طموحات ومخططات «إسرائيلية» يكشفها العدوان على القنيطرة
جاك خزمو
أكد العدوان «الإسرائيلي» على مجموعة من خيرة مقاومي «حزب الله» و»الحرس الثوري الإيراني»، أثناء تواجدهم في منطقة القنيطرة في الجولان، من جديد، تورط «إسرائيل»، في شكل لا يدعو إلى الشك، في المؤامرة على سورية. هذه المؤامرة التي تهدف، أولاً وأخيراً، إلى إسقاط الدولة السورية الشرعية، ومن ثم تقسيم سورية وتجزئتها إلى دويلات صغيرة تتنازع فيما بينها لسنوات ولربما لعقود، وبالتالي تضمن «إسرائيل» وجودها وأمنها على الحدود الشمالية لفترة زمنية طويلة.
وتعتبر هذه الغارة، من حيث الشكل، دعماً للمسلحين غير السوريين الذين يقاتلون ضدّ الدولة السورية، ورفعاً لمعنوياتهم وتشجيعاً لهم على مواصلة معاركهم ضدّ الجيش السوري، ومنع أي دعم لهذا الجيش في المنطقة، لا بل منع وجود مقاومة بوصلتها فلسطين.
وكشفت هذه الغارة أيضاً، الحلف الخفي القائم بين التنظيمات الإرهابية و»إسرائيل»، وهذا ما أكده الكاتب «الإسرائيلي» يعقوب تسالئيل بعد وقوع هذا العدوان على السيادة السورية. ويهدف هذا الحلف إلى إبقاء الصراع محتدماً داخل سورية لفترة طويلة.
لكنّ الأكثر خطورة في هذه الغارة، هو أنها نقطة تحول في التورط «الإسرائيلي» في الصراع المحتدم داخل سورية، وهو ليس، في الواقع، صراعاً بل حرباً على سورية لمواقفها الوطنية الرافضة للسير في ركب السياسة الأميركية والتنازل عن مبادئها في دعم المقاومة المشروعة لإنهاء الاحتلال «الإسرائيلي»، وفي التصدّي للمؤامرات القذرة على عالمنا العربي.
إنّ نقطة التحول هي جرّ سورية وحزب الله إلى مواجهة عسكرية توفر الغطاء والمبرّرات للتدخل العسكري «الإسرائيلي» المباشر في المؤامرة على سورية، ودعم المسلحين الإرهابيين لكي تسقط دمشق في أيديهم، وبالتالي إقامة دولة سنية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى إقامة دولة درزية في جبل العرب، أي تقسيم سورية إلى دويلتين على الأقل على حدود «إسرائيل» الشمالية، وهذا يعني أنّ احتلال «إسرائيل» للجولان، حسب المخطط «الإسرائيلي»، أبدي ولن تكون هناك أي مطالبة بتحريره، وهذا ما أشار إليه وأكده الكاتب الصهيوني جوشوا غيليرنتر في مقال له في مجلة «الجيروسالم بوست» في 9/1/2015 حول ضرورة التدخل العسكري «الإسرائيلي» المباشر لإقامة دولة درزية في منطقة جبل العرب.
هذه أحلام وأمنيات ومخططات «إسرائيلية» تنتظر الفرصة الذهبية لتطبيقها على أرض الواقع، ولكن هناك عوائق وعقبات كثيرة أمام تطبيقها، وفي مقدمتها أنّ الشعب السوري متمسك بوحدته وملتف حول قيادته الشرعية، وواثق بقوة وصلابة جيشه الوطني.
والسؤال الذي يمكن طرحه: هل توفر هذه الغارة العدوانية الفرصة لبدء تطبيق هذه الأحلام الصهيونية على أرض الواقع؟
هناك شكّ كبير في ذلك، مع أنّ من أعطى الضوء الأخضر لشنِّ هذا العدوان يأمل أن تكون كذلك، لكنّ الرياح السياسية والميدانية العاتية لن تجري كما تشتهيه سفن المخططات «الإسرائيلية»، بل قد يكون لهذا العدوان نتائج عكسية مفاجئة لـ»إسرائيل»، لم تكن في حساباتها أو توقعاتها!
رئيس تحرير البيادر ـ القدس المحتلة