أنا الشهيد… جهاد عماد مغنية
د. سلوى خليل الأمين
انتظرتني… يا أبي
كي تمسح آثار الليل عن جفوني
وتفتح لروحي ممرات السماء… الآمنة.
انتظرتني يا أبي
كي أسلّمك الوصية… وصيتك
وأيقونة الشهادة… وحب الوطن.
انتظرتني يا أبي
على أبواب الجنة… وبيدي نذري
وشعلة ضوء… وترنيمة صلاة
والحق… المرسوم على الجباه
رايات نصر… واشتياق.
ها أنا ذا يا أبي… أحمل لك السلام
من الأرض التي… عانقت فروض العمر
وأبجدية السماء…
فمنها… تعلمت أن أكون هنا
وفوق سطورها… كتبت عناوين الموت…
رحلة انتصار
رفعتها على فوهة البندقية… أسرار نضال
ورسمتها مساحات آمنة… لحرية
لم تسمع همس نعالنا… وضجيج صبرنا…
والصمت الذي هو أبلغ… من كلّ الكلام.
سميتني جهاد يا أبي… وعلّمتني الجهاد
ووسمتني مجاهداً…
كي أحفر في حقول التبغ… أناشيد الكرامات
وأزرع حول شواهد القبور… شقائق النعمان
وورداً… يليق بأنامل أمي… وجدتي…
وكل الأحباب… والرفاق.
أنا جهاد.. يا أبي
أنا الشهيد… ابن الشهيد
أنا فتى الليالي الملاح… العابر خطوط النار
ومسارات الأحزان
أنا الواقف في وجه الشمس… والنعاس
أنا من خط على جبين الماء… قصص البطولات…
والفوارس الشجعان
أنا من رشق فراشات الزهر
بعبير وجهك… والمدى.
أنا صرخة الفجر المنادي… «هيهات منا الذلة»
وهيهات أن نحيد عن درب النضال…
ومآذن القدس العتيقة
وآجراس بيت لحم…
ومذود من تكلم في المهد صبيا
وديار… تشرق فيها الشمس،
وتقيم الصلاة… نشيد انتصار
كي تبقى فلسطين… في الذاكرة،
بوصلة… وجهاد
ودرب البدايات… والنهايات.