاء سُلَّم التقدم والتطور في المجالات العلمية العديدة».
وشدد على «أن إيران اليوم أصبحت دولة نووية وتصنع الطائرات والسفن وأغلب أسلحتها هي بخبرات وامكانات إيرانية وأغلب الأجهزة الكهربائية والسيارات والمركبات والقطارات وعربات مترو الأنفاق وكل ما في إيران مكتوب عليه «صنع في ايران»، ناهيك عن الانجازات الطبية وصناعة الدواء وزرع الخلايا و«النانو» وتكنولوجيا المعلومات والكيمياء وبعض فروع الأبحاث الجينية، كما أن إنجازاتها وصلت الى الفضاء وهي ترسل منذ عام 2009 اقماراً اصطناعية إليه».
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن أحد أهداف حوارنا مع تيار المستقبل هو تحصين الساحة اللبنانية في وجه الخطر التكفيري. وأضاف: «أن ثمة إدراكاً أننا جميعاً في مركب واحد ولدينا كثير من الآمال في أن ننجح في ذلك».
وقال فياض خلال احتفال تأبيني في بلدة بليدا الجنوبية «إن المشروع التكفيري يسعى إلى تفجير الصراعات الدينية والمذهبية اللذين هما من ضمن أهدافه»، وأضاف: «لذلك يجب ألا يحمل الإسلام أو الطائفة السنّية تبعة الإرهاب التكفيري، فالأعمال الإرهابية التي يقوم بها التكفيريون من «داعش» و«النصرة» تتحمل مسؤوليتها حصراً هذه الجماعات»، وتابع «ويشاركهم في قسط من المسؤولية من يوظفهم ويراهن عليهم ويسهل لهم نشاطاتهم».
ورأى أن ثمة قراراً واضحاً لدى الجماعات التكفيرية بالتصعيد في الساحة اللبنانية ضد الجيش والمدنيين والأمن والاستقرار الداخلي بهدف إثارة الفتنة ونقل معركتهم من الحدود إلى الداخل، مشدداً على ضرورة أن يواجه هذا التصعيد أولاً بالوحدة الوطنية وبالمضي في سياسة اجتثاث المجموعات الإرهابية وملاحقتها من دون هوادة، وتزخيم سياسة الحوار الداخلي لإقفال الشقوق المذهبية التي يتسرب من خلالها التكفيريون، مؤكداً «أننا لن نكترث بتصريحات يطلقها البعض ممن مصالحه وحساباته وموقعه مرتبط بالتوتر والتصعيد، وسيبقى الحوار وجهتنا التي نتمسك بها لمعالجة المشاكل وتقريب المواقف».
ورأى فياض «أن هناك واجباً إنسانياً يختص بالمجتمعات كافة وآخر إسلامياً يختص بمجتمعاتنا العربية لمواجهة المجموعات التكفيرية». وأوضح «حذرنا مراراً الدول التي ظنت أن في إمكانها أن تستفيد من أنشطة هذه المجموعات لتنفيذ أجندتها في سورية والعراق».
ولفت إلى «أن التطورت الأخيرة أكدت صحة هذه التحذيرات»، وأمل «بأن يشكل هذا التطور مدخلاً لإعادة نظر بالحسابات والسياسات المتبعة».
وأشار النائب علي عمار، إلى «أننا نشد على ايدي المتحاورين ويشمل الحوار في لبنان كل الافرقاء»، لافتاً الى «أن منشأ الحريق في منطقتنا هو «اسرائيل».
كلام عمار جاء خلال افتتاح اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية مركز الدفاع المدني والطوارئ الجديد على طريق المطار برعاية وحضور المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر. وشكر دولة الكويت على تمويلها للمشروع، قائلاً: «اننا نحتاج الى مركز طوارئ عربي ومركز طوارئ إسلامي ومركز طوارئ اممي وإنساني لإطفاء الحريق الكبير المندلع في منطقتنا»، مشيراً الى «أن الإطفاء يحتاج الى الحوار وأن يتفق المتحاورون في ما بينهم على تنظيم خلافاتهم وتفعيل نقاط الالتقاء والتفاهم لحفظ البلد».
أما البدر فأوضح «أن هدف الكويت من وراء هذه المشاريع كان التخفيف من أثر العدوان الصهيوني الغاشم عام 2006 على لبنان». وإذ أشار الى ان «معظم المشاريع التي يقوم بتمويلها الصندوق الكويتي وعددها سبعون قد تم انجازها»، أكد «استمرار وقوف الكويت الى جانب لبنان وشعبه».
وأكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي «أن اللبنانيين قطعوا شوطاً في وعي الخطر الإرهابي»، مشيراً إلى «ضرورة الحوار والنقاش للوقوف في وجه هذا التهديد الوجودي».
وقال الموسوي خلال حفل تأبيني للشهيدين زاهي نعيم حيدر أحمد وهيثم نعيم حيدر أحمد في حسينية بلدة رأس أسطا في جبيل «البعض كان يقلّل من قيمة الخطر التكفيري ونستطيع القول إننا بدأنا نعي مجتمعين هذا الخطر»، مشدداً على «أن الإرهاب خطر يهدد الجميع وأنّ «داعش» و«النصرة» لا يحتاجان الى بطاقة دعوة للعمل في لبنان».