المقداد لـ«أنباء فارس»: أميركا تحاول إيجاد مكانا لها في نتائج لقاء موسكو1

أكد مدير الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام السورية ملاذ المقداد أن «تحركات المحور الذي تقوده أميركا بما يخص الملف السوري تركزت في الآونة الأخيرة على إيجاد خرق يفضي إلى تعطيل اللقاء التشاوري المقرر عقده في موسكو بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة السورية».

وأشار المقداد إلى أن «تناقض المواقف الأميركية من أي مسألة في العالم هو دليل على عدم جدية واشنطن بحل هذه المسألة، وبالحديث عن المواقف الأميركية من الأزمة السورية منذ بدايتها يظهر الخط الزمني تواتراً في المواقف التي لا تعتمد على منهجية سياسية واضحة، فواشنطن تضع نفسها في خانة حماية الكيان «الإسرائيلي» قبل كل شيء، لذا تستمر على نهجها تجاه الأزمة السورية وتنظر إلى ما يجري في سورية على أنه إحدى الوسائل لتطبيق رغباتها في المنطقة».

وأوضح المقداد أن «محاولات أميركا الإمساك بالعصا من المنتصف من خلال تأييدها للمبادرة الروسية تارة، وإعلانها استمرار وتطبيق تدريب ما تسميه بالمعارضة المعتدلة تارة أخرى، هو محاولات لإطالة عمر الأزمة قدر الإمكان، وهي تنظر إلى أن هذه السياسة هي الضامن لتحقيق المكتسبات السياسية التي تتمثل بشكل أساس في إسقاط الدولة السورية بكون سقوط دمشق تحت ظل القرار الأميركي هو البوابة لسقوط المنطقة ككل، وبالتالي يصبح تقسيم المنطقة سهلاً في المستقبل الذي تريده واشنطن قريباً».

وأشار المقداد إلى أن «التحرك الأميركي كان من الطبيعي أن يرافقه تحرك لأدوات واشنطن في المنطقة، وعلى هذا الأساس من الطبيعي أن نشهد تحركاً تركياً للعودة إلى طرح فرض منطقة حظر طيران في سورية، ومن الطبيعي أن نشهد من السعودية الضغط أكثر في ملف أسعار النفط للتأثير في حلفاء سورية وخصوصاً إيران وروسيا، ومن الطبيعي أن نسمع من المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا من جديد الحديث عن تجميد القتال في حلب، فكل هذه الأمور لا تصب في مصلحة الشعب السوري الذي يخسر دمه مقابل وحدة بلاده وسلامة أراضيها».

وقال المقداد: «إن أميركا في محاولاتها خرق المساعي الروسية الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية من خلال لقاء موسكو التشاوري والذي يهدف بدوره لوضع أسس صحيحة للعملية السياسية التي يجب أن تكون من خلال مؤتمر حوار في دمشق، وذلك لإيمان السوريين بأن حل أزمة بلادهم لا يمكن إلا على أرضهم، ولهذا تحاول أميركا أن تجد لنفسها مكاناً في ناتج لقاء موسكو1، لتستطيع تمرير رغباتها في شكل الحل السوري».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى