صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

نتنياهو يتحمّل مسؤولية الدم المسفوك والذي سيُسفك

كتبت صحيفة «هاآرتس» العبرية: إن ما حدث أول من أمس في «هار دوف» مزارع شبعا ، ما هو إلا محاولة من حزب الله للانتقام لمقتل مغنية الابن والجنرال الإيراني وحاشيته. حتى لو افترضنا أن تصفية الجنرال الإيراني تمت مع سبق الإصرار، وحتى لو أقسم «بيبي» بالتوراة أنه لم يقصد ذلك فلا الإيرانيين ولا غالبية «الإسرائيليين» يصدقون أن أي جهة أخرى بادرت بدم بارد أو لأسباب سياسية داخلية، الانتخابات مثلاً، إلى حرب يعرفون كيف تبدأ لكن أحداً لا يعرف كيف ستنتهي. إلى أيّ درجة سنكون أغبياء ونورّط «دولة» بكاملها في حرب لبنان جديدة من أجل عدّة مقاعد، هكذا سيبدو الأمر.

يحتمل أن يكون حزب الله قد قرّر اختطاف جنود، وهو أمر يصعب علينا الوقوف أمامه، ولكن لا يهم، ففي كل عملية اختطاف أقسمنا ألا يتكرر ذلك. لإيران مصلحة في تسخين المنطقة وجرّنا إلى مكان لا نريد التواجد فيه، لكن في هذه الحالة أيضاً نحن في مشكلة. لقد تورّط نتنياهو مع الإدارة الأميركية في موضوع السفر الرسمي الذي نظّمه لنفسه إلى واشنطن والذي له علاقة بالموضوع الإيراني على رغم معارضة الرئيس أوباما ذلك. إن الجميع يعرفون أن اللغة الانكليزية لدى رئيس الحكومة قادرة على جذب أعضاء الكونغرس وإيصالهم إلى النشوة، لكنه لم يأخذ في الحسبان أن الديمقراطيين هم الذين سينسفون مبادرته ورحلته.

كمصوّت سابق في الولايات المتحدة كان عليه أن يعرف أنه يوجد للرئيس الأميركي في السنتين الاخيرتين لولايته قوة كبيرة على القيام بأشياء وإغلاق حسابات.

وليس مكتوبا في «العهد الجديد» أن الرئيس ملزم بأن يضمن لنا فيتو تلقائياً في كل مرة نريدها. وأن «بيبي» يعمل بشكل هستيري، ولكن في وضع نفسي كهذا لا يجوز التصرف بهذه الطريقة. لا نقول إننا في حالة انقطاع عن الولايات المتحدة ولكن ممنوع أن يشعر خصومنا في العالم الاسلامي المتطرّف أن «إسرائيل» فقدت أوروبا والولايات المتحدة.

إن قصة «بيبي» تنقلب على نفسها أراد أن يوضح شيئاً ووجد نفسه متهماً. الديمقراطيون لم يحبوا سلوكه تجاه الرئيس وقرّروا عدم دعم قانون العقوبات المقترح ضد إيران. ومثلما يعتبر نفسه الاكثر حكمة من الجميع، فإن نتنياهو الآن يدرك أنه في الحضيض، لا بل في وضع خطر جداً. فقد انهارت شخصية المهرج التي اشتهر بها.

لقد عرف مناحيم بيغن كيف يواجه بالنار، لكنه لم يعتبر في أي مرة غبياً. كان يناور مع وزير الخارجية الأميركي في كامب ديفيد، وكان حكيماً بما فيه الكفاية ليس فقط لينتصر، بل أيضاً للتوصل معه إلى تسويات معقدة لأجل التوصل إلى اتفاق، فقد وافق مثلاً على الصيغة العربية التي كتب فيها «عرب أرض إسرائيل». وفي الصيغة الانكليزية أن يُكتب «سكان فلسطين». كان بيغن من مؤيّدي «أرض إسرائيل الكاملة» ولكن الاتفاق أُنجِز. وقام بإخلاء منطقة رفح من سكانها والجميع يعرفون ماذا حصل في ما بعد.

أما «إسرائيل بيبي» فتخاف إلى درجة الموت من أي التزامات تأخذها على نفسها، لا بل إنه يعرف كيف يكذب، ففي خطابه التاريخي في «بار إيلان» عن الدولتين للشعبين خدع الولايات المتحدة والشعب في «إسرائيل». إنه شخصية كبيرة في الهذر ولكنه كبير جداً في الكذب. ليس هناك من هو أنجح منه في القاء التهم للآخرين في كل ما يتعلق بموضوع السلام. فبدل أن يحاول تسوية الصراع يشعل النيران ويتهم أبا مازن بالدم المسفوك في «هار دوف».

لنتنياهو الكثير من المشاكل، فجميع وسائل الإعلام ضده، وغالبية العاملين في بيته الرسمي ضده وضد زوجته. أيضاً مناحيم بيغن هوجم من وسائل الاعلام، ولكن عندما اتهمته بسفك دم الجنود أصغى لها وخرج حزيناً من التاريخ. من الصعب أن نؤمن أن نتنياهو لا يتحمل مسؤولية الدم المسفوك منذ أيام في لبنان، والدم الذي سيُسفك بعد ذلك للسبب نفسه.

الاستخبارات «الإسرائيلية»: الحرب قد تندلع في أيّ لحظة مع حزب الله

قال المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» العبرية عمير رببورت إن المعركة بين «إسرائيل» وحزب الله لم تنتهِ بعد وإنها قد تندلع في أي لحظة من اللحظات.

وأضاف أن الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» تتوقع أن تندلع معركة ضخمة خلال السنة الحالية بين «إسرائيل» وحزب الله، وأنه لا معايير على توقيت اندلاعها، أي أنها قد تندلع في أيّ لحظة وأيّ وقت على رغم أنّ الطرفين غير معنيين بها.

وأوضحت الاستخبارات «الإسرائيلية» أن «إسرائيل» حالياً تحاول التصرف بشكل متّزن من جانب، فهي تريد إرسال رسالة بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي على أي هجوم ولكن إن حدث توتر فالوضع سيتدهور.

من جانب آخر ما زالت حالة التأهب مستمرة في المؤسسات «الإسرائيلية» واليهودية خارج «إسرائيل» خشية انتقام حزب الله وإيران، مذكّرة أنّه بعد اغتيال عماد مغنية فقد جرت 20 محاولة انتقامية ضد مؤسسات «إسرائيل» في الخارج نجح حزب الله في عدد قليل منها.

جنديّ «إسرائيلي» جريح: لو دخلنا إلى شبعا لذبحونا وخطفوا جنوداً

نقلت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» عن أحد الجنود الجرحى في عملية شبعا قوله إنه «لو صعدنا إلى جبل دوف شبعا مثلما خططنا لذبحونا ولكان هناك جنود مخطوفون في هذا الحدث».

وأضاف جندي آخر أن قائد الكتيبة اتخذ قراراً خاطئاً بأن سمح لهم بالسفر في سيارات غير محصنة.

كلام الجنديين جاء عقب زيارة قام بها رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون إلى الجنود الجرحى في العملية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى