مدارات أزمات بنيوية تعانيها فصائل المعارضة و«وحدات الحماية» حققت انتصار «كوباني»

ناديا شحادة

يعاني الائتلاف السوري المعارض منذ نشأته من أزمة بنيوية وصراعات داخلية وانقسامات وتباين في الآراء وطموحات شخصية، هذه من الأسباب التي أدت الى تلاشي دوره بالإضافة الى الانتصارات التي يحققها الجيش السوري ميدانياً. والنظام السوري بات يمسك بيده بالخيوط الأساسية لإدارة المعركة ولحسمها لمصلحته. وهناك عوامل رئيسية عدة أفادت الحكومة السورية ورجحت كفتها السياسية والعسكرية وساهمت في تغيير الكثير من المعادلات في ميادين المعارك، إضافةً إلى الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 3 حزيران 2014، التي كانت تعبيراً عن إرادة الشعب السوري والتي توجت بفوز الرئيس بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية، كانت من اهم الضربات الموجعة التي وجهت للائتلاف المعارض وأنهت ادعائهم التمثيل الشعبي.

والوضع الحالي وبحسب التقديرات التي تشير الى انه بعد الانتخابات الأخيرة التي قام بها الائتلاف والتي عززت نفوذ تركيا بانتخاب خالد خوجة التركماني المجنس تركياً رئيساً له غضبت السعودية ومصر والإمارات من استمرار وضع الأخيرة يدها ومعها قطر على الائتلاف. وقد يدفع ذلك استناداً الى تحليل المراقبين الى تجميد دول عربية اساسية مساعداتها له بعد تعزيز التيار التركي داخله. ويرى المتابع للشأن السوري ان الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري رجحت كفته العسكرية وأدت الى تخبط واضح في صفوف قوى المعارضة وما يسمى بـ «الجيش الحر» الذي يعتبر الجناح العسكري للائتلاف وتلاشى دوره. وفي اليوم الذي أعلن عن تحرير معبر باب الهوى في 19 تموز عام 2012 وكان الهجوم قد دفع الإدارة الأميركية لوقف معوناتها العسكرية الى «الجيش الحر» واحتار المسؤولون الأميركيون حسب الصحافة الأميركية في وصف ما جرى وقال بعضهم انه انقلاب داخلي وفضل آخرون عدم تصديق فكرة ان هذا الجيش ينهار وان انهياره هو مقدمة لانهيار الائتلاف المعارض.

انه مصير ميليشيات لم يكتب لها ان تتحول الى جيش يمثل بديلاً عن الجيش السوري على رغم الرعاية الغربية والتركية والعربية لها تدريباً وتسليحاً وتوجيهاً.

وجاء منتدى موسكو في 26 كانون الثاني 2015 الذي أنهى ما يسمى بائتلاف المعارضة، وعمل الروس على استبعادهم من الحوار التشاوري ووضعوا فيتو عليه. كما استبعدوا التيار الإسلامي الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين علماً ان هذه الجماعة سعت عبر وساطات كثيرة الى دخول قاعة الحوار الا ان الروس رفضوا دعوتهم، وأوجدوا معارضة تملك خطاباً اكثر واقعية وقبولاً وتعترف بالظروف الانسانية الصعبة التي يعيشها السوريون منذ بدء الحرب والحصار الجائر الذي فرضته دول اوروبا والولايات المتحدة الاميركية وتعترف بأن الدولة هي الشعب الذي انتخب وهي الدستور وهي الجيش، معارضة لا يمكنها اعتبار السلطة هي هيئة الحكم الانتقالي التي تنتهك الدولة وتسقطها، معارضة تقوم على حصر انتقاد الحكومة وحصر الدعوة للاصلاح الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع وحفظ الدولة.

ويرى المراقب للشأن السياسي السوري ان أعضاء هيئة الائتلاف المعارض انكشفوا على حقيقتهم ووجدوا أنفسهم خارج المعادلة بما جنته أيديهم، وان لجان وحدات الحماية الكردية وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي حالياً هي أقوى فصيل مسلح في المعارضة الداخلية التي تعمل على حماية المناطق في شمال وشمال شرقي سورية وبالتنسيق مع الجيش السوري من تمدد التنظيم الارهابي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى