توافق صيني ـ هندي ـ روسي على ضرورة كبح طموحات فرض الهيمنة
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اعترف لأول مرة بمساهمة واشنطن في تسليم السلطة بأوكرانيا، ما يثبت تورطها في الانقلاب الحكومي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع «ريك» روسيا والهند والصين في بكين أمس إن هذا التصريح يعتبر «تأكيداً على أن الولايات المتحدة كانت متورطة منذ البداية بشكل مباشر في الانقلاب الموجه ضد الحكومة، الذي وصفه الرئيس أوباما حيادياً بـ»انتقال السلطة»».
وأشار الوزير الروسي إلى أن النبرة العسكرية لأوباما تدل على عزم واشنطن على الاستمرار قدماً في دعم نهج كييف نحو حل الأزمة باستخدام القوة. وقال: «النبرة التي كانت في هذا اللقاء أوباما مع الـ CNN تشير إلى أن واشنطن عازمة على الاستمرار في الدعم غير المشروط لسلطات كييف التي اعتمدت على الأغلب القمع والقوة نهجها لإنهاء الأزمة»، مذكراً بأن روسيا تصر على ضرورة إجراء حوار سلمي بين أطراف الأزمة.
ولفت لافروف إلى أن الغرب لا ينطق ببنت شفة حول تسوية الوضع بأوكرانيا، بل يدعم حصراً الخطوات السلبية لكييف، وقال إنه «في كل العالم، وفي أي أزمة يدعو شركاؤنا الغربيون إلى الحوار بين السلطات والمعارضة، في كل مكان، إن كان في اليمن أو العراق أو أفغانستان أو جنوب السودان، عملياً في كل مكان. لكن أوكرانيا تعتبر لسبب ما استثناء ولا يتحدث زملاؤنا عن أي حوار بل نجدهم يدعمون تصرفات كييف بأي وسيلة من دون انتقاد الخطوات السلبية التي تتخذها السلطات الأوكرانية».
وأكد لافروف أن روسيا، كونها جارة أوكرانيا وعضواً في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا، ستستمر بدعم جهود التسوية السلمية في دونباس. وقال: «يجب أن يكون هناك حوار مباشر، وسنعمل بفعالية على ذلك سواء بصفتنا طرفاً في مجموعة الاتصال أو كجار لأوكرانيا. وسنواصل بالطبع دعمنا للاقتصاد الأوكراني بصفتنا عضواً في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وكان الرئيس الأميركي قد أقر في مقابلة تلفزيونية مع قناة «CNN» أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط لتغيير الحكم في أوكرانيا، وأن العقوبات المفروضة على روسيا هدفها إضعاف الاقتصاد الروسي.
وفي السياق، أعلن لافروف أن روسيا تتفق مع الصين والهند على ضرورة التصدي للطموحات الرامية إلى استحواذ وضع استثنائي في العالم واستخلاص الدروس من الحرب العالمية الثانية. وقال إن أية دولة ليست قادرة على حل القضايا الناشئة في العالم من دون توحيد الجهود لكل الدول المعنية، مؤكداً الدور المركزي للأمم المتحدة في التعاون بشأن القضايا العالمية.
وأضاف لافروف إن روسيا والصين والهند اتفقت على تعزيز تنسيق عمل مندوبيها في الأمم المتحدة على مختلف الاتجاهات، مشيراً إلى أن الدول الثلاث تدعو باستمرار إلى تطوير الأمم المتحدة وإصلاحها.
كما أشار الوزير الروسي إلى التوصل إلى اتفاق حول تنسيق الخطوات بشأن تطوير مبادرة إقامة نظام جديد للأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمشاركة الدول كافة على أساس مبادئ الحياد والشفافية ووحدة الأمن.
وأشار بيان مشترك صادر عقب اللقاء الثلاثي إلى أن الوزراء الثلاثة يعربون عن أملهم في تسوية القضية النووية الإيرانية قريباً.
وجاء في البيان أن الوزراء أكدوا دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل شامل ودائم للقضية النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية السياسية ورحبوا بتمديد المفاوضات بين السداسية وإيران.
وأعلنت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج أنها اتفقت مع نظيريها الروسي والصيني على عقد الاجتماع الثلاثي المقبل نهاية العام الحالي في روسيا.
وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه نظيره الصيني وانغ يي أن العلاقات الروسية – الصينية تشهد مرحلة تصاعد غير مسبوق. وقال حول اللقاء المرتقب: «نحن نؤيد جدول أعمال الاجتماع، إذ جهز الخبراء قائمة مشبعة، متأكد من أننا سنستطيع اليوم مصادقتها». وأضاف أنه «خلال العام المنصرم بذلت وزارات خارجية بلداننا جهوداً كبيرة لتنفيذ الاتفاقات التي توصل لها رؤساء دولنا».
ولفت الوزير الروسي الى أن الحكومة الصينية تنوي تعزيز الاتصالات الاستراتيجية والعمل المشترك مع موسكو في الأطر التي جرى تحديدها على أعلى المستويات.
بدوره أكد الوزير الصيني أن الاحتفال بالذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية سيعطي زخماً إيجابياً لكل العالم. وقال: «يجب علينا النجاح في التعامل مع بؤر ساخنة مختلفة، تظهر الواحدة تلو الأخرى، وبذلك ننفذ التزاماتنا الدولية».