ممثل «القومي»: لا جدوى من الحوارات ما لم تكن الأولوية للقضاء على الإرهاب
تحت عنوان: «كلّ الدروب تؤدّي الى دمشق» عقدت الأحزاب والشخصيات الوطنية السورية لقاءً حوارياً في فندق «داماروز» في دمشق، شارك فيه طيف واسع من الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الوطنية وأعضاء مجلس الشعب، موالاة ومعارضة وطنية وذلك بحضور لجنة متابعة الحوار الوطني التي ساهمت في الإعداد للقاء، وقد أوفدت الحكومة السورية وزير المصالحة الوطنية للمشاركة في اللقاء.
مثّل الحزب السوري القومي الاجتماعي في اللقاء وفد ضمّ عضوي المجلس الأعلى د. صفوان سلمان وميشيل معطي وعضو المكتب السياسي عضو في لجنة المتابعة للحوار طارق الأحمد.
سلمان
وقدّم ممثل الحزب عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان مداخلة قال فيها: إنّ الحوارات السورية التي تتناول معالجة المسألة السورية يجب أن تنطلق من مفهوم السعي إلى التعبير عن المصلحة السورية العليا وإرادة الحياة للسوريين. إنّ مفهوم الحياة نقيضه مفهوم الموت، فكيف يمكن التعاطي مع أيّ مبادرة حوار تعلن أنها من أجل حياة سورية والسوريين إذا لم يكن معيارها الأول هو إيقاف الدعم والتغذية لمجموعات الإرهاب والموت، سواء موّهت نفسها بمجموعات معتدلة أم بغيرها.
وأضاف: المبادرات المطروحة حول المسألة السورية، ومنها مبادرة الحوار في موسكو، يجب أن يكون أساسها ومنطلق الحوار فيها بين المتحاورين العمل والمطالبة بإقفال شرايين الدعم الخارجي والإقليمي عن جماعات الموت والقتل.
وأشار سلمان إلى أنّ هذا اللقاء يحمل عنوان: «كلّ الدروب تؤدّي الى دمشق»، ونحن نرى انّ دروب دمشق حتى تعبّد، ومن أجل أن تكون دمشق مقرّ الحوار الحقيقي تحت سقف المصلحة السورية العليا، يجب أن يكون المطلب الأول لكلّ من تهمّه مصلحة سورية إعلاء الصوت من أجل وقف تغذية مجموعات الموت والإرهاب المُرسلة إلى دمشق، سواء كان اسمها الموت المعتدل او الموت المتوحش، ونحن نعتقد أنه لا جدوى من الحوارات والبرامج ما لم تكن هذه الأولوية هي الأساس.
وتابع: بعض الأطراف التي تطلق تصريحات توحي بالإيجابية تجاه حوارات السوريين، لكنها في المقابل تعلن عن مشاريع دعم للمجموعات المتطرفة تحت اسم معارضة معتدلة يجري إعدادها في دول عربية وإقليمية؟
ولفت سلمان إلى نقطة مهمة أيضاً، وهي انّ المبادرات الدولية ومنذ جنيف تنظر إلى الحلول من روحية المحاصصة، والمحاصصة نقيض لوحدة المجتمع ونقيض للتعدّدية السياسية، وهي تمثل تراجعاً ونكوصاً الى مرحلة ما قبل الدولة بالتصنيف، وهذا ما يجب التركيز عليه في الحوارات المقبلة وعلى خطورته على المصلحة السورية العليا وعلى الحياة السورية العامة وتناقضه مع إرادة السوريين.
الأحمد
كما تحدث عضو المكتب السياسي للحزب طارق الأحمد بصفته عضواً في لجنة المتابعة عن آليات الحوارات المزمع عقدها، حيث اعتبر انه لا يجوز القول بحلّ تفاوضي حواري بل بحلّ حواري سياسي، لأن التفاوض يعني ان تتنازل الدولة عن جزء من كيانها في مقابل شيء آخر، وهذا مرفوض تماماً.
مداخلات وخلاصات
وتركز اللقاء في مداخلاته على آفاق الحوار السوري ـ السوري والمبادرات المطروحة في هذا السياق، وتحدث فيه العديد من الشخصيات ومن ممثلي الأحزاب وأعضاء مجلس الشعب، ومنهم: عضو مجلس الشعب فيصل عزوز، عضو مجلس الشعب شكرية المحاميد، فاتح جاموس، عادل نعيسة، نواف الملحم، مجد نيازي، سهير سرميني، ماهر كرم، وآخرون.
وأكد المشاركون في اللقاء أنّ الحلّ السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة في سورية عبر الحوار الوطني، وشدّدوا على أهمية الحوار الوطني الذي يفضي إلى برنامج محدد في إطار زمني يرسي قواعد الحرية والكرامة والديمقراطية والأمن، ويصون وحدة التراب السوري ويحافظ على اللحمة الوطنية للمجتمع السوري ويصون السيادة ومؤسّسات الدولة الدستورية ويحمي الإرث الحضاري السوري ويصدّ كلّ التدخلات الخارجية.
ولفتوا إلى أنّ الحلّ السياسي يساهم في حشد كلّ القوى الوطنية لمكافحة التنظيمات التكفيرية والظلامية وقوى التطرف والإرهاب المتوحشة والمتحالفة مع أعداء الشعب السوري، معربين عن تقديرهم لجهود الدول الصديقة لسورية لما قدمته على مدى سنوات الأزمة.
وأكدت القوى المشاركة تشبّثها بأرض الوطن ودفاعها عن سيادته وأنّ السوريين وحدهم هم مَن يمثل مصلحتهم وإرادتهم في الحياة.