مواقف تندّد بالجريمة: تعبّر عن عجز الإرهاب وفشله في مواقع القتال وإصرار على تركيز الجهود لمحاربته والقضاء عليه

ليست المرة الأولى التي يتعرض زوار لبنانيون إلى إرهاب المجموعات التكفيرية، فبعد خطف تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سورية 11 زائراً لبنانياً كانوا عائدين من زيارة العتبات المقدسة في العراق في عام 2012، استهدف تفجير ارهابي أمس حافلة تقل زواراً لبنانيين الى المقامات الدينية في سورية ما أسفر عن استشهاد ستة اشخاص وجرح أكثر من 15 آخرين في منطقة الكلاسة عند مدخل سوق الحميدية في العاصمة دمشق.

وأعلن حساب قريب من «جبهة النصرة» عبر «تويتر» تبني الجبهة العملية الانتحارية التي استهدفت الباص والمنفذ هو أبو العز الأنصاري، في حين أفادت المصادر الرسمية السورية «أن إرهابيين فجروا عبوة ناسفة يقدر وزنها بـ 5 كلغ من المتفجرات وضعوها في مقدمة الحافلة ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص وإصابة 19 شخصاً آخرين».

وأضافت المصادر أن «عناصر الهندسة أبطلوا مفعول عبوة ناسفة ثانية يبلغ وزنها 5 كلغ من المتفجرات كانت موضوعة داخل حقيبة في منتصف الحافلة قبل تفجيرها».

ونعت حملة عشاق الحسين ستة لبنانيين استشهدوا في التفجير، وأعلن فادي خير الدين أحد مسؤولي الحملة، من أمام مقرها في المشرفية أسماء الشهداء وهم: علي عباس بلوق، محمد أحمد المقداد، الشيخ مهدي يوسف المقداد، قاسم حاطوم، شادي حوماني ومحمد حسن أيوب. وكان وصل الزوار اللبنانيون الناجون من تفجير دمشق الى منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت وتوزعوا على مستشفيي الرسول الأعظم وبهمن.

وفي المواقف، ندد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بالاعتداء ووصفه بأنه «عمل همجي مدان». وقال في تصريح: «إن الجريمة التي ارتكبت بحق لبنانيين مدنيين يقومون بزيارة دينية في دمشق، هي عمل ساقط بكل المعايير الانسانية والأخلاقية، ولا يمت بصلة الى الدين الاسلامي الذي يتستر الارهابيون بردائه».

ودعا الى تفويت الفرصة على الارهابيين أصحاب العقول والمخططات الفتنوية الخبيثة، عبر التعالي على الجراح وإظهار أعلى درجات التكاتف الوطني في التصدي لموجة الارهاب الأسود وتحصين أمن البلاد واستقرارها».

ورأى حزب الله «أن التفجير هو حلقة من سلسلة تفجيرات استهدفت الزوار في سورية والمدنيين في العراق والمصلين في باكستان وراح ضحيتها العشرات من الشهداء». وأضاف: «يمثل هذا التفجير الآثم دليلاً على مدى الهمجية التي تعتمل في نفوس هؤلاء الإرهابيين الذين يخدمون في أعمالهم الإجرامية الكيان الصهيوني ويحققون مشروعه التفتيتي لأمتنا وشعوبها».

وتابع: «إن ما يقوم به هؤلاء المجرمون في أنحاء العالم من تفجيرات وقطع للرؤوس وتدمير للمقدسات وانتهاك للحرمات، يجب أن يكون حافزاً لجميع القوى العاقلة والحية في الأمة وفي العالم لتركيز الجهود على محاربتهم والقضاء عليهم، بعدما أصبحوا أداة إجرامية في يد الكيان الصهيوني».

ودان الرئيس السابق ميشال سليمان، العمل الارهابي الذي امتدت يده على حافلة تقل مدنيين لبنانيين في دمشق، معتبراً «أن اليد الارهابية التي ضربت في منطقة العريش في سيناء وأوقعت عشرات الشهداء العسكريين، هي نفسها التي تضرب في مختلف الدول العربية ومؤخراً، استهدفت مدنيين لبنانيين في العاصمة السورية»، مؤكداً «أن الارهاب عدو الجميع ومواجهته مسؤولية مشتركة لدحره نهائياً».

وقال الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «كم بات محزناً وضع أمة يستهدف فيها ابرياء يقومون بزيارة مقاماً».

واعتبر رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة في بيان «أن التفجير هو عمل اجرامي وإرهابي موصوف وضد الانسانية، ومن خطط له ونفذه إرهابي مجرم». وطالب «بمعالجة شاملة لملف الإرهاب والإرهابيين، هذا الملف الذي يجب معالجته في شكل شامل بما يؤدي الى القضاء عليه وعلى مسبباته».

واعتبرت حركة أمل في بيان أصدره مكتبها السياسي، أنه «آن الأوان لتوحيد القوى في مواجهة التكفير بكل أشكاله، ومنع تنفيذ مخططات الإرهاب الجبان والغادر الذي يستهدف الأبرياء والآمنين على مساحة كل الدول». وتقدمت الحركة من ذوي الشهداء بـ«التعزية الصادقة، متمنية للجرحى الشفاء العاجل».

وأكد الوزير السابق فيصل كرامي «أن هذه الأعمال العدوانية الارهابية لا يمكن تبريرها، وهي تأتي في سياق مشروع الفتنة المذهبية، سواء في سورية أو في لبنان». ورأى «أن الرد الأقوى الذي يمكن أن نواجه فيه هؤلاء العابثين بدماء الأبرياء، هو عدم السماح لأهدافهم الخبيثة بأن تتسلل الى العقول والنفوس، وأن نحصن أنفسنا بوحدة الموقف الشاجب لمثل هذه الجرائم، التي لا تخدم سوى إسرائيل».

واعتبر اللواء الركن جميل السيد، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي «أن التفجير هو جريمة جبانة بكل ما للكلمة من معنى، وهي تعبر عن عجز الارهاب وفشله في مواقع القتال الفعلية بما يجعله يستسهل الغدر بالمدنيين الآمنين للتعويض المعنوي عن هزائمه العسكرية». ورأى «أن هذه الهجمات البربرية التي تلجأ اليها التنظيمات الارهابية من وقت الى آخر، ليس من شأنها إلا أن تزيد من صمود جمهور المقاومة والتفافه حولها، ذلك أن هذا الجمهور يعي تماماً أن المعركة في سورية اليوم هي معركة مصيرية لا تقل أهمية عن مواجهة «إسرائيل» وعدوانها».

وأشار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان بشدة إلى «أن الارهاب المتعطش للقتل كان همه ولا يزال إزهاق أرواح مدنيين أبرياء، ولقد استهدف مؤمنين أبراراً، نحتسبهم عند الله شهداء يرزقون، ويشهدون على إجرام فئة إرهابية تجردت من كل القيم الدينية والانسانية».

وأكد العلامة السيد علي فضل الله في بيان «أن هذه الأعمال الارهابية تنتمي إلى فئات الإجرام، وهي خدمات مجانية تقدم للاحتلال الصهيوني، كما هي تعبير عن إصرار على نقل المعركة من ساحة المواجهة مع العدو إلى الساحات الأخرى، ورسالة ودية للكيان الصهيوني في أن هؤلاء ينتقمون من المؤمنين والأبرياء لحساب قتلاه وجرحاه، الذين تستهدفهم المقاومة».

ورأى الشيخ عباس زغيب أنه مرة جديدة يثبت هؤلاء التكفيريون الارهابيون انهم أذناب للصهاينة هدفهم زرع التفرقة في صفوف الامة، فهؤلاء الحمقة ظنوا انهم بقتلهم سيقدرون على ذلك، إلا أننا نقول لهؤلاء ان حماقاتكم لن تزيد الامة الا توحداً ومنعة».

واعتبر رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير «أن يد الإرهاب التكفيري، مرة أخرى، تنفذ عملية غدر جبانة بحق مواطنين لبنانيين أبرياء، لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا في زيارة دينية شرعية». مضيفاً: «إنهم شهداء لبنان وسورية، وقد سقطوا على يد المجموعات الإرهابية التكفيرية المتحالفة والمتآمرة مع العدو الصهيوني». وقال: «نحن نحمل العدو الصهيوني والمجموعات الإرهابية التكفيرية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة ونؤكد أن دم الشهداء لن يذهب هدراً».

واعتبر رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعرين أن هذه العمليات الارهابية التي تنفذها مجموعات تكفيرية تحت عنوان ورايات اسلامية هي عمليات استخباراتية صهيونية بامتياز هدفها الوحيد إشعال نار الفتنة بين المسلمين لإضعاف شوكتهم وقوتهم بالدخول في حروب ونزاعات داخلية كي يبقى العدو الصهيوني هو القوة الوحيدة المسيطرة على الساحة.

وسأل رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة، في بيان عما «إذا كان هذا التفجير، هو رسالة تقرب للعدو الصهيوني، أم هو رد على عملية المقاومة البطولية الأخيرة، التي استهدفت جنود الاحتلال الصهيوني في مزارع شبعا اللبنانية»؟

ورأى القنصل رضا طرابلسي «أن التفجير يأتي في إطار الهجمة التكفيرية، التي تستهدف المسلمين في وحدتهم وعقيدتهم»، مشدداً على «أن الارهاب لن ينجح في تشويه الدين الاسلامي السمح، وأن سورية ولبنان عصيان على أصحاب المشاريع الفتنوية وسينجحان في اجتثاث الارهاب من جذوره».

وقال عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ خضر الكبش «إن هذه العملية الارهابية الاجرامية جزء من منهجية «داعش والنصرة» واعوانهما وهي دليل عجز وافلاس عند هذه الحركات التكفيرية لأنها اعجز عن مواجهة المقاومين فلجأت الى هذا العدوان الخسيس الذي يعبر عن ادبياتهم الإجرامية».

وحيا الشيخ الكبش في حديث له «أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية، على كل ما يقدمونه للأمة «.

واعتبر رئيس هيئة التضامن السرياني الديمقراطي جوي حداد «أن هذا العمل الوحشي والغادر يستفيد منه العدو الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة». وناشد جميع الاطراف «التروي قبل قذف الاتهامات جزافا، دون التأكد من الجهة الفاعلة».

واعتبر رئيس رابطة العائلات الاجتماعيه في عكار رئيس بلدية البيره السابق محمد وهبي، «أن القوى الظلاميه التكفيريه التي تنفذ الاجندات الصهيو ـ اميركيه ما زالت توغل بدماء الأبرياء والامنين من أبناء الشعبين اللبناني والسوري كما تفعل اسرائيل بالشعب الفلسطيني من أجل إشعال النار الطائفية والمذهبيه في المنطقه ولعلهم بذلك يريحون زعيمتهم اسرائيل وداعميها، ولكن بوجود المقاومة في لبنان وفلسطين والعروبيين في دمشق والعالم العربي سيُهزم المشروع التكفيري والصهيو ـ أميركي بإذن الله مهما كانت».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى