لافروف: قناعة الغرب تتزايد بحتمية الحل السياسي للأزمة السورية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية تزايد قناعة الغرب بحتمية الحل السياسي للأزمة السورية، وأضاف أنه يجب الأخذ في الاعتبار الأخطاء السابقة في جنيف وهي اثنان: الأول هو دعوة جزء من المعارضة بينما المفاوضات في موسكو ستشمل أوسع فئة من المعارضة الخارجية والداخلية عدا عن ممثلي الحكومة السورية.

والخطأ الثاني، وصفه الوزير الروسي بالبلبلة الإعلامية التي رافقت مؤتمرات جنيف والتي شوشت على إجراء حوار هادئ وأجبرت المشاركين بدل الاتفاق حول الحلول على تحويل المفاوضات الى دعايات إعلامية.

وفي ما يخص محاربة الإرهاب اعتبر لافروف أن «الأهم حالياً هو مواجهة الدولة الإسلامية وعدم السماح بإقامة الخلافة في هذه المنطقة، فهذه مهمة أولى وأولية قبل أي تغيير أو تشكيل لأي نظام جديد في سورية».

وذكر بأن مجموعة الثماني اتخذت في 2013 في «لوخ ايرنيه» قراراً مهماً تدعو فيه الحكومة والمعارضة السورية الى توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب وذلك قبل ظهور الدولة الإسلامية، و«يجب تنفيذ هذا القرار الآن عملياً».

ولفت الى أن حديث أوباما أمس حول سورية طرأ عليه تغيير مهم مفاده أن مواجهة «داعش» تعتبر الأمر الأهم لتجاوز الأزمة السورية.

وشدد الوزير في معرض جوابه على سؤال حول العدوان «الإسرائيلي» الأخير على القنيطرة على أن مكافحة الإرهاب يجب أن تجري على أساس القانون الدولي «فقصف دولة ذات سيادة تحت ذريعة القضاء على مجموعات إرهابية من دون موافقة سلطاتها أو مجلس الأمن غير شرعية»، مستطرداً «أن وصف المجموعة المستهدفة بأنها إرهابية كذلك من اختصاص مجلس الأمن».

وتابع مؤكداً أنه «يجب احترام سيادة سورية ولبنان، وعندما نتحدث عن مكافحة الإرهاب في سورية يجب الأخذ في الاعتبار أن الحكومة السورية هي حليف طبيعي وموثوق به في هذه الحرب، والتعاون معها يسرعها وينجحها».

ورأى أن الكلام عن عدم التعاون مع الحكومة السورية كلام باطل لأن عملية تدمير السلاح الكيماوي السوري أكدت أن الحكومة في دمشق قابلة للتوصل الى اتفاقات وإنجاحها.

وجاءت تصريحات الوزير الروسي بعد تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة تلفزيونية على ضرورة إنجاح لقاء موسكو، معتبراً أن أي جهد لإفشاله هو جهد لضرب إمكانية التسوية السياسية في سورية.

وقال المعلم «في موسكو هناك معارضة تمت دعوتها بصفة شخصية وهي أرض صديقة لذلك لا توجد في لقاء موسكو دول تتدخل أو تدعم فئة أو طرفاً ضد طرف آخر». مضيفاً أن «من يريد أن يذهب فهو يريد أن يشارك في حوار المستقبل ومن يقاطع لن يكون له دور في حوار المستقبل».

وأكد أن سورية مرت من عنق زجاجة الأزمة و«الآن نستطيع أن نتحرك براحة أكثر»، مشيراً إلى الضغوط التي تتعرض لها روسيا قائلاً «لا يستطيع أحد أن يعاقب روسيا والضغوط لن تؤثر على موقف موسكو تجاه سورية… ومن يضغط على روسيا هو من يضغط على دمشق».

هذا وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي دعمه للقاء موسكو المرتقب حول سورية، في حين شدد على ضرورة بذل كافة الأطراف المعنية الجهود اللازمة من أجل البحث عن سبل للتسوية السياسية للأزمة السورية.

في هذا السياق، أشار الجانبان إلى أهمية المبادرات السلمية التي يقدمها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بما فيها تلك التي تهدف إلى إقامة مصالحات محلية.

بدوره أعلن فيتالي ناؤمكين الوسيط بين الأطراف السورية لمفاوضات موسكو المقرر إجراؤها في الأيام القريبة المقبلة أن اللقاء المرتقب لا يعد بديلاً لمؤتمر جنيف للتسوية السورية.

وقال ناؤمكين، وهو مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن «هذا الاجتماع لا يعتبر بديلاً لجنيف، لكنه إذا قرب انعقاد «جنيف – 3»، فالحمد لله»، مضيفاً أن «جدول الأعمال سيكون مفتوحاً، السوريون سيبحثون كل ما يرغبون به ولن يقترح أحد عليهم موضوعاً للنقاش».

كما أشار ناؤمكين إلى أن اللقاء سيكون بين السوريين فحسب وأن موسكو تقدم لهم ساحة للتفاوض إلى جانب وسيط يمثل المجتمع المدني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى