بذرة ناصر السعيد… هل تـُؤتي ثمارها؟!

طـاهـر مــحـي الـديـن

عندما كتب المناضل العربي ناصر السعيد كتابه المشهور «تاريخ آل سعود»، لم يكن مجرّد قهر تمّ تنفيثه بكتاب أو مجرّد قصص يرويها ليغرس الكره والبغض في نفوس سكان أرض نجد والحجاز وشبه الجزيرة العربية وعامة العرب والمسلمين حيال نسل آل سعود المغتصبين لمقدسات المسلمين في أصقاع الأرض كافة، ومغتصبي ثرواتهم في تلك البلاد، إنما كان بشكل أو بآخر لتوعية هذه الشعوب، وخاصة السكان الأصليين من القبائل العربية لشبه جزيرة العرب. وربما في يوم التاسع عشر من نيسان عام 2014، ستتفتق هذه البذرة التي زرعها وتنبت ثورة من الشعب المظلوم والمنهوبة ثرواته، والممتهنة كرامته، والمغلوب على أمره، والمنتهكة أراضيه والمغتصبة من نسل آل سعود أحفاد مردخاي، صنيعة الاستخبارات البريطانية، والمغروسة في قلب الأمة، مثلها مثل الكيان الصهيوني السرطاني في جسد الأمتين العريية والإسلامية، فاغتصبت أموال الشعب وأراضيه بحد السيف، وبمذهب يهودي المنشأ، يقوم بحد السيف لتشويه صورة الإسلام المتسامح الذي انتشر في أصقاع الأرض بفتوحات لم تسفك الدماء ولم تقتل الأطفال ولم تغتصب النساء قهراً ولم تأخذها من أزواجها عنوةً، فمارست هذه العائلة جميع أنواع الإرهاب الديني والاجتماعي والنفسي والجسدي والاقتصادي، فقهرت نفوس الرجال وأرغمتها على الخضوع لسطوة حكمها الذي أتى على ظهر دبابة البريطاني.

بلى، لقد طفح الكيل، وامتلأت النفوس، وفاض الغضب، وكشف المستور، وسقطت أقنعة الدين الكاذب كلّها، من إجرام آل سعود وقتلهم وتآمرهم على الإسلام والعرب قاطبة، ولم يعد في إمكانهم التستر خلف لحى رجال دينهم الذين طغوا و بغوا في البلاد، وأرسلوا أبناء الشعب العربي في شبه جزيرة العرب إلى سائر بقع الإرهاب في العالم، وجعلوا من أبناء هذا الشعب رمزاً للإرهاب والتطرّف والتعصب، وأصبحوا يستعملون كمجموعات إرهابية في خدمة أبناء عبد العزيز فيغرّز به ليرسل ويقاتل ويقتل في الأماكن كلّها التي تحقق مشاريع بني صهيون في العالم، في الوقت نفسه الذي يستخدم فيه أبناء جزيرة العرب خداماً وعبيداً لمشاريع آل سعود في الداخل، ويرضخون تحت نير القروض والذل، وأصبح امتلاك منزل بمثابة حلم كبير لنحو 80 من أبناء الشعب العربي في بلاد الحجاز ونجد، وتتزايد بشكل ملحوظ ومطرد نسبة الواصلين إلى خط الفقر، في بلد يعد الأغنى في العالم بالثروات النفطية والذهب.

لم يبقَ في وسع أبناء عبد العزيز الاستمرار بستر عوراتهم، نتيجة التطور التقني عبر الشبكة العنكوبيتة التي تموّل بأموال نفطهم ذاته، التي يستخدمونها لسفك دماء العرب والمسلمين، وهي عائدات ثروات العرب والمسلمين نفسها التي يسرقونها كل يوم ليدفعوها لسيدهم الأميركي ليقبلهم عبيداً، فأصبحوا عاراً على العبيد أنفسهم.

بلى، أعلنها الدوسري والحربي والشمري – من القبائل الأكبر في شبه الجزيرة العربية – ثورة وانقلاباً على أولاد عبد العزيز، وتحدوهم علناً برسائل عبر «السكايب» والإنترنت، وأعلنوا شق عصا الطاعة، ورفض استمرار الظلم والاستبداد والاستعباد، وبذلك كانت رسالة كبرى في بداية النهاية لسقوط هيبة الحكم الملكي الغاصب، وأعلنوا أن لا تراجع عن هذه المطالب كي تعاد الحقوق إلى أهلها، وأعلنوا يوم التاسع عشر من نيسان 2014 موعداً لبدء الحراك الشعبي، على الجغرافيا كافة لمهلكة آل سعود.

هل يبزغ هذا الفجر وتتحرّر الشعوب العربية في شبه جزيرة العرب من الأنظمة الرجعية العربية التي استحكمت على الملك بحد السيف والتكفير، وهل ستسرّ قلوب الأمهات الثكالى بسقوط ظلم أبناء عبد العزيز انتقاماً لدماء أبنائهن في المنطقة الشرقية في الداخل السعودي وليس انتهاء في بلاد العرب والمسلمين والتي تموّل فيها عائلة آل سعود كل إرهابي وسفاحي الأرض لتقضي فيها على الإسلام قبل الأنظمة المقاومة الشريفة الحاكمة، وهل ستتأكد الدراسات الغربية ويتم في الفترة المقبلة التحقق من سؤال مشروع تطرحه مراكز الدراسات والبحث الأميركية والغربية وهو: «هل يكون عبد الله بن عبد العزيز آخر ملوك آل سعود»؟!

أسئلة تنتظر إجابات على أرض الواقع في الأيام الوشيكة المقبلة، ونتمنى أن تكون أجوبتها شفاء لصدور المغلوبين والمقهورين من وطأة ظلم وظلمات هذه العائلة الصهيوأميركية، التي تجد يدها أينما تلفتَ في بلدان الربيع العبري.

«فانتظروا إنا منتظرون»

نترقب يوماً تداس فيها رؤوسكم وتتهاوى فيها عروشكم وتيجانكم يا ملوك الرمال، يا عبيد الظلم والظلمات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى