لافت ونادر
يبدو أن مي شدياق هي وحدها التي عبّرت عن استيائها من نقل القنوات التلفزيونية مجريات تشييع شهداء المقاومة في وقت واحد. ولعلّها الوحيدة التي تساءلت إن كنّا في لبنان أو في دولة أخرى. فحتى اليوم لا تزال تعليقات الناشطين تنصبّ حول النقل المباشر لوقائع التشييع، مفتخرين بهذه الخطوة الإعلامية.
الزميل فراس خليفة اعتبر أن هذا المشهد نقطة إيجابية لمصلحة الإعلام اللبناني، وهو بمثابة شوكة في عين «إسرائيل» التي لا تحب رؤية مشهد كهذا. مؤكّداً أنّ الشهداء يصنعون الحدث الإعلامي بجدارة، خصوصاً أن لهؤلاء الشهداء مكانتهم الخاصّة وأهميّتهم التي لا يختلفون بها عن أيّ شهيد آخر ضحّى بحياته وقدّم دماءه دفاعاً عن وطنه.
Post
سواء استشهد هؤلاء في لبنان أم في سورية، فإنّ استشهادهم دليل على أننا يجب أن نكون جميعاً يداً واحدة وموّحدين ضدّ كلّ عدوّ يحاول اغتصاب أرضنا. فتحية منّا لكلّ من نقل الحدث وتحيّة لأرواح الشهداء جميعاً.
«شو قولكن يا لبنانية»؟
لكثرة مشاكل اللبنانيين، ولكثرة الأحداث الأمنية والأزمات الاقتصادية التي تحيط باللبنانيّ من كلّ حدب وصوب، ربما صار متعذّراً على اللبناني أن يتذكّر مسألة الفراغ في رئاسة الجمهورية. فالوطن الفارغ من كلّ شيء ما عاد يؤثّر فيه فراغ جديد، بل أضحى الفراغ في كرسي الرئاسة من الأمور العادية التي اعتاد عليها اللبنانيّ أيضاً. وأمسى انتخاب الرئيس حلماً يحتاج إلى مصباح علاء الدين ليخرج المارد بتعيين رئيس جمهورية توافقيّ.
هنا الملّحن والشاعر طوني أبي كرم يطرح تساؤلاً على الناشطين، إن كانوا قد نسيوا وجوب انتخاب رئيس جمهورية، أو حتى ربّما نسيوا عبارة «رئيس جمهورية». فالبلد يبدو أنه «ماشي» على رغم هذا الفراغ الذي طال أمده.