كييف تقترح وقف إطلاق النار وريابكوف يطالب بالكف عن تحميل موسكو الذنب
دعت وزارة الخارجية الروسية كييف ومقاتلي الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا إلى انتهاز الفرصة المتاحة لسحب الأسلحة من منطقة النزاع.
وجاء في بيان صدر عنها أمس: «ندعو الأطراف بإصرار لانتهاز الفرصة الحقيقية المتاحة لسحب الأسلحة الفتاكة من منطقة النزاع ومنع سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين».
وأكد البيان أن الأولوية المطلقة حالياً تتمثل بذلك، مشيراً إلى أن القيام بهذه الخطوة سيسمح بتعزيز الثقة وتهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ غيرها من بنود اتفاقات مينسك.
وأشار البيان إلى أن موسكو تنصح الجانب الأوكراني بعدم استبدال العمل على تخفيف حدة الوضع العسكري في جنوب شرقي أوكرانيا بالدعاية السياسية الخارجية.
وأكدت الخارجية الروسية أنه في حال استعداد كييف بالفعل لسحب الأسلحة الثقيلة بشكل متبادل وفقاً لبنود مذكرة مينسك فإنه يجب القيام بالخطوات العملية العاجلة على الأرض، خصوصاً أن قادة «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» قد وافقوا على الجدول الزمني لسحب الأسلحة.
وأضاف بيان الخارجية أنه يجب على المركز المشترك للمراقبة والتنسيق بالتعاون مع بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن يضمن مراقبة عملية سحب الأسلحة الثقيلة التابعة للقوات الأوكرانية وقوات دونيتسك ولوغانسك، وكذلك المساهمة في إكمال تنسيق بعض التفاصيل التقنية إذا تطلب الأمر ذلك. وأشار إلى أن تنفيذ ذلك يتطلب منح كييف ممثلها في المركز المشترك الصلاحيات المطلوبة.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أنه وحده النهج الرامي إلى تحقيق خطوات محددة، سيسمح بتجنب خطر استئناف المواجهة المسلحة.
يذكر أن الكرملين أعلن الأحد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث الخميس رسالة خطية إلى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قدم فيها خطة لسحب أسلحة طرفي النزاع الثقيلة في شرق أوكرانيا.
وجاء في نص الرسالة أن الأحداث في جنوب شرقي أوكرانيا تهدد بتقويض التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، كما اقترح سحب الأسلحة الثقيلة من عيار فوق 100 ملم إلى خلف الخطوط التي تلحظها اتفاقات مينسك.
وأكد الكرملين أن الجانب الروسي أبدى استعداده بالاشتراك مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى تقديم نفسه كمراقب لتنفيذ هذه الخطوات، مشيراً إلى أن كييف تجاهلت هذه الخطة ولم تقدم اقتراحاً بديلاً.
وفي السياق، طالب سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسية المجتمع الدولي بوقف تحميل روسيا وزر الوضع في أوكرانيا. وقال إن «المجتمع الدولي يمكن أن يتخذ، بنظري، خطوات مهمة وضرورية عدة لوقف التصعيد في أوكرانيا ».
وأعلن الدبلوماسي الروسي أن «الأهم في كل هذا الوضع هو عدم البحث عن مذنبين في شخص روسيا، وهو ما يستمر للأسف من دون تبرير… لأن البعض غير معجب بروسيا الحديثة مع سياستها المستقلة، ونهجها المتواصل في الدفاع عن مصالحها الوطنية، ورعاية مواطنيها، وموقفها المسؤول من القانون الدولي»، وأضاف أن «روسيا كهذه لا تناسب البعض في العالم الحديث».
إلى ذلك، اقترحت أوكرانيا وقف إطلاق النار شرق البلاد ابتداء ووضع جدول لذلك، حيث قالت وزارة الخارجية الأوكرانية على موقعها إن كييف اقترحت على موسكو «توقيع جدول تطبيق اتفاقات مينسك الموضوع في 13 تشرين الثاني بالذات، وتأمين وقف النار من 19 كانون الثاني».
ويتضمن هذا الجدول، بحسب ما قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ثلاث مراحل تنص على وقف إطلاق النار خلال يومين، وسحب الأسلحة الثقيلة خلال خمسة أيام، وفصل القوات المتحاربة عند خط التماس وفق بيان مينسك، خلال 21 يوماً.
ميدانياً، قال الجيش الأوكراني إن قوات الدفاع الشعبي والجنود الأوكرانيين اشتبكوا أمس قرب مطار دونيتسك بعد أن شنت القوات الاوكرانية هجوماً مضاداً يوم الاحد لاستعادة الأراضي التي خسرتها.
وقال المتحدث العسكري اندريه ليسينكو «المقاتلون الانفصاليون التابعون لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين مستمرون في مهاجمة مطار دونيتسك وإطلاق النار على مواقعنا».
وأضاف: «هذا ليس هدفاً استراتيجياً فحسب. إنها منصة يمكن أن يشن منها الإرهابيون هجوماً جديداً. لن نتنازل عن المطار» وقال إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب 66 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.