بوغدانوف من بغداد: نواجه خطراً مشتركاً يهدد العالم

أكد مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أمس، استمرار بلاده دعم العراق في مكافحة الإرهاب، لافتاً الى أن الخطر المشترك يهدد العالم ككل بما فيها روسيا وأميركا.

وقال بوغدانوف خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى السفارة الروسية في بغداد وحضرته «السومرية نيوز»، إن «اللقاءات التي اجريتها مع المسؤولين العراقيين كانت مفيدة ومثمرة»، مشيراً الى أنه «تم تبادل الآراء والأفكار لتعميق التعزيز السياسي بين البلدين في ما يخص الوضع في الشرق الأوسط».

وأضاف أنه «جرى التأكيد خلال اللقاءات على أهمية توحيد الصف الدولي لمواجهة خطر الإرهاب»، مبيناً أن «هناك تعاوناً مثمراً بين العراق وروسيا في شأن مواجهة داعش والنصرة».

وأشار بوغدانوف الى أن بلاده «كانت ولا تزال في طليعة الدول في مجال مكافحة الإرهاب، ودعمت دعماً عاجلاً للعراق لمواجهة داعش»، مشدداً بالقول «أننا مستمرون بدعم العراق وتسليحه».

وحذر المسؤول الروسي من أن «الخطر مشترك وهو يهدد العراق وسورية وتركيا والمجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وأميركا».

وفي أول نشاط له في بغداد بحث بوغدانوف مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري التعاون السياسي والامني والتجاري ومواجهة التحدِّيات الإرهابيّة التي تشهدها المنطقة والعالم.

وتسلم وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري خلال الاجتماع مع نائب وزير الخارجيّة الروسي ميخائيل بوغدانوف رسالة من نظيره الروسيِّ سيرغي لافروف تضمَّنت دعوة رسميّة لزيارة موسكو وتأكيداً روسيّاً على مُواصَلة دعم وحدة وسلامة واستقرار العراق ومُواجَهة التحدِّي المُشترَك المُتمثـِّل بالإرهاب.

وعبر الجعفري عن امتنان العراق لروسيا لمواقفها المساندة للعراق في حربه ضدَّ التنظيمات الإرهابيّة»… وأوضح انه سيلبي الدعوة لزيارة موسكو في أقرب وقت، مُشيراً إلى أنَّ دحر تنظيم «داعش» الإرهابيِّ في العراق هو انتصار لكلِّ إرادات شعوب العالم لأنَّ العراق هو الخندق الأول في المُواجَهة مع الجماعات الإرهابيّة التي تستهدف الإنسانيّة كلّها.

وشدد الجعفري على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاريِّ والاستثمار الروسي في العراق وفتح آفاق التعاون المُشترَك في المجالات السياسيّة، والأمنيّة، والاقتصاديّة، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين. وقال: «إنَّ العراق بلد غنيٌّ بالثروات، إلا أنـَّه يمرُّ بظروف استثنائيّة تحاول هدر ثرواته، وسلب إمكاناته ممّا يتطلـَّب مُسانـَدته من الدول الصديقة للقضاء على المجاميع الإرهابيّة وإعادة إعمار البُنى التحتيّة».

من جانبه جدَّد مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين دعم بلاده للعراق في مُواجَهة الإرهاب والسعي الحثيث لتعزيز العلاقات بين موسكو وبغداد. مُشيراً إلى أنَّ الوفد الروسي سيبحث مع المسؤولين العراقيِّين العديد من الملفات ذات الاهتمام المُشترَك بخاصّة أنَّ مُمثـِّلي الشركات الروسيّة يتطلـَّعون للاستثمار في العراق.

ويترأس بوغدانوف في زيارته هذه التي تستغرق يومين وفداً، يضم مسؤولين في وزارة الخارجية وشركة «غاز بروم» الروسية، لإجراء محادثات مع القادة العراقيين سيبدأها في وقت لاحق اليوم مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري والنفط عادل عبد المهدي لبحث مختلف القضايا الراهنة على الساحة الدولية، وبخاصة ما يتعلق منها بالحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم «داعش» والتسليح الروسي لمواجهة الإرهاب، اضافة إلى التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة على ضوء الانخفاض الكبير في أسعار النفط، حيث يعتبر العراق وروسيا بلدين في مقدم المتضررين من هذا الإنخفاض، ولذلك سيتم خلال زيارة المبعوث الروسي بحث التعاون في مجالات استثمار الغاز العراقي للتعويض عن الخسائر التي سببها انخفاض اسعار النفظ وامكان مشاركة روسيا في انشاء مشاريع لاستثمار الغاز العراقي.

وتثير محاولات تنظيم «داعش» لفرض سيطرته على سورية والعراق قلق المجتمع الدولي، إذ أعربت دول عدة من بينها عربية وأجنبية عن «قلقها» حيال محاولات التنظيم هذه، قبل أن يقوم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بضربات جوية لمواقع التنظيم بمناطق متفرقة من البلدين.

على الصعيد الأمني، عززت القوات الأمنية العراقية مواقعها بجانب «المقدادية» بحشود وصولاً إلى شمال شرقي بعقوبة تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية لطرد «داعش» من قرى القضاء، في حين يستمر الحراك العسكري في الأنبار، حيث يحشد الجيش العراقي قواته وتدعمه قوات «الحشد الشعبي» والعشائر للسيطرة على الطريق الرابط بين هيت ومعسكر البغدادي وحديثة، وليسيطروا عليه بعد ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى