شباب يصنعون التاريخ جهاد مغنية وعبد الملك الحوثي

ناصر قنديل

– كرّمت منظمات عالمية عدة الشباب الذين قالوا إنهم صنعوا لنا ما قالوا إنه ربيع العرب، والغرب طبعاً اختار لنا التسمية الربيعية، واختار لنا الشباب المكرّمين، فحازت اليمنية توكّل كرمان جائزة نوبل العالمية للسلام، لتصير قضيتها التحريض ضدّ سورية وإيران وتنسى اليمن وثورة شعبه، وتعلن مساندتها للحلّ السعودي في بلادها، وحاز المصري وائل غنيم جائزة جون كينيدي الأميركية تكريماً لدور الشباب في «ثورة يناير» المصرية، ليكشف لاحقاً أنه لم يقم بعمل من دون مشورة السفارة الأميركية في الإمارات العربية المتحدة، وخصوصاً المسؤول الإعلامي في الخارجية الأميركية عن برامج ترويج الديمقراطية آدم إيرلي، الذي كان يلتقيه بصفته مديراً إقليمياً لشركة «غوغل» وينسّق معه الخطوات والتحركات.

– يخرج الشاب العشريني ويقول بكلّ عنفوان أنا جهاد عماد مغنية، ويكشف لرفاقه وعائلته أنه قرّر مستقبله، ومستقبله أن يكون شهيداً، قالها بكلّ ثقة كما يقول أقرانه قرّرت أن أكون طبيباً أو محامياً أو مهندساً، ولم يقلها بحماسة الدم الحار، ولا يأس الفاشلين. فهو المتميّز والمتفوّق والمبهر في كلّ ما يتولى إنجازه، المثقف المتكلم والقيادي والمحاضر والمشرف الدقيق على العمل التنظيمي والعسكري والأمني لمجموعات يكلف بقيادتها. يقولها بلغة العارف إنّ المقاومة تحتاج دمه في لحظة فاصلة لتصنع حدثاً كبيراً مزلزلاً يغيّر معادلات المنطقة، ويسأل هل يمكن أن يكون استشهاد جهاد عماد مغنية حدثاً عابراً؟ ويجيب، ستكون المقاومة بحاجة لهذا الدم وهذه الشهادة لتكسر بهما خطوطاً حمراء وتصنع التاريخ.

– يتقدم السيد عبد الملك الحوثي، وهو الشاب، الكفاءة السياسية والعسكرية والشعبية، الذي ورث زعامة والده وأخيه معاً، وتولى ببراعة قيادة تيار سياسي شعبي في بلده، كان يمكن أن يتحوّل إلى فرقة طائفية مغلقة لا تتعاطى السياسة، أو تتعاطاها بحدود مطلبية ضيّقة تتصل بالبحث عن حصص للجماعة من السلطة تتناسب مع حجمها العددي، ولا تدخل صناعة السياسة في مستقبل بلدها كرافعة لرسم التوجهات المصيرية، ولكن مع الشاب السيد عبد الملك الحوثي سلك التيار سلوكاً مغايراً كلياً، فصار نواة الثورة اليمنية، ومحور تشكيلاتها الوطنية، وقوة عابرة للجغرافيا الطائفية والسياسية والسكانية، له في صنعاء بمثل ما له في صعدة، وصار التيار القوة القيادية للثورة التجديدية، للثورة الأولى التي شاخت عندما وضع مصيرها في حضن السعودية، وها هو السيد عبد الملك يرسم مستقبل البلد العربي الأخطر، في مكانته الخليجية، والاستراتيجية، وموقعه على المضائق والبحار، ودوره في الحرب على الإرهاب.

– شباب العرب يكتبون التاريخ من دون انتظار جائزة نوبل ولا جائزة كينيدي، ويقدمون مثالاً يُحتذى لكيف يمكن للشباب أن يرسموا مصائر شعوبهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى