لبنان يودع شهداء حافلة زوار العتبات المقدسة والمواقف تؤكد أن الأعمال الإرهابية لن تثني قوى المقاومة عن مهماتها

ودّع لبنان أمس ستة شهداء قضوا في التفجير الإرهابي الذي استهدف باصاً للزوار في دمشق. مراسم التشييع جرت في بيروت والبقاع والنبطية. وانطلق موكب تشييع الشهيد قاسم فهد حاطوم من أمام منزله في برج البراجنة نحو جبانة الرادوف، حيث ووري في الثرى وشارك في التشييع حشد شعبي كبير والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل والنائب علي عمار الذي اعتبر «أنّ الجماعات الإرهابية مصرّة على التماهي مع الصهاينة في استباحة المنطقة، من خلال استهداف المدنيين، لضرب وحدة اللبنانيين»، مشيراً إلى «أنّ الباص الذي استهدف ليس الأول الذي يذهب لزيارة العتبات المقدسة»، ومذكراً «أننا استهدفنا ليس فقط في سورية إنما في الضاحية والبقاع وطرابلس وجبل محسن أيضاً».

وشيّع الشهيد الشيخ مهدي يوسف المقداد في روضة الحوراء في الغبيري، وقد تقبّل أهالي الشهيد التعازي بحضور النائب بلال فرحات وعدد من المرجعيات والحشود الشعبية.

وفي مدينة بعلبك شيّع الشهيد علي عباس بلوق وسط مشاركة كثيفة للأهل والاقارب. حيث انطلق موكب التشييع من حسينية آل بلوق في المدينة بمشاركة الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ورئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد وحشود سياسية وشعبية واسعة.

وفي مدينة النبطية شيّع الشهيد شادي طالب حوماني وسط مشاركة حاشدة من أبناء المنطقة حيث ووري في ثرى جبانتها، وكان شيّع الى جبانة الطيونة الشهيد محمد حسن ايوب بعد مراسم تشييع حاشدة كما شيع الشهيد محمد احمد المقداد في جبانة الاوزاعي حيث ووري في الثرى.

إلى ذلك، تواصلت المواقف المندّدة بجريمة اغتيال الزوار. وأكد الحزب السوري القومي الاجتماعي «أنّ التفجير الإرهابي الذي استهدف زواراً لبنانيين في دمشق، يندرج في سياق الأعمال الإجرامية التي تنفذها المجموعات الإرهابية المتطرفة بأمر عمليات من أجهزة استخباراتية دولية وإقليمية تقود دولها حرباً غاشمة على سورية وقوى المقاومة».

وقال في بيان: «لقد بات واضحاً أنّ الحرب التي تُشنّ ضدّ سورية وقوى المقاومة هي حرب إرهابية بامتياز، إذ إنها تقوم على تدمير البنى وقتل المدنيين والأطفال، من دون أيّ رادع إنساني أو أخلاقي، وهذا الأسلوب من الإجرام والقتل اعتمده العدو «الإسرائيلي» ضدّ شعبنا وأمتنا خصوصاً في فلسطين، وواضح أنّ «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الإرهابيّيْن وأخواتهما ينفذون أمر عمليات صادر عن العدو وأجهزة استخبارية دولية واقليمية، إضافة إلى كون المجموعات الإرهابية المتطرفة متعطشة لإراقة الدماء».

وأكد «أنّ الأعمال الإرهابية لن تثني قوى المقاومة عن مهماتها القومية ومقاومتها المشروعة ضدّ الاحتلال الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرف وداعميهم».

وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر: «إنّ هذا التفجير الإرهابي يتنافى مع كلّ المبادئ الإنسانية والدينية وأنّ المشروع التكفيري والصهيوني وجهان لعملة واحدة».

وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج «أنّ استهداف الحافلة اللبنانية في قلب دمشق مؤشر على أنّ التوتير سيستمرّ، وهذا عمل إجرامي على أشخاص لا علاقة لهم بالمشاكل السياسية».

ولم يستبعد رئيس تكتل بعلبك – الهرمل النائب حسين الموسوي «أن تكون جبهة النصرة نفذت الاعتداء بإيعاز من العدو «الاسرائيلي»، بهدف تعكير فرحة اللبنانيين بنصر عملية مزارع شبعا البطولية»، معتبراً «أن مثل هذه الاعتداءات قد تتكرر بواجهة تكفيرية وأوامر صهيونية».

وأكد «أن عملية مزارع شبعا، حطمت أحلام التكفيريين المحتضنين من قبل العدو الصهيوني، في أن تصمت المقاومة ويتكرر العدوان «الاسرائيلي»، فتنفتح لهم فرصة التقدم نحو دمشق»، مستنكراً القول: «إنها خرق للقرار 1701، وهو ما لم يصدر حتى عن مجلس الامن».

وقال عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر في تصريح له «لقد أطلّ الإرهاب الدموي مرة جديدة بأسلوب مجرم كما هي صنيعة العصابات التكفيرية التي تتناغم مع العدو «الإسرائيلي» في استهداف الأبرياء وتفتيت الدول العربية، فها هو الإرهاب يذبح المدنيين اللبنانيين من زوار المقامات المقدسة في سورية ويقتل الأبرياء الذين كانوا يقومون بواجب ديني مقدس، ونحن نتوقع من الإرهابيين كلّ شيء من الإجرام والقتل وسفك الدماء وتاريخهم الاسود يدلّ عليهم من خلال الجرائم التي ارتكبوها في لبنان وسورية والعراق وفي غير دولة عربية».

ورأى النائب سمير الجسر «في التفجير عملاً ارهابياً مرفوضاً بالمطلق».

وقال النائب روبير غانم في تصريح: «هذه الجريمة الشنيعة لا يقبلها أي دين ولا تقرّ بها أية تعاليم إيمانية، وإنّ الانتقام مستهجن عندما يطاول شريحة بريئة من الناس، التي لا علاقة لها بما يجري لا في سورية ولا في لبنان».

واعتبر النائب غازي العريضي «أنّ ثمة وعياً داخلياً على تخطي الصعوبات لاستكمال الحوار الذي بدأ بين حزب الله وتيار المستقبل رغم المواقف الأخيرة من عملية مزارع شبعا، وكذلك النائب وليد جنبلاط الذي كان حريصاً في اختيار التعابير ودقة العملية وموقعها الجغرافي، مذكراً بالخطر «الإسرائيلي» والخرق المستمر للقرار 1701 الذي لم تلتزم «إسرائيل» يوماً به».

وأكدت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية أن العدو الصهيوني يقف وراء هذا العمل الإجرامي بهدف الانتقام من المقاومة وجمهورها بواسطة عملائه في جبهة «النصرة»، وذلك بعد وقت قصير من الخطاب المهم والاستراتيجي الذي ألقاه السيد حسن نصر الله، إثر العملية النوعية للمقاومة في مزارع شبعا، والذي فرض خلاله معادلات ردعية جديدة في صراعه مع العدو كرّست التحوّل الاستراتيجي في موازين القوى لمصلحة منظومة المقاومة، وانهزام القوى الصهيونية، في حين أحيا خطاب السيد نصر الله روح المقاومة في نفوس جماهير الأمة مسقطاً بذلك ثقافة الاستسلام والتفتيت، موجهاً ضربة قاضية لحملة تشويه وشطب المقاومة والمحاولات الخبيثة لمذهبتها والتي استهدفت النيل من شعبيتها وشرعيتها الوطنية والقومية في مجابهة الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وشدد على «أنّ الجريمة الجديدة جاءت لتؤكد الترابط العضوي بين العدو الصهيوني و«جبهة النصرة» الإرهابي الذي تحوّل إلى جيش لحدي جديد ينفذ المخططات والمؤامرات الصهيونية لاستنزاف سورية المقاومة والعروبة ومحاولة إثارة الفتنة المذهبية لضرب قوى المقاومة اللبنانية والسورية والفلسطينية».

ورأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر «أنه مرة جديدة تؤكد العصابات الإرهابية التكفيرية أنها أدوات في خدمة المشروع الصهيوني من خلال استهدافها مواطنين لبنانيين أبرياء»، معتبراً «انّ هذا العمل الإجرامي المدان، يأتي بعد الصفعة التي تلقاها جنود الاحتلال الغاصب في مزارع شبعا على أيدي أبطال المقاومة».

ورأى حزب الاتحاد «أنّ ما تعرّض له عدد من الزوار، إجرام مخطط ورسالة صهيونية طاولت أبرياء في عملية تهدف إلى تأجيج الفتن والانقسامات الداخلية وإن إعلان «جبهة النصرة» عن تبنّيها لهذه الجريمة النكراء ما هو إلا انكشاف لأدوار هذه المجموعات في تنفيذ هذه الحرب المستعرة التي يرسمها الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة والغرب الاستعماري الذي أصبح المركز الموجه والآمر لتلك المجموعات يوجهها وفق مصالحه وإرادته»، لافتاً إلى «أنّ هذا الانفجار يكشف مدى الارتباط بين ذلك الإرهاب وهذا الكيان الغاصب، وإنْ حملت رايات إسلامية فالإسلام منها براء لأنّ سلوكها لا يتوافق مع شرعنا ولا مع قيمنا الإنسانية».

وأكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد «أنّ الجماعات الإرهابية التي تمارس القتل والتدمير والتخريب في سورية ولبنان والعراق ومصر واليمن وليبيا، وغيرها من الأقطار العربية، إنما تخدم المخطط الأميركي الصهيوني الهادف إلى إغراق هذه البلدان في الفوضى وصولاً إلى تقسيمها وتفتيتها، وتحويلها إلى محميات خاضعة للهيمنة الأميركية والصهيونية ولنفوذ الرجعية العربية».

وأشار إلى «أنّ التعاون بين «إسرائيل» والجماعات الإرهابية، ظهر بشكل واضح تماماً في الجولان، حيث لا يقتصر هذا التعاون على استقبال جرحى تلك الجماعات في مستشفيات فلسطين المحتلة، بل يتعداه إلى الجوانب الاستخباراتية والعسكرية».

ورأى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا في التفجير محاولة يائسة لتسعير الفتنة المذهبية التي يحرّض عليها اتباع مشروع الشرق الاوسط الكبير برعاية اميركية صهيونية».

ولفت المكتب السياسي في حزب الكتائب الى «أنّ الإرهاب واحد وهو يضرب في جرود عرسال، كما في منطقة العريش في سيناء، وكذلك في باريس، وأيضاً من خلال قتل الصحافي الياباني بدم بارد وفي شكل فائق الهمجية، وهذا يستدعي تعاوناً دولياً لإنهاء هذه الحالة الإرهابية الشاذة التي تمارس كل أنواع الجرائم ضد الانسانية».

وأكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، «وجوب تماسك جميع اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تعصف في المنطقة وتحيط بلبنان من كل حدب وصوب».

وأكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أنّ ما قامت وتقوم به هذه الجماعات التكفيرية والإرهابية في كل من سورية والعراق ولبنان يجري بالتنسيق والتكافل والتضامن مع العدو الصهيوني»، داعياً حكومات العالم العربي والإسلامي الى اتخاذ الموقف الشجاع والمسارعة إلى مواجهة هذه العصابات.

وأكد تجمع العلماء المسلمين في لبنان «أن الترابط الاستراتيجي بين هذه الجماعات والكيان الصهيوني جاء تعويضاً لهذا الكيان عن الهزيمة النكراء له في مزارع شبعا».

واستنكر التجمع الوطني الديمقراطي في لبنان في بيان «الاعتداء الارهابي ونوه بـ«الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى اسبوع شهداء القنيطرة»، معتبراً «أن السيد نصر الله أسقط المعادلة القديمة، وأرسى معادلة جديدة قوامها وحدة الساحات وميادين المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه التكفيريين الارهابيين».

ووصف رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين التفجير بالعمل الارهابي والوحشي المدان. ورأى تقي الدين «أن استهداف القافلة يؤكد تعاون جبهة النصرة مع العدو الإسرائيلي»، معتبراً «ان استهداف اللبنانيين في دمشق يتنافى مع كل المبادئ الانسانية والدينية».

ودان سفير السلام في العالم الدكتور خليل أحمد شداد التفجير الإرهابي، وعزّى بالشهداء وتمنى للجرحى الشفاء العاجل، معتبراً أنّ هذه الممارسات الإجرامية غريبة عن مجتمعنا وعن ثقافتنا وحضارتنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى