قائد «القسّام»: لتتقاطع نيران المقاومة فوق الأرض المحتلة في المعركة المقبلة
فيما تواصلت المواقف المندّدة بالعدوان الصهيوني في القنيطرة، مؤكدة الوقوف بقوة وحزم إلى جانب المقاومة وقيادتها في اختيار وتحديد طريقة الردّ على العدوان الإرهابي السافر، واعتبرت أنّ عملية الطعن البطولية التي نفذها مقاوم فلسطيني ضدّ المستوطنين الصهاينة في حافلة ركاب في القدس المحتلة، إنما هي ردّ أولي ولو فردياً على جريمة الاغتيال، يبقى الترقّب سيّد الموقف بانتظار الكلمة الفصل التي سيعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل ضمن احتفال جماهيري إحياء لذكرى الشهداء.
الضيف
وقد تلقى السيد نصرالله أمس مزيداً من برقيات التعزية بالشهداء الستة، أبرزها من القائد العام لقوات كتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف الذي أكد أنّ عدو الأمة الحقيقي هو العدو الصهيوني ويجب أن توجه كلّ البنادق نحوه، مشدّداً على ضرورة وقف استنزاف طاقات الأمة ورهن إرادتها، داعياً إلى اتحاد كل قوى المقاومة الرافضة للاسترقاق للمشروع الصهيوني في مشروع واحد مقابل مشروع الاستسلام للعدو الصهيوني.
ولفت القائد الضيف إلى أنّ العدو المتغطرس لا يراعي حرمات ولا حصانة لشيء، ويستبيح الأراضي والدماء من دون رادع. مضيفاً أن قوى المقاومة يجب أن تدير معركتها المقبلة موحدة، تتقاطع فيها النيران فوق الأرض المحتلة.
هنية
أما رئيس حركة حماس في غزة ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية فقال في برقيته: «إن ديدن العدو هو الإرهاب والقتل، ظناً منه أنه باغتيال القادة يكسر إرادة الأمة ومقاومتها، لكن هذه السياسة فاشلة».
وشدد هنية على التمسك بحقوق الأمة ومقدساتها، وعلى رأسها القدس والأقصى كذلك، مؤكداً أن يد المقاومة في لبنان ستبقى هي العليا رغم هذا الألم».
حواتمة
وقال الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة: إننا إذ نعتز بكلّ نقطة دم سقطت على الأرض العربية من أجل فلسطين ومن أجل دحر الاحتلال فإننا نؤكد أنّ المقاومة ستبقى خيارنا مهما تعاظمت التضحيات.
كما تلقى السيد نصرالله برقية تعزية من مدير جمعية الاخوة للعمل الثقافي الاجتماعي العاملة في المخيمات الفلسطينية ابو فادي راجي.
ونعى الاتحاد العام الجزائري للشباب شهداء المقاومة في لبنان الذين تمّ اغتيالهم على أيدي الصهاينة في الجولان السوري، عبر برقية تعزية بعث بها إلى قيادة حزب الله.
ودانت أحزاب سياسية في موريتانيا الغارة واعتبرت في بيان وزع في العاصمة نواكشوط «أنّ الغارة الصهيونية الجديدة تندرج ضمن التدخل «الإسرائيلي» الوقح لتوفير الإسناد للعصابات الإرهابية المسلحة التي تلقت خلال الأيام القليلة الماضية ضربة موجعة في الغوطة الشرقية بعد استسلام المئات من عناصرها لقوات الجيش العربي السوري».
إحياء ذكرى الشهداء
وإحياء لذكرى شهداء المقاومة في القنيطرة، دعا حزب الله وعوائل الشهداء إلى حضور الاحتفالات التكريمية التي ستقام عن أرواحهم الطاهرة، وذلك وفق الجدول التالي:
الشهيد محمد أحمد عيسى أبو عيسى ، عند الثالثة من بعد ظهر غد السبت في مجمع سيد الشهداء في عربصاليم .
المجاهد ابراهيم حجازي وولده الشهيد عباس في مجمع المهدي بالغازية، الأحد المقبل عند العاشرة صباحاً.
الشهيد علي حسن إبراهيم في النادي الحسيني في بلدة يحمر الشقيف، الأحد المقبل عند العاشرة صباحاً.
الشهيد محمد علي أبو الحسن الأحد المقبل عند العاشرة صباحاً في بلدة عين قانا / للرجال في النادي الحسيني / وللنساء في حسينية الجبانة.
لقاء الأحزاب
كذلك، أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية وقوفه بقوة وحزم إلى جانب المقاومة وقيادتها في اختيار وتحديد طريقة الردّ على العدوان الصهيوني السافر، على نخبة من المقاومين الأبطال في القنيطرة، والذين استشهدوا دفاعاً عن أمتنا التي تتعرّض لعدوان غربي صهيوني بغطاء من الأنظمة الرجعية العربية في المنطقة، ويستهدف ضرب قوى المقاومة عبر شنّ الحرب الإرهابية على سورية، وآخرها المجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والعجز في حمص، بتفجير سيارات».
وجزم اللقاء في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، بأنّ العدو الصهيوني «لا بدّ أن يدفع ثمن جريمته التي استهدف عبرها دعم أدواته الإرهابية في سورية وجرود عرسال، وتصدير أزمته الداخلية، ومحاولة تخريب الحوار المقبل في موسكو والمفاوضات الجارية في شأن الملف النووي الإيراني، والتي تسير باتجاه لا يصبّ في خدمة الأهداف الصهيونية. غير أنّ الالتفاف الوطني والشعبي والتضامن العربي والإسلامي مع المقاومة، وحالة الخوف والذعر والفزع والارتباك التي تسود الكيان الصهيوني من ردّ المقاومة المقبل، وجّه ضربة موجعة إلى قادة العدو، وأحبط أهدافهم من الجريمة الغادرة».
وانتقد اللقاء «مواقف بعض الأطراف اللبنانية التي عمدت إلى محاولة إثارة أجواء الخوف من ردّ المقاومة على العدوان، وبالتالي محاولة إضعاف الالتفاف الوطني والشعبي المنقطع النظير حول المقاومة وقيادتها، بدلاً من الإعلان عن استنكارها وإدانتها للعدوان».
كما حيا اللقاء «الشاب الفلسطيني حمزة محمد المتروك الذي نفذ العملية الجريئة في قلب تل أبيب»، مؤكداً «أنّ مثل هذه العمليات تجسّد المقاومة الشعبية الحقيقية، ضدّ الاحتلال الصهيوني وجرائمه المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتبرهن من جديد أنّ الإرهاب الصهيوني لم يتمكن من القضاء على إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعه».
مواقف
وفيما قدم كلّ من وزير الشوؤن الاجتماعية رشيد درباس ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، التعازي الى قيادة حزب الله، شدّد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة في تصريح على ضرورة التنبّه إلى «أنّ عدونا لا تنقصه المبرّرات من أجل تنفيذ العدوان على لبنان أو أية أرض عربية من الجنوب اللبناني الى الجولان المحتلّ وصولاً الى السودان، اذا سنحت له الفرصة».
واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمّار حوري «أنّ حزب الله يُقوّم الوضع الحالي وهو يعلم حجم التعقيدات الموجودة في الداخل وفي المنطقة، ولكن المنطق يقول إن العدوان «الاسرائيلي» حصل خارج لبنان والردّ يجب ان يكون من خارج لبنان».
واعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب هاني قبيسي «أن ما يجري على مساحة وطننا العربي ليس ربيعاً عربياً، إنما هو مشروع فتنة واستكمال للمشروع «الاسرائيلي» الذي يرمي الى زرع الفتن في أوطاننا».
وقال في خلال احتفال تأبيني في عنقون «إن ما حصل في القنيطرة يؤكد بما لا يقبل الشك، ان البصمات «الاسرائيلية» حاضرة دائماً بكل ما يجري في سورية وكل مكان في عالمنا العربي وهي تتدخل في كل تفصيل لتأجيج الفتن. ما حصل في القنيطرة هو سعي «إسرائيلي» واضح الى إنشاء شريط حدودي شبيه بما كان قائماً في جنوب لبنان وهو مخطط مشبوه لضرب كل الانجازات التي حققتها الأمة لاضعاف كل عناوين القوة التي نمتلكها».
ودعا قبيسي الى «ضرورة عدم تضييع البوصلة الحقيقية في الصراع مع العدو الاسرائيلي»، مشدّداً على «أهمية التمسك بالوحدة الوطنية التي ستبقى أفضل عناوين القوة».
وأكد النائب علي عسيران «ان الشعب العربي سيستمر في مقاومة «إسرائيل» في أي مكان، وهو على استعداد للتضحية بالغالي والنفيس ومهما أقامت «إسرائيل» من فتن ومشاكل، ستبقى المقاومة تتصدّى لكلّ هذه التيارات التي نشأت هنا وهناك في الدول العربية، وأن الشهداء الجدّد الذين سقطوا في القنيطرة السورية انما برهنوا انهم سقطوا لمقاومة «اسرائيل» ووضع حدّ لامتدادها إلى سورية».
ودعا في تصريح «الدول الغربية التي ساهمت مع إسرائيل بخلق هذه الظروف الى إعادة النظر في سياستها كي لا تنتقل المشاكل والفتن الى ديارها لأن ليس من أحد في منأى عن الارهاب الذي يستفحل في المنطقة العربية لتقويض الدول والجيوش العربية خدمة لاسرائيل».
ورأى الأمين لعام لجبهة البناء اللبناني د. زهير الخطيب أن «الاعتداء الاسرائيلي في القنيطرة يعكس تخبّطاً ورعباً في محاولات فاشلة للعدو منذ هزيمة الـ2006 لاغتنام الفرص لتغيير التوازنات والتطفل لدور له مرفوض في معادلات المنطقة. هذا اضافة لدعم مباشر لعصابات جبهة النصرة على تخوم الجولان في الوقت الذي تعتدي فيه عصاباتها على لبنان وتقتل اللبنانيين».
واستغرب الخطيب «وقاحة المواقف من البعض في محاولة لإعطاء المبررات للكيان الصهيوني وحمايته من ردود المقاومة بعودة الكلام الناشز عن قرار الحرب والسلم وتحييد لبنان عن الصراع مع العدو»، متسائلاً عن صدق «نوايا الفريق المرتهن للغرب والخليج والجدوى من تأهيلهم».
ودعا الخطيب اللبنانيين إلى «فهم العدوان الإسرائيلي من زاوية ضعف الكيان وليس قوته وفي توظيفه لكل ظرف أو حدث لتحقيق أهدافه الخبيثة في خلط الأوراق وتوجيه الأنظار بعكس الواقع كما كان دائماً الحال لتوجيه الاتهامات وتسعير الخلاف الداخلي بعد كل جريمة اغتيال لأصابع العدو دور فيها».
واعتبرت جبهة العمل الإسلامي «أن عملية الطعن البطولية التي نفذها مقاوم فلسطيني ضدّ الصهاينة في حافلة ركاب في القدس المحتلة، هي ردّ أوّلي ولو فردياً من محور المقاومة على جريمة الاغتيال الرهيبة التي ارتكبها العدو في القنيطرة، وردّ على الإرهاب الصهيوني في الداخل والخارج».
ورأت فيها «تصميماً على المضيّ في خيار المقاومة في مواجهة الإرهاب الصهيوني حتى تحرير الأرض والمقدسات».
وطالبت الجبهة «جميع الشعوب العربية وكلّ الأحرار والشرفاء في العالم بمساندة القضية الفلسطينية المحقة والعمل على دعم الشعب الفلسطيني الصابر المظلوم حتى تحقيق أهدافه المشروعة وتحرير أرضه المغتصبة.
وأبرقت لجنة الأسير في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» يحيى سكاف للجمهورية الإسلامية الإيرانية معزية بالقائد في الحرس الثوري الجنرال محمد عليّ الله دادي. وتقدمت لجنة أصدقاء سكاف بأحرّ التعازي والتبريكات باستشهاد دادي ومجموعة من أبطال المقاومة الذين أجبروا العدو الصهيوني على الاندحار عن معظم أراضينا اللبنانية بفضل دعم ومساندة الجمهورية الاسلامية الايرانية في فلسطين ولبنان».
وأكدت البرقية «أننا سنبقى رافعين لواء المقاومة حتى تحرير جميع أراضينا المحتلة في فلسطين ولبنان والجولان وان دماء الشهيد ورفاقه ستبقى منارة تضيء الطريق أمام الأجيال المقبلة حتى النصر والتحرير الشامل».