قنديل لـ«الإخبارية السورية»: مشروع الحرب على سورية إلى تراجع وانكسار

أكد رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أن «مشروع الحرب على سورية يعيش حالة من التراجع والانكسار وليست له القدرة على خوض هجوم عسكري على حمص»، مشيراً إلى أن المجموعات المسلحة تستهدف من جهة الأحياء الآمنة التي تعيش في كنف الدولة السورية والأجهزة الأمنية لتستدرج ردود فعل على الأحياء التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة من النوع نفسه، أو هي ربما تحاول وضع سيارات مفخخة في المناطق التي تسيطر عليها لاتهام أحياء أخرى فيها بهدف إعطاء مناخ لشد العصب واستنهاض مناخ من الفتنة».

وأضاف قنديل: «الأميركي يفكر بأن تركيا ترعى «داعش» فهو يحاول أن يوظف هذا الاستثمار لاستنزاف الحكومة العراقية وفرض الشروط عليها مقابل التسليم بالذي لم يستطع الحصول عليه سابقاً، ولاستنزاف سورية وابتزازها لتبقى تحت الضغط ويبقى شعبها في حالة معاناة أملاً في اهتزاز أوتار القوة السورية».

أما في موضوع الحوار «السوري ـ السوري» فقد لفت قنديل إلى «أنه بقياس الحرب على الإرهاب، لو انضم الائتلاف كله وكل قيادات المعارضة إلى حوار ووصلت نهايته إلى نتيجة، فإن هذا لا يغير شيئاً في الميدان، فلا حل مع الإرهاب في سورية إلا الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري، وبالتالي الكلام عن حلّ سياسي يحوي كمية من زرع الوهم ووضع الناس في دائرة التفاؤل، لأن الميدان السوري لا يحوي إلا طرفين، الجيش العربي من جهة و»داعش» و»النصرة» من جهة أخرى، والباقي من تشكيلات محسوبة على المعارضة هي ديكورات».

وأشار قنديل إلى ان «الأميركيين ما زالوا في حالة ارتباك بمعنى أن الخيار الاستراتيجي لأميركا واضح وهو الانخراط في التسويات مع إيران وسورية وتقبل الحقائق التي بشر بها تقرير بيكر هاملتون عام 2006، وفي المقابل فإن الكلفة المترتبة على هذا الانخراط عالية، وهي الاعتراف بأن المشروع الأميركي قد هزم في المنطقة، وأن من يصنع السياسة في المنطقة هم خصوم الأمس، وأن حلفاءها ليسوا هم من يخوضون الحرب على الإرهاب، لكن الكلفة العليا هي أن «إسرائيل» والسعودية وتركيا ستقف على ضفة الخاسرين، والخروج الأميركي خارج البر الآسيوي عسكرياً وسياسياً، وأن حلفاءه دول كسيحة و»إسرائيل» دولة عاجزة والسعودية منكفئة، وسقوط الحُقبة السعودية في ظل ما يحدث لليمن وفي ظل ما يجري في البحرين، وأن العسكر التركي قد نفد صبره أمام ما تفعله حكومة أردوغان، فأميركا تدرك أن مصيرها هو الانخراط السياسي لكنها غير جاهزة لدفع فاتورة هذا الانخراط، لذلك هي تسير بخطى غير واثقة».

وأضاف رئيس تحرير صحيفة «البناء»: «لا مواجهة قادمة مع إيران وسورية على رغم رفع السقف الأميركي بالحديث عن أوكرانيا، والذي يأتي في ظل تسارع أميركي نحو خطوات التبريد، فحكومة كييف تتدحرج نحو خيار يبدو واضحاً أنه الخيار الروسي في حل الأزمة الأوكرانية بدليل سحب قضية القرم من التداول»، جازماً أن «الإنكار الأميركي للتسويات يحمل ثلاثة عناوين

ـ لا مواجهات قادمة.

ـ تشبيك بالملفات الصغيرة.

ـ محاولة إيجاد دوائر تنسيق ميدانية».

مشيراً إلى «أن عام 2015 هو عام السياسة والذي سيكون فيه التفاهم الروسي ـ الأميركي والتفاهم الأميركي ـ الإيراني، والقبول الأميركي بالحقائق السورية، بمعنى أننا سنسمع موقفاً أميركياً بإعادة السفارة وهذا قد نوقش في واشنطن ولكن القرار أُرجئ إلى الربع الثاني من العام بعد التفاهم مع إيران، فقد أعطيت المهلة للكسائح من حلفاء أميركا لتغيير الوقائع، وما العدوان على القنيطرة إلا في سياق حجز دور لـ«الإسرائيلي» على الطاولة وبضوء أخضر من الولايات المتحدة، وما الحل السياسي الذي وضع في مدة الأربعة أشهر في مؤتمر جنيف، إلا لإنجاز التفاهم السعودي ـ الإيراني والتركي الإيراني وإيجاد أرضية للتفاهم يمكن تأسيس عليها لخريطة إقليمية جديدة ونظام أمن واستقرار إقليمي جديد، فالحسابات العليا الأميركية تعلو فوق إعطاء المُهل، و»الإسرائيلي» سيقف على ضفة الخاسرين».

وأكد قنديل أن «سورية برئاسة الرئيس الأسد باتت أمراً محسوماً في عقول الخصوم، والمقاومة لاعب إقليمي لا يمكن تجاهله، والسعودية ربما تتلمس مخرجاً تحت العنوان المصري لأزمتها، وانخراط تفاهمي مع إيران بتسويات في اليمن والبحرين ترعاها عُمان بدلاً من الدوحة»، وتركيا إما أن تبقى تركيا وإما أن تبقى الخلافة، فتركيا تعود لاعباً إقليمياً عندما يُخلع السلطان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى