حديث السيد نصرالله والرعب الصهيوني وإعادة ترميم محور المقاومة

عامر التل

أثار حديث أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، لقناة «الميادين» الرعب في الأوساط الصهيونية لما تضمّنه من كشف لقدرات المقاومة العسكرية في حال ارتكبت «إسرائيل» حماقة، وقامت بالعدوان على سورية ولبنان. هذا الرعب لم يقتصر على العدو الصهيوني بل طاول أيضا «المتأسرلين» المنتشرين في صفوفنا كالسرطان، والذين يعتمدون على العدو في إمكانية القضاء على المقاومة والتخلص منها، وتمرير مشاريع الأعداء ليكونوا هم المنفذين لما يؤمَرون به عبر استمرارهم في السلطة، أو تسلّمهم السلطة في الدول المستهدفة.

السيد نصرالله تحدث أيضاً عن التنظيمات التكفيرية وارتباطها بالعدو الصهيوني والغرب عموماً وبدول اقليمية، وأهمية ما قاله حول هذه التنظيمات وداعميها أنها تصدر عن شخص صادق ومطلع، ولا يلقي الاتهامات من دون أدلة حاسمة كون المقاومة تواجهها بشكل مباشر.

وما أريد التركيز عليه في كلام السيد نصرالله هو علاقة محور المقاومة مع حركة حماس و«الإخوان المسلمين»، فقد فُهم من كلام السيد أنّ العلاقة مع حماس لم تصل الى مرحلة إعادة العلاقات كما كانت سابقاً، وعدم إمكانية عودة حماس إلى محور المقاومة كون حماس نفسها لم تطلب ذلك نتيجة علاقاتها الاقليمية والدولية الجديدة، وارتباطها بالتنظيم الدولي لـ«الإخوان المسلمين»، لكن المعلومات المتسرّبة تؤكد انّ محور المقاومة لم يعد ينظر إلى حماس والإخوان المسلمين كصديق او حليف إنما ينظر إليهما نظرة المشكك، وانهما حركتان انتهازيتان لا عهود لهما ولا وعود، فقد رأينا الرئيس المصري الإخواني المخلوع محمد مرسي، خلال زيارته إلى السعودية، يطلق تصريحاً، فيه من النفاق والانتهازية وعدم الوفاء وتقديم اوراق اعتماد لأميركا والغرب و«إسرائيل»، قال إنّ مصر لن تتهاون مع أمن دول الخليج وأنها ستقف إلى جانب دول الخليج بكلّ قوتها في مواجهة الاعتداءات الخارجية التي تستهدف تلك الدول، وكان يقصد ايران تحديداً. اضافة الى تورّط حماس بالتفجيرات الإرهابية في ضاحية بيروت الجنوبية، وهذا أمر توصلت اليه المقاومة من دون ضوضاء إعلامية، حيث انّ أكثر من ارهابي خرج من مخيم برج البراجنة المتاخم للضاحية لتنفيذ العمليات الانتحاربة في الحيّ العريض في منطقة حارة حريك الذي يبعد امتار قليلة عن المخيم المذكور، هذا عدا عن الحراك المشبوه الذي اضطلع به انصار حماس في الأنفاق التي تمتدّ الى الضاحية وتهديد مستشفى الرسول الأعظم بشكل جدي باستهدافه.

ولم تعد الحرب التي تشنّ على سورية وتورّط حماس فيها هي نقطة الخلاف الوحيدة بين محور المقاومة وحماس والإخوان المسلمين، فهذا المحور ينظر إليهما على أساس انهما يبحثان عن مصالحهما، وأنّ المعيار لديهما لم يكن القضايا الوطنية لشعوب المنطقة. فتجربة المحور مؤلمة وصادمة معهما، ذلك أنّ الانتهازية السياسية التي مارسها الإخوان فور توليهم السلطة في مصر قلبت مفهوم العلاقة معهما بالكامل من قبل المحور، فلم يعد هناك من يراهن عليهما أو يتأمل منهما شيئاً، بل على العكس من ذلك أصبح ينظر إليهما باعتبارهما جزءاً لا يتجزأ من المشروع الغربي في المنطقة.

وما يعزز عدم عودة العلاقات بين المقاومة مع محور حماس والإخوان المسلمين الخطاب السياسي الذي يتبناه المحور إزاء النظام المصري برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي، ومطالبته كافة الأطراف بالتعامل مع الواقع المصري الجديد، ومن موقف حماس التي أبدت امتعاضها من إصرار لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الايراني، خلال زيارته الأخيرة إلى سورية ولبنان على مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية ضمن الوفد الفلسطيني الذي التقى معه في بيروت، وانّ محور المقاومة سيتعامل مع جميع الشعب الفلسطيني وكلّ أطرافه المقاومة على حدّ سواء.

عودة حماس إلى حلف المقاومة ليست كالسابق ولن تكون، حماس المقاومة ستجد مكانها ضمن حلف المقاومة، لكن حماس الإخوان المسلمين ليس لها مكان في هذا الحلف.

رئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية في الأردن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى