مسلحو القلمون يبدأون عملية الاندماج في لبنان
باريس ـ نضال حمادة
أين ذهب المسلحون الذي قاتلوا في بلدات وقرى القلمون؟ أين تبخّر مئات المسلحين الذين انسحبوا من القصير وريفها إلى القلمون؟ كم هي أعداد الذين غادروا باتجاه الأراضي السورية؟ وكم يبلغ عدد الذين توجهوا إلى لبنان وبالتحديد إلى مخيمات عرسال؟ أين ذهبت مجاميع مسلحي القصير وريفها، والتي شكلت العَصب الحقيقي للإرهاب المسلح في يبرود تحديداً؟ أسئلة تُطرح في الميدان وعلى الواقع خصوصاً للمطلعين على أوضاع منطقة القلمون ومنطقة البقاع الشمالي، وعلى أخبار رحلة مئات المسلحين في الجرود النائية التي تشكل الحدود الطبيعية بين لبنان وسورية.
في المعلومات من البقاع الشمالي، أنّ العشرات إن لم يكن المئات من المسلحين الذين قاتلوا في منطقة القلمون وتحديداً في يبرود وفليطة موجودون حالياً في لبنان وتحديداً في مخيمات اللاجئين السوريين في وادي حميد القريب من بلدة عرسال، وتفيد المعلومات أن غالبية المسلحين الذين دخلوا المخيمات حوالي عرسال هم من منطقة القصير وريفها ومن السهل على هؤلاء الاختباء في هذه المخيمات بسبب وجود عائلات من القصير يمكن لهم التستر بها للتخفي عن أعين مخابرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.
وتفيد المعلومات أيضاً أن هذه المجاميع اخفت أسلحتها الفردية وطمرتها في الجرود وفي المغاور، كما أنها اخفت سيارات في مرائب وفي مستودعات وبعض هذه السيارات قد يكون مفخخاً بانتظار الوقت المناسب.
وتسعى هذه المجاميع إلى بدء عملية الاندماج بالمجتمع اللبناني عبر عملية التسوية المعهودة في التعامل مع السوريين الداخلين إلى لبنان بطريقة الخلسة بحسب القانون اللبناني، وعملية الاندماج هذه تمرّ عبر دفع رسم مالي قدره 700 ألف ليرة لبنانية لقاء الحصول على إقامة لبنانية، طالما أن النشرة الأمنية اللبنانية لا تحوي اسم الشخص الطالب تسوية أوضاعه.
الأجهزة الأمنية اللبنانية تعرف هذه المخاطر جيداً، وتخضع المخيمات الواقعة في وادي حميد لمراقبة دقيقة من الأجهزة المختصة التي تقوم باعتقال كل شخص تلاحظ تحركات مشبوهة حوله .
المعلومات تشير أيضاً، إلى أن منطقة الشمال اللبناني هي ملجأ حالياً لهذه المجاميع، حيث رُصد ذهاب أكثر من عائلة من منطقة عرسال إلى الشمال، وضمن هؤلاء رجال يشتبه أنهم خاضوا معارك القلمون، وفيما تتركز الأنظار على إمكان دخول مسلحي القلمون إلى الريف الدمشقي، وإلى الزبداني يقوم الكثير من هؤلاء بعملية التفاف يعودون من خلالها فرادى إلى مخيمات اللاجئين في عرسال ليختفوا بين اللاجئين كما حصل في مدن سوريّة عدة منها حلب وحمص وعدرا العمالية وغيرها.
ضمن هذه المعادلة يقوم الجيش اللبناني بعمليات مداهمة واعتقالات داخل عرسال ومخيمات اللاجئين فيها، وعلى عكس الماضي لا تشهد عمليات الجيش أي اعتراضات داخل البلدة، وتفيد المعلومات من داخل البلدة أن الملا مصطفى الحجيري الملقب أبو عجينة وهو مسؤول جبهة النصرة في عرسال ما زال موجوداً في البلدة، وكان في البداية يغادر إلى المحيط عند حصول مداهمات من الجيش اللبناني، غير أنه في الآونة الأخيرة أصبح يلازم مكانه ولم يعد يغادر البلدة عند المداهمات.
وتشير فاعاليات محلية من البقاع الشمالي، إلى أن عدد المسلحين الذين كانوا يقاتلون في القلمون وتوجهوا إلى مخيمات عرسال يقارب 600 مسلح غالبيتهم من القصير وريفها .