لبنان يعلن الحداد الرسمي 3 أيام على وفاة عبد الله ووفد رسمي إلى السعودية للقيام بواجب العزاء
نعى رؤساء ووزراء ونواب ورجال دين وفاعليات الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي وافته المنية ليل أول من أمس بعد أن كان يتلقى علاجاً من الالتهاب الرئوي ويتنفس بواسطة أنبوب.
وفي هذا السياق، يتوجه وفد رسمي لبناني رفيع إلى العاصمة السعودية للقيام بواجب العزاء. ويضم الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة تمام سلام وعدداً من الوزراء والنواب. وسيقدّم الوفد باسم الجمهورية اللبنانية التعازي إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف.
وكان برّي أبرق إلى الملك سلمان بن عبد العزيز معزياً كما بعث برقيات مماثلة إلى الأمير مقرن، الأمير محمد بن نايف، وإلى عدد من الأمراء وإلى رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ .
وأصدر رئيس الحكومة مذكرة أعلن فيها الحداد الرسمي على وفاة عبدالله، على «أن تنكّس الأعلام حداداً لمدة 3 أيام اعتباراً من تاريخه ولغاية يوم الاثنين ضمناً، وعلى الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع هذه المناسبة الأليمة».
وصدر عن الرئيس سلام بيان أشار فيه إلى «أن لبنان فقد نصيراً وسنداً وقف إلى جانبه في الملمات ولم يتردد يوماً في مدّ يد العون له، والمبادرة إلى كل ما يعزز الوفاق الداخلي ويحقق الوحدة الوطنية اللبنانية ويدعم السلم والاستقرار في البلاد ويقوي الدولة ومؤسساتها ويجلب الخير والمنعة للبنانيين.
ووجّه الرئيس سليم الحص برقية إلى الملك سلمان جاء فيها «لقد خسر العالم العربي كما السعودية رجلاً عربياً أصيلاً جهد في سبيل توحيد الموقفين العربي والإسلامي وتعزيز أواصر الوحدة في وطننا العربي».
ودعا الرئيس سعد الحريري جميع اللبنانيين لإعلان الحداد في كل المناطق، تعبيراً عن الوفاء الشعبي، لرجل لم يتأخر يوماً عن نصرة لبنان ودعمه، وعن الوقوف إلى جانبه في أصعب الظروف، وهو الذي بادر إلى عطاءات لا محدودة كانت آخرها مكرمتان كبيرتان، لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لتمكينهما من الدفاع عن سيادة لبنان ووحدته الوطنية ودرء أخطار الإرهاب، باعتبار ذلك مسؤولية سعودية مباشرة بالقدر الذي نراه في لبنان مسؤولية وطنية لبنانية.
ولفت رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى «أن لبنان برحيله سيخسر سنداً وداعماً وأخاً أكبر عمل بجهد على حفظ وحدته واستقراره ولم يتوان عن مد يد العون له ورعاية أنواع الحوار كافة بين أبنائه».
ووجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل برقيات تعزية إلى نظيره السعودي وأفراد العائلة المالكة، وعدد من المسؤولين السعوديين. وأكد: «أنه عندما اشتدت الأزمات وعلا صوت الإرهاب والتطرف كانت للملك عبد الله المواقف الحاسمة ضد الإرهابيين والمتطرفين ومع الحوار والتواصل بين الأديان والحضارات»، مشدداً على «أننا في لبنان لا ننسى وقوف المملكة على الدوام إلى جانب لبنان في دعم اقتصاده واستقراره».
ونعى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الملك السعودي الراحل، وغرد على التويتر، قائلاً: «رحل الفارس العربي الكبير».
وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: «إن الملك عبد الله جعل السعودية قطباً سياسياً واقتصادياً على الساحة الدولية، وعنصر استقرار وسلام وتنمية في الشرق الأوسط والعالم، ونموذجاً للاعتدال والوسطية في مواجهة ظواهر التطرف والإرهاب».
وقال رئيس حزب «القوات» سمير جعجع: «لا يمكن نسيان مبادرته بتقديم الودائع المالية الكبيرة حفاظاً على استقرار الليرة اللبنانية وصولاً إلى مكرمته الأخيرة بتقديم هبة بلغت قيمتها أربعة مليارات دولار دعماً للجيش اللبناني».
واعتبر وزير الإعلام رمزي جريج أن «برحيل الملك عبدالله خسرنا سنداً للبنان في الملمات، وخصوصاً أنه كان من الرجالات الكبار الذين يتخذون القرارات الصعبة والحكيمة في أوقات الشدة».
وقال وزير العدل اللواء أشرف ريفي: «لقد كانت للملك عبدالله مواقف استراتيجية، هدفت إلى تعزيز الأمن والسلام والنمو والتطور، في المملكة وفي العالمين العربي والإسلامي، وتشهد له مواقفه التاريخية، في مواجهة الإرهاب، وتعزيز حوار الحضارات، وفي ابتكار المبادرات من أجل الاستقرار في المنطقة، وفي مساعدة الدول النامية، عبر مبادرات إنسانية قل نظيرها، لم تتأخر المملكة يوماً عن القيام بها».
وأشار وزير الاتصالات بطرس حرب إلى «أن رحيله خسارة كبيرة للبنان البلد الذي احتل دوماً مكانة خاصة لديه ولدى المملكة قيادة وشعباً».
ولفت النائب هنري حلو إلى «أن النهج الذي اتبعه الفقيد، والقائم على الحكمة والاعتدال ونبذ العنف، جعل المملكة عامل استقرار وسلام في الشرق الأوسط، من خلال طرح المبادرات، ورعاية جهود التقريب بين الدول العربية قدر الإمكان، وبذل المساعي لحل خلافتها».
واعتبر النائب نعمة طعمة: «أن غياب الملك خسارة سعودية وعربية ودولية، فالراحل كان إلى جانب القضية الفلسطينية وأرسى التضامن العربي».
وأعلن النائب روبير غانم «أن الملك عبدالله كان حريصاً على جمع الشمل ووحدة الصف العربي لمواجهة التحديات الجسام والخطيرة التي عصفت بالمنطقة العربية واجتراح الحلول الناجعة لها بكل جرأة وصراحة حفاظاً على الأمة الإسلامية والعربية».
وأكد النائب محمد الصفدي أن الشعب اللبناني بأسره يحفظ للملك عبد الله، وقوفه إلى جانبه في أصعب الظروف ودعمه السخيّ لأمن لبنان واقتصاده.
وقال النائب محمد قباني: «لقد عرفناه فارساً يدافع عن قضايا العرب الوطنية وفي مقدمها القضية الفلسطينية».
وأعلن النائب أنطوان سعد أن «برحيله تفقد المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي قامة إنسانية وأخلاقية سامية، ورجلاً سياسياً عظيماً سيخلده التاريخ».
وقال النائب محمد كبارة: «نحن في لبنان لن ننسى أياديه البيض وسعيه الدائم والدؤوب إلى حماية لبنان ودعمه سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً».
وقال الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري: «فقد لبنان برحيل الملك عبد الله، من كان له سنداً في كل المحن التي مر بها، وتاريخه يشهد على مكارم الخير التي خصّ بها اللبنانيين».
وأبرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، إلى الملك سلمان معزياً، معتبراً: «أن الملك عبدالله لم يترك مناسبة سياسية إلا ونصر بها لبنان الحبيب على قلبه، أو أزمة وطنية إلا ومدّ اليد إليه».
وأبرق الوزير والنائب السابق جان عبيد معزياً إلى كل من الملك سلمان وإلى الأمير مقرن، ووزير الخارجية سعود الفيصل، ووزير الداخلية ورئيس الديوان وأبناء الملك الراحل.
وأمّ مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان المصلين في صلاة الغائب عن روح الملك عبد الله في مسجد محمد الأمين وسط بيروت. وأكد: «أن لبنان فقد بكل أطيافه وبكل طوائفه وبجميع بنيه صديقاً عزيزاً للبنان وقف معه في جميع المحن والأزمات». وأعلن دريان الحداد ثلاثة أيام وإقفال جميع المؤسسات التابعة لدار الفتوى.
وقال رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: «لا ننسى وقوف الراحل الكبير مع القضية المركزية للعرب والمسلمين ودعم جهاد ونضال الشعب الفلسطيني في معركة تحرير الأرض وإنقاذ المؤسسات، وكان داعماً أساسياً للشعب اللبناني في الدفاع عن حقوقه ومحاربته أعداء الأمة وتصديه للإرهاب، ولا ننسى موقفه الأخير في وجه الإرهاب ومطالبته بنبذ العنف والعدوان».
وتوجهت نقابة الصحافة بالتعزية بوفاة الملك عبدالله، مشيدة بميزات الراحل وصفاته الحميدة، معلنة «أن اللبنانيين لا يمكن أن ينسوا مكرمته الكبيرة والتاريخية المتمثلة بدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من دون أن يقابلها مطلب خاص أو عام له أو للسعودية».