الرئيس اليمني يقبل مطالب الحوثيين
خلص اجتماع الرئيس اليمني ومستشاريه ولجنة مأرب الرئاسية أمس إلى اتفاق لمعالجة مختلف القضايا العالقة بين الرئيس اليمني وجماعة «أنصار الله».
وقال بيان صادر عن الرئاسة اليمنية إن مسودة الدستور خاضعة للتوافق بين كافة المكونات، وفي حالة عدم التوافق يرفع الأمر إلى رئيس الجمهورية ورئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار.
وأشار البيان إلى أن مسودة الدستور تؤكد أن اليمن دولة اتحادية طبقاً لمخرجات الحوار الوطني.
وأضاف البيان أن لجماعة «أنصار الله»، والحراك الجنوبي السلمي، وبقية المكونات السياسية المحرومة من الشراكة في مؤسسات الدولة حق التعيين في كل مؤسسات الدولة بتمثيل عادل وفقاً لما تضمنته وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
وأفاد البيان بأن على ممثلي المكونات السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة وضع آلية تنفيذية لتطبيق الشراكة في مؤسسات الدولة، ورفعها للرئيس للتنفيذ خلال أسبوعين.
ويلزم البيان الرئاسي جماعة «أنصار الله» بإطلاق سراح مدير مكتب الرئيس اليمني أحمد عوض بن مبارك، وسحب اللجان الشعبية من كافة المواقع المطلة على منزل رئيس الجمهورية، والانسحاب من دار الرئاسة والقصر الجمهوري الذي يسكن فيه رئيس الوزراء.
وكان مصدر رئاسي يمني قد أفاد أن الرئيس عبد ربه منصور هادي قد التقى في منزله غرب صنعاء، مع مستشاريه وبينهم ممثل عن الحوثيين.
ونقل عن مصدر مقرب من الرئيس اليمني أنه التقى مع مستشاريه في منزله بشارع الستين، وعدداً من شيوخ القبائل من بينهم ممثل الحوثيين صالح الصماد.
تداعيات الأزمة
وفي ردود الفعل، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أمس، جميع الأطراف الداخلية في اليمن لضبط النفس وتجنب العنف، مؤكدة أن التنفيذ الكامل لقرارات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة يمكنه إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن. وقالت أفخم، إننا ندعو مرة أخرى جميع الموقعين على الاتفاقات الحاصلة الالتزام بما تعهدوا به.
من جهته، اعتبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم بالرياض أن ما يحدث في اليمن انقلاب على الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من المخاطر الناجمة عن استمرار القتال حول مقر رئاسة الجمهورية اليمنية ومحاصرته من قبل جماعة «أنصار الله».
وناشد الأمين العام جميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية إلى وقف الأعمال العسكرية فوراً، وتغليب المصالح العليا لليمن فوق أي اعتبار، وذلك عبر الاحتكام إلى الحوار الوطني والوسائل السلمية لحل الخلافات السياسية.
كما دان مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة حول التطورات في اليمن، هجمات الحوثيين في صنعاء، وجدد دعمه للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف في اليمن بوقف القتال فوراً، واتخاذ جميع الإجراءات من أجل تثبيت سلطة الحكومة الشرعية.
وكانت سلطات الأمن اليمنية أغلقت المعابر الجوية والبحرية والبرية المؤدية إلى مدينة عدن الجنوبية بعد الاشتباكات التي شهدتها صنعاء.
وقال مدير مطار عدن إنه تقرر «إغلاق المطار منذ الصباح الباكر وحتى إشعار آخر بناء على أوامر اللجنة الأمنية المحلية التي تشرف على الأمن بالمدينة».
وأكدت اللجنة الأمنية أن هذه الإجراءات اتخذت عقب عمل عدائي استهدف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ووصفت هجمات الحوثيين على مؤسسات الدولة في صنعاء بأنها انقلاب على شخص الرئيس وعلى العملية السياسية برمتها.