الجسر: نؤيد الرد المدروس وعدم دخول لبنان في الدمار

حاورته روزانا رمّال

دان عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر الاعتداء «الإسرائيلي» على القنيطرة السورية، معتبراً أن أي «اعتداء «إسرائيلي» على أي مكان على الأرض العربية هو مدان ومرفوض ومستنكر».

وأشار إلى أنه «إذا كان حزب الله يحضر لعملية ضد «إسرائيل» سواء انطلقت من لبنان أو من الجولان فلها ارتداداتها السياسية ولا يمكن أن يتحملها لبنان»، مستبعداً أن «تفتح سورية جبهة الجولان في ظل الوضع الداخلي».

وأعرب الجسر في حديث إلى «البناء» و«توب نيوز» عن اعتقاده أن «هدف «إسرائيل» من العملية هو ليس الذهاب إلى الحرب، لأن هذا هو العصر الذهبي لها فكل الأمة تعيش حالاً من التفكك والأزمات والصدام لا سيما في سورية والعراق، وباتت تملك سلاحاً نووياً أفضل من الذي بحوزتها، وهو الفتنة المذهبية».

وقلل الجسر من احتمال رد حزب الله على هذه العملية، موضحاً أن «الحزب لا يخضع لردود الفعل وإذا كان سيخطط لرد يخطط بطريقة دقيقة وغير معلنة»، مؤيداً «الرد المدروس وألا يدخل لبنان في الدمار».

ورأى الجسر أن «أميركا كانت تضغط لإخراج رئيس الوزراء السابق نور المالكي من الحكم وكانت الوسيلة الوحيدة هي فتح الأبواب أمام دخول مجموعات داعش».

وتمنى أن تحصل التسوية السياسية في سورية في أقرب وقت «لأن الخيار الآخر هو دخول حرب طويلة الأمر الذي يدمر سورية وكل المنطقة».

وفي الشأن اللبناني شدد الجسر على «وجود قناعة لدى المستقبل وحزب الله بالحوار لأن الجو المتشنج لا يخدم الطرفين ولا المنطقة».

وكشف الجسر أن الطرفين لم يخوضا في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية بل اتفقا على وضع معاييرٍ لتسهيل الأمر، معتبراً «أننا وصلنا الى طريق مسدود والحل بالتسوية».

وشدد على أن لا حل إلا بالرئيس التوافقي، موضحاً أن الرئيس القوي هو الذي يملك رؤية واستراتيجية ويستطيع جمع كل الأطراف، مشيراً إلى أن «رئيس الجمهورية صحيح هو مسيحي بحسب الدستور لكنه ليس للمسيحيين فقط بل للبنانيين جميعاً».

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

ما هو موقفك وأنت نائب في كتلة المستقبل من اعتداء القنيطرة؟

– طبعاً أي اعتداء تقوم به «إسرائيل» في أي مكان على الأرض العربية هو مدان ومرفوض ومستنكر وهذا صرحنا به في اجتماع الكتلة.

هل تفاجأتم بوجود حزب الله في سورية أم اعتبرتم أنه طالما الأزمة السورية مفتوحة فإن وجوده أيضاً مفتوح؟

– حزب الله تدرج بالتدخل في سورية، من الدفاع عن القرى الشيعية على الحدود مع سورية ثم عن مقام السيدة زينب وغيره، ولكن انتشار الحزب هو أكبر من المناطق التي تحدث عنها، وعندما نتحدث عن القنيطرة يعني الجولان، والسؤال هو ماذا كان يفعل حزب الله هناك؟ إذا كان يحضر لعملية ضد «إسرائيل» سواء انطلقت من لبنان او من الجولان فلها ارتداداتها السياسية ولا أعتقد أن لبنان يتحمل هكذا ارتدادات. والأمر الثاني تبيُّن وجود الايرانيين في الموقع نفسه. وهذا الأمر الى أي مدى يخدم النظام في سورية وما إذا كان يوافق على هذا الأمر أصلاً لأنه غير مستفيد. حزب الله وافق على القرار 1701 وكل القيادات السياسية في لبنان برجوع حزب الله عسكرياً إلى خلف الليطاني وهناك تدبير مستمر خلق نوعاً من الاستقرار منذ عام 2006 في الجنوب.

لكن الرئيس السوري بشار الأسد أعلن عقب غارات جمرايا في دمشق العام الماضي عن فتح جبهة الجولان أمام المقاومة الجدية؟

– علينا أن ننتظر، لا أعتقد أن سورية ستفتح جبهة الجولان في ظل هذا الوضع الداخلي. النظام في سورية ليست له مصلحة بفتح الجبهة، وما يعنينا ان هناك مجموعة لبنانية ممثلة في الحكومة والمجلس النيابي كانت مستهدفة.

ما رأيك في الموقف «الإسرائيلي» الذي أعلن انه أخطأ التقدير في الهدف؟

– لا أصدق «الإسرائيليين» ولا أعتقد أن من حدد هذه الأهداف لا يعرف بدقة من الذي يتنقل وإلى أين، لذا من سقطوا هم المستهدفون.

ما هي، إذاً، أهداف «إسرائيل» من وراء هذه العدوان؟ هل الذهاب الى حرب؟

– لا اعتقد ذلك، لأن هذا هو العصر الذهبي لـ«إسرائيل»، فكل الأمة تعيش حالاً من التفكك والأزمات والصدام. وانطلاقاً مما يحدث في المنطقة العربية لا سيما في سورية والعراق فإن «إسرائيل» باتت تملك سلاحاً نووياً أفضل من الذي في حوزتها، وهو الفتنة المذهبية التي من الممكن أن تأكل الأخضر واليابس فيما لو تصاعدت، وفي الوقت نفسه «إسرائيل» حريصة على أمنها أيضاً ولن تسمح بإنشاء جبهة جديدة او تعرضها لعملية أمنية تهز سمعة الأمن في «إسرائيل»، وعملية القنيطرة ليست صدفة، بل مخطط لها بناء على معلومات.

ما رأيك بما أشارت اليه صحيفة «هآريتس» بأن «اسرائيل» تريد ان تحول «جبهة النصرة» إلى حزام أمني على حدودها مع سورية شبيه بجيش العميل انطوان لحد سابقاً في جنوب لبنان؟

– لا أعتقد ذلك على رغم وجود مشروع إقامة الدول الدينية الذي يخدم المشروع «الإسرائيلي» بإقامة الدولة اليهودية.

هل تعتقد انه سيكون هناك رد من قبل حزب الله على العدوان وهل ستساندون هذا الرد؟

– لا اعتقد انه سيكون هناك رد، فحزب الله لا يخضع لردود الفعل أما إذا كان سيخطط لرد فهو يخطط بطريقة دقيقة وغير معلنة. نحن نحترم كل الشهداء، ولكن لا يمكن أن نعرض لبنان كله إلى لخطر بسبب الرد على سقوط شهداء في معركة. نحن مع الرد المدروس وألا يدخل لبنان في الدمار، لا مصلحة للحزب ولا للبنان في هذا الأمر وحزب الله عاقل ويحسب جيداً ويعرف بأن لبنان لا يحتمل أي حرب جديدة بالضخامة المتوقعة.

حتى الجيش «الإسرائيلي» لا يحتمل الحرب وتصريحات عديدة خرجت من مسؤولين رسميين يتخوفون من الحرب المقبلة مع لبنان؟

– العالم كله منحاز الى «إسرائيل» التي لا تثق بأحد ومصلحتها أن تبقى مستنفرة لقواعدها ومؤسساتها وهي لا تسقط أي احتمال لكي يكون الضرر أقل.

ما الذي لفتك في المقابلة الأخيرة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؟

– أنه تكلم بهدوء كبير خلاف بعض الطلات السابقة وتحدث عن قوة الحزب العسكرية وهذا له سلبياته وإيجابياته. فمن جهة تتضمن رفعاً لمعنويات جمهوره، ومن جهة ثانية عرضاً للقوة، كما أنه في موضوع الحوار الداخلي أعطى جرعات إيجابية.

ألا تشعر بأن حديث السيد نصر الله عن الدخول الى الجليل ليس أمراً مستغرباً، بل أمر إيجابي للعرب لا سيما أن «داعش» أصبح يدخل الى دول فكيف بحركة مقاومة؟

– لا تجوز المقارنة بين التنظيمين. «داعش» عليه علامات استفهام كبيرة وقد ساهم في نموه الكثير من الدول، والمشروع خطط لسورية فقط لا سيما الفوضى، والأميركي كان يضغط لإخراج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي من الحكم لأن بقاءه خطر على الاستقرار في العراق وربما على سياستهم، وكانت الوسيلة الوحيدة هي فتح الأبواب لدخول مجموعات «داعش» إلى العراق. صحيح أن مناطق سنّية كثيرة قامت ضد المالكي لأنها كانت تشكو من ظلم السلطة لكن عشائر «الصحوة» هي التي قاتلت تنظيم «القاعدة» وأخرجته من العراق، ولم يكن السنّة فقط ضد المالكي بل السيد علي السيستاني والسيد محمد باقر الحكيم والسيد مقتدى الصدر ونائب رئيس البرلمان السابق أسامة النجفي، وهذه الوسيلة كانت لإقناع ايران بتغيير المالكي، ومن يدفع الثمن شعوب المنطقة، فكيف دخلت مجموعات «داعش» في ظل وجود آلاف عناصر الجيش والشرطة العراقية، وكيف سلم هؤلاء الأسلحة ومنابع النفط؟

الآن النظام في سورية ما زال موجوداً والرئيس بشار الأسد أيضاً والمجتمع الدولي يفكر بالتعامل معه ويعلن أن بقاءه ضروري، هل انتم مستعدون مستقبلاً لإقامة علاقة معه؟

– لا نريد ان نتدخل في الشأن السوري، نتنمى أن تحصل التسوية السياسية غداً ولا حل إلا بها لأن الخيار الآخر هو دخول حرب تستمر 15 عاماً للوصول إلى التسوية السياسية وهذا سيدمر سورية وكل المنطقة والمعادلة الآن هو الذهاب إلى تسوية سياسية.

كيف تقرأ العلاقة الأميركية – الإيرانية؟

– منذ زمن هي جيدة، فمن سهّل دخول الأميركيين إلى العراق وافغانستان هم الإيرانيون وهذا لا يعني عدم وجود مصالح متنافرة ومتناقضة بينهما.

هل صحيح أنه طالما لم تجتمع السعودية وإيران وتتحاوران سنبقى على هذا الوضع في المنطقة؟

– لست مطلعاً على السياسة السعودية الخارجية لكن أعرف انهم دائماً يفضلون مجالات التسوية وهم يقدرون حجم الخطر في اليمن اليوم لأن اليمن يمس قلب السعودية، ولا علاقة بين حوار تيار المستقبل وحزب الله باحتمال حصول حوار بين السعودية وايران، والخارج ليس هو سبب حوارنا مع حزب الله، بل هناك قناعة لدينا ولدى الحزب بالحوار لأن هناك جواً متشنجاً لا يخدم تيار المستقبل ولا حزب الله ولا المنطقة، وأي انفجار في لبنان أثره في المنطقة كبير جداً.

أين أصبح الحوار بينكم وبين حزب الله؟ وهل يمكن ان يتم حل الملف الرئاسي أم أنه سينتهي بلا نتائج ايجابية؟

– هناك عنوانان للحوار، الأول، هو معالجة الاحتقان المذهبي والطائفي الذي يكبر في البلد، ولكي نعالجه يجب معرفة مسبباته ونأخذها بنداً بنداً ونعالجها. والعنوان الثاني، هو رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر لم نخض في الأسماء لأننا لا ننفرد ونترك حلفاءنا، لا في هذا الأمر ولا في غيره. كما أن الحزب غير مستعد للتخلي عن حلفائه، وقد وصلنا إلى مرحلة القناعة بأن القوتين الأساسيتين في مجلس النواب، أي 8 و14 آذار، لا أحد منهما يملك أكثرية النصاب في هيئة مكتب المجلس ولا تأمين نصاب التصويت حتى بالنصف زائداً واحداً ما يعني أننا وصلنا إلى طريق مسدود والحل بالتسوية. لم نخض بالأسماء، بل اتفقنا على وضع معايير لتسهيل الأمر وإذا وافق عليها حلفاؤنا وحلفاؤهم ندخل في الأسماء وتكون عملية معقولة يشارك فيها الجميع.

هل ترجح ان ينتج هذا الحوار رئيساً توافقياً؟ وهل تعتقد أن الرئيس التوافقي سيكون ضعيفاً؟

– لا حل إلا بالرئيس التوافقي، وإذا توافق كل الأطراف على رئيس كيف يكون ضعيفاً؟ الرئيس القوي ليس قوياً بعضلاته ولا بحجم الجمهور الذي يمثل، بل هو الذي يملك رؤية واستراتيجية ويستطيع جمع كل الأطراف على أمر يهم البلد. أما الرئيس القوي بجمهوره فإنه سيشعر بفائض من القوة تجعله يتجاهل الأفرقاء الآخرين وفي هذا البلد بتوازناته الحساسة صعب تحقيق ذلك، ورئيس رؤيوي أفضل من رئيس يقولون إنه قوي.

لماذ فقط تريدون رئيساً توافقياً عند المسيحيين وعند السنّة والشيعة يأتي دائماً رئيس قوي؟

– نحن مع تطبيق الديمقراطية بحرفيتها ورئيس الجمهورية صحيح هو مسيحي بحسب الدستور لكنه ليس للمسيحيين فقط بل للبنانيين جميعاً، وكذلك رئيسا الحكومة والمجلس النيابي. وتركيبة المجلس النيابي والآلية التي وضعت للانتخاب لا تولد رئيساً الآن ولا توصل إلا الى تسوية والجميع وافق على هذه الآلية في مكتب المجلس.

الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر موجودان خارج البلد، كيف يمكن أن يكونا نائبين وهما غير موجودين في لبنان وبالتالي لا يشاركان في تأمين نصاب المجلس للانتخاب؟

– لا يوجد نص في النظام الداخلي لمجلس النواب يلزم النائب بالحضور، والكثير من النواب موجودون في الخارج، أما بالنسبة للرئيس الحريري فالجميع يعرف حجم الخطر الذي يحيط به وأيضاً في السعودية الآن يأخذ الاحتياطات اللازمة، نتمنى ان يعود الحريري إلى لبنان لكن هو يتابع كل الملفات مع أن حضوره مهم ويعطي زخماً أكبر.

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» على التردد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى