عدوان القنيطرة لإنقاذ شعبية نتنياهو ودعم المنظمات التكفيرية المسلّحة حروب أميركا في المنطقة ساهمت في تقوية الحركات الإرهابية

تصدر الاعتداء الجوي «الإسرائيلي» على مجموعة من المقاومة في القنيطرة المشهد المحلي والإقليمي، وبالتالي خطف الأضواء الإعلامية، حيث تناوب الخبراء والمحللون على شرح أبعاده وتداعياته واحتمالات وكيفية رد المقاومة.

وفي هذا السياق، اعتبر النائب كامل الرفاعي أن لهذه العملية هدفين أساسيين، أولاً: دعم المنظمات التكفيرية المسلّحة على الأراضي السورية وخروج «إسرائيل» من الدعم الاستخباراتي واللوجستي إلى الدعم الميداني باغتيال الشهداء الستة، ثانياً: استثمار هذا الاعتداء في الداخل «الإسرائيلي» لزيادة شعبية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة.

وأكدّ الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حبيب فياض أنّ مروحة حزب الله للردّ واسعة جداً، مستبعداً اندلاع حرب مفتوحة بين حزب الله و«إسرائيل»، واصفاً العملية بالاستعراض، معتبراً أن إسرائيل ملزمة بالردّ على كلام نصرالله الذي يقلقها، وهي متضررة من إمكان التفاهم بين إيران وأميركا ومتضايقة جداً من تسارعٍ ميداني عسكري في سورية لمصلحة الجيش السوري.

واعتبر الباحث والخبير الاستراتيجي الدكتور سليم حربا أن العدوان في سياقه السياسي والعدواني يعكس دلالات عدة، منها: ان الكيان «الاسرائيلي» يريد الهروب من ازمته الداخلية على المستوى الانتخابي، ويريد انتشال التجمع الاستيطاني من حالة الهلع والخوف اثر كلمة الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله الاخيرة مع قناة الميادين.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي مالك أبي نادر أن الرد سيكون لا محالة من قبل حزب الله، وذلك لأن المقاومة لن تمرر أي اعتداء إلا بردّ، ولكن بطرق مختلفة وغير مباشرة، لافتاً إلى أن ما جرى في توقيته ومكانه يستوجب النظر والتروي في الواقع السوري، مؤكداً أنه ستكون هناك عملية نوعية تخريبية لمشروع كبير استراتيجي يحضر ضد محور المقاومة، أو اغتيال شخصية كبيرة في الداخل «الإسرائيلي».

سياسياً، شكل الملف السوري محور جذب واهتمام للعديد من الوسائل الإعلامية، خصوصاً اللقاء التشاوري المنتظر بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة في موسكو، فأكد مدير الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام السورية ملاذ المقداد أن تحركات المحور الذي تقوده أميركا بما يخص الملف السوري تركزت في الآونة الأخيرة على إيجاد خرق يفضي إلى تعطيل لقاء موسكو ولهذا تحاول أميركا أن تجد لنفسها مكاناً في ناتج لقاء موسكو لتستطيع تمرير رغباتها في شكل الحل السوري.

وتصاعدت الانتقادات الشعبية والرسمية في الداخل الأميركي والأوروبي للسياسة الأميركية والغربية وبعض الدول العربية في المنطقة والعالم والتي أدت إلى تنامي الإرهاب، فقد اعتبر النائب الديمقراطي البارز في الكونغرس الأميركي كريس مورفي أن السعودية وباكستان وعدداً من الدول المتحالفة مع أميركا في الشرق الأوسط ساهمت في تصوير الصراع الدائر في العالم على أنه صراع ديني بين الإسلام والمسيحية، معتبراً أن أميركا أيضاً ساهمت في إذكاء نار الحركات المتطرّفة من خلال الحروب التي خاضتها بالمنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى