فلحة: كان بممارساته الوطنية فوق الطوائف والمذاهب
ودّعت الإعلام اللبنانيّ، ووزارة الإعلام والوكالة الوطنية للإعلام، وبلدة الهبارية وقرى حاصبيا والعرقوب، الزميل محمود حجّول، الذي قضى منذ أيّام متأثراً بجراحه بعد تعرّضه لحادث أليم.
وأمس، أقيم للزميل الراحل مأتم رسميّ وشعبيّ، تقدّمه مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ممثلاً الوزير رمزي جريج، النائب قاسم هاشم، الزميل سعيد معلاوي ممثلاً نقيب المحرّرين الياس عون، قائمقام حاصبيا وليد الغفير، نقيب مخرجي الصحافة في لبنان يحيى حمدان، وفد من «الوكالة الوطنية للاعلام» مثّل مديرة الوكالة لور سليمان صعب وضم: رئيس قسم المندوبين وسام عبد الله وسكرتير التحرير رفيقة طرابلسي، ومسؤول مكتب حاصبيا طاهر بو حمدان، أمين عام الحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات، رئيس هيئة أبناء العرقوب الدكتور محمد حمدان، حشد من الإعلاميين، وفد من مشايخ حاصبيا، وعدد من الفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والروحية، وجمع من رؤساء البلديات والمختارين.
وألقى فلحة كلمة نوّه فيها بمزايا الزميل الراحل «الذي قضى مكافحاً ومجاهداً في سبيل عياله وتأمين لقمة العيش الكريم، وحمل دائماً الصدق في الانتماء والإخلاص في العمل والمثابرة والمواظبة ليعبّر خير تعبير عن هذه الأرض التي كانت دائماً محط أحلامه».
وقال: «عرفنا الزميل حجول مقاوماً ومناضلاً، كان فوق كل الطوائف والمذاهب بممارساته الوطنية، وصدق انتمائه إلى هذه الأرض المقاومة الطيبة، التي دحرت العدو «الإسرائيلي» بفضل أبناء مثل محمود حجول».
وأضاف: «كان معطاء، نفتقده كبيراً، وكبيراً جداً. فخسارته لا تعوّض. كانت بوصلته أبداً الجنوب المقاوم والحرمان، الذي يعانيه أهله، كان مشاركاً على مستوى الوطن، ولم تأخذه زواريب الحساسيات والانقسامات البغيضة، التي نشهدها في هذه الأيام، فما أحوجنا إلى إعلاميين على مقاس محمود حجول ومقامه في إعلاء شأن المواطنة وحرّية الكلمة».
ونعى الدكتور محمد حمدان في كلمته «الفقيد الغالي»، فقال: «لقد كان رفيق دربنا منذ نعومة أظافره حتى وفاته، مناضلاً عروبياً مؤمناً صادقاً ملتزماً قضايا منطقته ووطنه، فخسارته كبيرة لهيئة أبناء العرقوب وللمنطقة والصحافة».
وعدّد معلاوي مناقب الفقيد وأخلاقيته الوطنية، التي كان يتمتع بها. وفي الختام، أمّ الشيخ عبد الكريم عطوي الصلاة عن روحه، ليوارى بعدها الزميل محمود في الثرى في مدافن العائلة.
وكان أهالي الهبارية قد استقبلوا جثمان الفقيد عند مدخل البلدة، إذ نثرت الورود والممزوجة بالرز، وساروا بالنعش في أرجاء القرية حتى المسجد.
وتتقبل العائلة التعازي اليوم في منزل أهل الزميل الراحل في الهبارية، وغداً الخميس من الرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساء في قاعة مسجد الخاشقجي ـ محلة قصقص ـ بيروت.
نقابة المحرّرين
وكان قد صدر عن نقابة محرّري الصحافة اللبنانية بيان جاء فيه: «تنعى نقابة محرّري الصحافة اللبنانية إلى الزملاء الصحافيين والإعلاميين، الزميل محمود حجول الذي قضى، وهو في ذروة عطائه المهني على إثر حادث أليم تعرّض له، إذ أمضى في المستشفى رحلة عذاب انتهت بتسليمه الروح إلى باريها، بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب والمثمر في الصحافة مراسلاً، وكاتباً ومحلّلاً.
الزميل محمود حجّول من مواليد الهبّارية عام 1960. حائز إجازة في الصحافة من كلّية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الاول 1989 . بدأ حياته المهنية في «وكالة أخبار لبنان» و«إذاعة صوت الوطن» و«صوت الشعب» و«صوت الجبل»، قبل أن ينصرف إلى الصحافة اليومية مراسلاً ومحللاً في «البيرق»، «الديار»، «الكفاح العربي»، «البناء» و«السفير». انضم إلى أسرة «الوكالة الوطنية للاعلام» عام 1996، فعمل محرّراً ومندوباً، وملحقاً إعلامياً إلى جانب الرئيس إميل لحود. وكان يتقن إلى جانب اللغة العربية، الفرنسية والإسبانية.
كان مناضلاً ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي»، وقد اعتقلته قوات الاحتلال عام 1985 وزجّت به في معتقل أنصار لمدة ثلاثة أشهر. وطوال عمله الصحافي والإعلامي نسج الزميل حجول أفضل العلاقات مع زملائه، تاركاً في نفوسهم أطيب الأثر، لدماثة خلقه وإخلاصه لعمله، وحرصه على ما يعهد إليه من مهمات وتبعات عاكساً تأصّل الضمير المهني في سلوكياته.
إن الوسط الصحافي والإعلامي في لبنان خسر برحيل الزميل محمود حجول وجهاً محبباً، قريباً إلى القلب. إن الحزن على غيابه كبير، والخسارة بفقده شديدة الوقع على عائلته التي كان يشكل لها السند والعضد، وعلى الصحافيين اللبنانيين الذين ودّعوه بحسرة وألم».
«البناء»، التي كان الزميل محمود حجّول عنصراً فاعلاً في فريق عملها، والتي آلمها رحيله المفاجئ، تتقدّم من أسرته الصغيرة عائلته ، وأسرته الكبيرة الإعلام اللبناني ، بأحرّ التعازي، سائلةً أن يكون رحيله خاتمة الأحزان… والبقاء للأمة.