تقرير إخباري

رحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز تاركاً خلفه إرثاً من الملفات المعقدة والمتراكمة داخل المملكة وعند حدودها.

غياب الملك سينهي فصلاً مركزياً في تاريخ السعودية. فعلى رغم توليه الحكم منذ 2005، إلا أنه كان الحاكم الفعلي في السنوات العشرين الماضية منذ أن تعرض أخوه فهد لجلطة دماغية.

سريعاً، أعلنت البيعة للأمير سلمان ملكاً سابعاً وسمي الأمير مقرن ولياً للعهد. هذه السرعة تأتي ربما لتظهر تماسك الأسرة الحاكمة وتدحض كل الإشاعات عن صراع داخل أجنحة الحكم. فالمصلحة العليا في ظل ظروف داخلية وخارجية عصيبة تقتضي نقل مقاليد الحكم بصورة سلسلة.

في الداخل تواجه المملكة مسألة الخلافة. فعلى رغم أن صدى الخلاف ظلّ محصوراً داخل أروقة القصور إلا أن المراقبين يتوقعون أن تشهد السنوات المقبلة انتهاء حكم أبناء عبد العزيز لمصلحة أحفاده. ويؤكدون أن الخلافة التي تسير بانتظام بين الإخوة قد تنقلب قواعدها بين الأحفاد.

أما إقليمياً ودولياً، فتزدحم الملفات عند حدود المملكة مشكلة عبئاً ثقيلاً يقع على كاهل الملك الجديد. فعين السعودية على اليمن وتنامي نفوذ جماعة أنصار الله وعينها الثانية على حدودها مع العراق وخطر تسلل الإرهابيين وتحديداً تنظيم «داعش» إلى داخلها. كذلك تراقب المملكة بحذر تطور الأوضاع في البحرين وتحاول بحرص لم شمل البيت الخليجي بعدما كاد الخلاف القطري ـ السعودي ينسف أركانه.

كذلك ينتظر الملك الجديد في ملف حرب النفط التي تتشارك فيها الرياض مع واشنطن للضغط على طهران وموسكو في ملفات كثيرة، أبرزها المفاوضات النووية الإيرانية والأزمة السورية. إذ لا خطر بالنسبة إلى المملكة يعلو فوق خطر تنامي قدرات إيران ونفوها في المنطقة. يضاف إلى كل هذه الملفات الدور السعودي في المنطقة ولا سيما في سورية والعراق وليبيا ولبنان ومصر.

كل هذه المؤشرات تدل على أن السعودية بعد رحيل عبدالله تقف أمام مرحلة عصيبة في هذا الزمن الصعب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى