فشل لقاء مجموعة الاتصال في شأن أوكرانيا في مينسك
أخفقت مجموعة الاتصال بشأن التسوية الأوكرانية روسيا، أوكرانيا، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تنظيم لقاء جديد لها في العاصمة البيلاروسية مينسك أمس.
وغادر ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين مينسك بعد التأكد من أن كييف لن ترسل ممثليها إلى اللقاء الذي كان المراد منه عودة طرفي النزاع إلى المفاوضات للمرة الأولى منذ احتدام المواجهات العسكرية جنوب شرقي أوكرانيا مطلع الشهر الجاري.
وفي وقت سابق من الجمعة، أشار المفاوض عن «دونيتسك الشعبية» دينيس بوشيلين إلى أهمية اللقاء، مؤكداً استعداد دونيتسك للحديث مع كييف حول وقف إطلاق النار «لكن ذلك مع الأخذ في عين الاعتبار خطوط التماس الحالية»، في إشارة منه إلى تغيير الخطوط السابقة جراء الهجوم الذي شنته قوات الدفاع الشعبي أخيراً بعد سقوط الهدنة الأخيرة في المنطقة.
وقبيل مغادرة ممثلي منطقة دونباس للعاصمة البيلاروسية اتهم المفاوض عن جمهورية لوغانك الشعبية فلاديسلاف دينيغو كييف الرسمية تتهرب عن الحوار في إطار مجموعة الاتصال. وأعلن دينيغو أن المهمة الرئيسية بالنسبة إلى دونيتسك ولوغانسك في هذا الحوار هي حقن الدماء من طرفي النزاع.
من جهة أخرى، أعلنت كييف أن مفاوضات مجموعة الاتصال يجب أن تجرى بمشاركة رئيسي كل من دونيتسك ولوغانسك الكسندر زاخارنشينكو وإيغور بلوتنيتسكي، على اعتبار أن ذلك سيعطي اللقاء مستوى مطلوباً من المسؤولية.
ورد دينيغو على ذلك قائلاً إن رئيسي الجمهوريتين المعلنتين مستعدان لحضور مينسك ليوقعا وثيقة تسوية، لكنه أشار إلى أنهما سيصلان فقط في حال إرسال كييف مفاوضاً رسمياً عنها.
وكانت الخارجية البيلاروسية قد أكدت أول من أمس أن لقاء جديداً سيعقد، في العاصمة مينسك لمجموعة الاتصال الخاصة بالأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن مجموعة الاتصال هي من طلبت إجراء لقاء آخر.
وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مؤتمر صحافي أنه واثق من قدرة محادثات «إطار مينسك» على حل الأزمة الأوكرانية وأنه لن تكون هناك أطر أخرى.
في السياق، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية أن لقاء جمع لوكاشينكو مع المشاركين في محادثات تسوية النزاع الأوكراني على أساس «إطار مينسك».
وضم اللقاء إضافة إلى لوكاشينكو، ممثلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هايدي تاليافيني، والسفير الروسي في أوكرانيا ميخائيل زورابوف، والرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما، حيث عرض لوكاشينكو خلال الاجتماع عقد لقاء فوري لمجموعة مينسك.
وقال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني إن الهدف من عقد جلسة أخرى لمجموعة الاتصال هو الاتفاق على «وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس المحددة في مذكرة مينسك بتاريخ 19 أيلول 2014».
وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام لحف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يعتبر «دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» منظمتين إرهابيتين، داعياً موسكو في الوقت ذاته إلى التوقف عن دعمهما.
وقال ستولتنبرغ أمس، إن الحلف يدين العنف الذي تشهده مناطق شرق أوكرانيا ويدعو موسكو إلى «وقف دعم انفصاليي شرق أوكرانيا وكل الأطراف إلى أن تقوم بما في وسعها من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك».
فيما أكد الأمين العام للناتو أن الحلف يؤيد العقوبات الاقصادية ضد روسيا، لأنها «بديل أفضل» من اللجوء إلى «وسائل عسكرية». وقال: «ما نحتاج إليه هو حلول سلمية وتفاوضية على أساس اتفاقات مينسك».
وأكد ستولتنبرغ أن قنوات الاتصالات العسكرية بين الناتو وروسيا لا تزال مفتوحة للحيلولة دون ظهور عدم تفاهم بين الجانبين، مضيفاً إنه يريد عقد لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في مطلع شباط المقبل.
وحثت كل من فرنسا وبولندا روسيا أمس على وقف كل أنواع الدعم لقوات الدفاع الشعبي وطالبتا بوقف فوري لإطلاق النار. كما حذر البلدان من أن العقوبات على موسكو ستستمر ويمكن توسيع نطاقها ما لم يجر التوصل إلى حل سياسي.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد محادثات أجراها مع رئيسة وزراء بولندا إيوا كوباز «نحن منزعجون للغاية مما يحدث في شرق أوكرانيا». وأضاف أن من الضروري التوصل إلى حل سياسي، لأن العقوبات ضد روسيا تتسبب في أضرار للمنطقة كلها.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية مقتل 12 مدنياً على الأقل في قصف مدينة دونيتسك من جهة بلدة أوبيتنويه، وقالت إن «أوبيتنويه منطقة حيادية تقترب منها القوات الأوكرانية وتفتح النار على المدينة، ثم تعود وتنسحب إلى مواقعها».
وأضافت الوزارة أن مدنيين مسالمين قتلا نتيجة قصف إحدى محطات الحافلات في المدينة، إضافة إلى خمسة آخرين بقصف مركز ثقافي في وقت جرى توزيع مساعدات إنسانية، في حين وردت أنباء عن مقتل خمسة أشخاص في حي آزوتني.
وأحاطت قوات الدفاع الشعبي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بصورة كاملة عملياً بالقوات الأوكرانية في مدينة ديبالتسوفو الاستراتيجية.
ودعا ألكسندر زاخارتشينكو، رئيس دونيتسك أفراد القوات الأوكرانية إلى تسليم أسلحتهم والاستسلام مقابل الإبقاء على حياتهم وعودتهم إلى منازلهم.
وتقع ديبالتسوفو 45 ألف نسمة في شرق مقاطعة دونيتسك على بعد 55 كم عن مدينة دونيتسك. وكانت القوات الأوكرانية قد سيطرت عليها في وقت سابق حيث تتركز فيها الآن قوات كبيرة بينها عناصر الحرس الوطني الذين وصل عددهم إلى 10 آلاف شخص، بحسب معطيات أركان قوات الدفاع.
وتأتي أهمية موقع المدينة في أنها تشرف على مواقع قوات الدفاع وتهدد مدن غارلوفكا ويناكييفو وشاختيورسك، إضافة إلى مدينتي آلتشيفسك وستاخانوف في مقاطعة لوغانسك. وكانت قوات الدفاع الشعبي قد بدأت عملية لمحاصرتها في نهاية الشهر الجاري.
وسيطرت قوات الدفاع الشعبي جزئياً على مدينة أوغليغورسك الموجودة على مرتفع يمكن إطلاق النار منه على مدينة ايناكييفو المجاورة، حيث تدور معارك شرسة في المدينة.