كفرام

ل.ن

عطفاً على النبذة التي كنّا نشرناها بتاريخ 23/10/2014 عن المدرسة التي كان أسسها الحزب في بلدة «كفرام»، وردتنا من منفذ عام دير الزور الأمين عبد الوهاب بعاج المعلومات الآتية التي ننشرها هنا، ففيها تتضح الصعوبات التي كانت تواجه الرفقاء الذين نشطوا حزبياً في الشام في خمسينات القرن الماضي، ومن أعمالهم تأسيس مدارس في عدد من البلدات التي لم تكن وصلت إليها الطرقات المعبدة، والكهرباء، وباقي الإنجازات العمرانية التي أنجزت لاحقاً.

« في صيف 1952 كنت في دمشق متهيئاً لمغادرتها الى دير الزور، حيث التقاني الأمين علاء الدين حريب ، وطلب مني عدم السفر الى دير الزور ومرافقته الى كفرام، حيث يعمل مديراً لمدرسة الحزب هناك، وذلك لمساعدته بوضع أسئلة امتحان اللغة الإنكليزية لطلبة الدورة التكميلية.

في اليوم التالي انطلقنا الى حمص فوصلنا ظهراً. وفي الكراج الذي تنطلق منه الرحلة الى كفرام، وهي رحلة وحيدة تغادر حمص في الثانية بعد الظهر، لتعود في اليوم التالي صباحاً.

حان الوقت وجلسنا الى جانب السائق في هذه البوسطة الباصات كما كانت تسمى تلك الأيام . بعد مغادرة حمص المدينة وإذ بنا نمتطي ظهور مرتفعات الجبال، حيث لا طريق معلوماً، ولا مرسوماً على الأرض، يعتمد السائق على معرفته بالمناطق والأراضي، مر بنا الى مرتفع ذي انحدار عال خطير، وإذ بالسائق يحدثنا بأن المالك السابق لهذه البوسطة تدهور وقتل على هذا الطريق، وتركت صورته على هذا المقود، وأشار الى الصورة.

المفاجأة لنا كانت الصورة التي تعود الى الرفيق أسعد حاج كمال، ناظر تدريب منفذية دير الزور كنت أوردت في النبذة عن تاريخ الحزب بدير الزور، أن الرفيق أسعد كان يملك وأهله سيارات نقل البوسطات .

فما كان منا إلا أن صححنا المعلومة، بأن المالك السابق لم يتوف، وهو على قيد الحياة، قد يكون الحادث لشخص آخر.

وصلنا القرية عند الغروب واستُقبلنا في بيت مجاور لمبنى المدرسة على ضوء قناديل ولمبات الكاز.

وبعد استراحة دُعينا الى طاولة العشاء. الطاولة خشبية نصف ارتفاع مع كراسي صغيرة تحلقنا حولها. كانت عامرة بالصحون المتنوعة، ولما كانت الأنوار لا تساعد على التمييز بين صنف وآخر، إنما الحكم هو التذوق بعد إدخال اللقمة الى الفم، وهنا كانت المفاجأة حيث المأكولات جلّها من البطاطا مقلي ، متبل، سلطة …إلخ

لم أستطع ليلاً أداء العمل المطلوب، لأن الإنارة كما قلت تعتمد على بعض من القناديل وهي قليلة. وانتظرت لهذا العمل صباحاً.

كانت منامتنا على سطح مبنى المدرسة، باعتبار الدنيا صيف والجو ملائم لمثل هذه النومة.

أوقظنا مع أشعة الشمس، وطلب منا نزع أغطية اللحاف الذي كنا نتغطى به، باعتبار أن النسوة كانت تجهز طبخ عصير العنب، لتفرش على الأغطية فتشكل منه رقائق طيبة المذاق.

بمثل هذه المواقع عمل الحزب وأسس المدارس التي وصلت الى الناس، حيث هم لا يستطيعون الوصول إليها. حيث هي.

أديت مهمتي وعدت منفرداً الى حمص ـ دير الزور.

من مدينة الميادين دير الزور . تولى في الحزب مسؤوليات مركزية منها عمدة الداخلية. غادر إلى البرازيل ثم إلى الولايات المتحدة وأمضى سنواته الأخيرة في ولاية فلوريدا حيث وافته المنية، وفيها ووري في الثرى. سبق أن كتبت عنه، ولمزيد من الاطلاع الدخول الى أرشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى