سلام: سدّ بسري من الأبرز على المستوى الإنمائي
أشار رئيس الحكومة تمام سلام إلى أنّ «المياه أمر حيوي وأساسي للجميع، ونحن في لبنان لدينا ثروة مائية يحسدنا عليها الجميع»، مشيراً إلى أنّه «علينا أن نستكمل هذه النعمة الربانية بتوفيرها لجميع الناس وبأفضل الوسائل»، واصفاً مشروع سدّ بسري بأنه «من أبرز المشاريع التنموية وأهمها، وقد يكون أكبر مشروع وطني على المستوى الإنمائي».
كلام سلام جاء خلال رعايته أمس، في السراي، توقيع اتفاقي قرض بين لبنان والبنك الدولي، يتعلّق الأول بمشروع تشييد سدّ بسري لتأمين مياه الشفة لسكان بيروت وجزء كبير من جبل لبنان وإقامة معملي كهرباء يعملان على الطاقة المائية، والثاني مشروع إصلاح الإدارة المالية اللبنانية.
وقّع اتفاق القرض الأول الذي تبلغ قيمته 474 مليون دولار، وزير المال علي حسن خليل ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والمدير الإقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج، فيما وقّع الخليل وبلحاج اتفاق القرض الثاني البالغة قيمته 5 ملايين و200 ألف دولار.
وأشاد سلام بالتعاون القائم بين لبنان والبنك الدولي، معتبراً أنّ «الدعم والمساندة اللذين تقدّمهما هذه المؤسسة للبنان، دليل على الثقة الدولية ببلدنا»، مشيداً بـ«الجهود التي بُذلت من قبل الوزارات والمؤسسات المختصة أي وزارة الطاقة ووزارة المال ومجلس الإنماء والإعمار ليُصبح المشروع حقيقة وواقعاً».
وأشاد بـ»الدور الرافد والمساعد والداعم بثقة للبنان من قبل مؤسسة دولية كبيرة هي البنك الدولي»، معتبراً أنّ ذلك «يأتي في إطار رسالة الدعم التي عبّر عنها رئيس البنك عند زيارته لبنان حين حرص على التأكيد قرار البنك الدولي بدعم لبنان في كل ما يحتاجه من مشاريع».
واختتم سلام: «إنه يوم فرحة في وسط الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ولبنان، ونأمل أن نؤسس على هذه اللحظة من أجل تحقيق مزيد من الإنجازات بما يساهم في تثبيت الأجيال المقبلة في لبنان قوي معافى».
وأشار الوزير خليل إلى أنّه «في الوقت الذي يعيش فيه البلد أصعب أيام أزماته الدستورية ومشكلاته الأمنية، أنا سعيد اليوم بتوقيع مثل هذا القرض الذي يُحدث تحوّلاً حقيقياً في الواقع الاجتماعي والمعيشي لشريحة واسعة من اللبنانيين في منطقة بيروت الإدارية ومنطقة واسعة من جبل لبنان، وهو مشروع رائد متقدم قيمته 612 مليون دولار».
وتابع خليل: «إنها المرة الأولى التي تحصل فيها مناقشة معمّقة لتأمين النسبة العليا لاستملاكات هذا المشروع نتيجة الحرص على إنجاحه وتحقيق الغايات المرجوة منه. إنه مشروع يعيد هيكلة كل النظرة إلى واقع المياه في لبنان ويكتسب أهمية خاصة لأنه يعكس تركيز البنك الدولي على مثل هذه المشاريع الحياتية».
وقال: «مرّ لبنان خلال السنتين الماضيتين بنموذج لمشكلات المياه جعله أمام تحدّ كبير، ومثل هذه المشاريع هي وحدها الكفيلة أن تحمي لبنان وشعبه من أي أزمة مائية».
وشكر خليل البنك الدولي على «التعاون الجدي والمثمر مع لبنان»، كما شكر المدير الإقليمي للبنك فريد بلحاج «على الدور الرائد والمساهمة الجدية والفاعلة في وضع مشروع سدّ بسري موضع التنفيذ».
وأشار خليل الى اتفاق القرض الثاني بين الحكومة اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، موضحاً أنه يتعلّق بـ»دعم قدرات وزارة المال على صعيد إدارة الدين العام وإعداد الموازنة، ووضع القواعد لإنفاق سليم ومتابعة سليمة لتنفيذ الموازنة».
ورداً على سؤال لفت خليل إلى «أننا أنجزنا مشروع موازنة 2015 وأرسل إلى مجلس الوزراء في 28 آب قبل المهلة الدستورية. وأكدت كما رئيس مجلس الوزراء تمام سلام خلال الجلستين الماضيتين للمجلس، ضرورة الاستعداد لمناقشة جدية لإقرار الموازنة في مجلس الوزراء وإحالتها على مجلس النواب. أتمنى أن يكون الجميع متجاوباً مع هذا الأمر ونحن على ثقة بإحداث نقلة نوعية في إدارة المال العام».
بلحاج
وتحدث بلحاج لافتاً إلى أنّه «يوم سعيد في تاريخ العلاقات بين البنك الدولي والجمهورية اللبنانية»، وقال: وقعنا مشروعاً مهماً سيقوم بتغذية مليون و800 ألف مواطن لبناني بالمياه الصالحة للشرب، ألا وهو مشروع بناء سدّ بسري المهم والضخم، وهو أهم مشروع قام البنك الدولي بتمويله منذ بدء علاقته بالجمهورية اللبنانية. إنه مشروع هيكلي ونتمنى أن يمر في البرلمان اللبناني وتجرى المصادقة عليه في أسرع وقت ممكن، خصوصاً أنه يتطلب سنوات عدة لاستكماله. المهم أن نمضي قدُماً في أسرع وقت ممكن كي نصل اإلى النتيجة المرجوة.
وأعرب بلحاج عن الشكر لوزير المال والحكومة على دعمهما، متمنياً أن «تكون هناك مشاريع أخرى بين البنك الدولي ولبنان لا سيما في مجال الكهرباء والنقل والاتصالات».