فشل خطة السنيورة لتفخيخ حوار «المستقبل» مع حزب الله بروجردي: المقاومة محور موحد في الردّ على «إسرائيل»
كتب المحرر السياسي:
تداعيات المواجهة التي بلغت حافة الحرب بين المقاومة وجيش الاحتلال، خلال الأسبوعين الماضيين، والنتائج التي أفرزتها خصوصاً بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والمعادلات الجديدة التي رسمها لقواعد الاشتباك الجديدة مع الاحتلال، سواء لجهة إسقاط منطق تفكيك الساحات والميادين، وتأكيد الترابط العضوي بينها، أو لجهة عدم الالتزام بقواعد الاشتباك السابقة، واعتبارها غير قائمة إذا ما أقدم الاحتلال على ارتكاب أي حماقة باستهداف المقاومة ورجالها.
الأبرز كان ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي عن ترابط الجبهات وتأكيد معادلات السيد نصرالله، خصوصاً لجهة أنّ المقاومة محور واحد وليست أطرافاً متحالفة، وستتعامل مع أيّ عدوان بوحدة الجبهات ووحدة القدرات بين أطرافها كمحور واحد، وكذلك لجهة الوضوح في تأكيد عزم إيران على المشاركة في أيّ ردّ على «إسرائيل» أمام ايّ عدوان، مؤكداً استقلالية حزب الله في اتخاذ قراراته، والثقة والدعم اللذين يحوزهما من القيادة الإيرانية كأهمّ قوة مقاومة وقدرة ردع في وجه «إسرائيل» وغطرستها.
في مقابل الاحتضان الإيراني لمعادلات السيد نصرالله، شهد لبنان محاولة حثيثة لنسف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، ليظهر انهيار الحوار وما يمكن أن يليه من توتير للعلاقات السياسية والطائفية كثمرة لعملية مزارع شبعا، ما يسمح بخوض حرب سياسية وإعلامية على المقاومة وتدفيعها فاتورة لم تستطع «إسرائيل» جعلها تدفعها، وقاد هذه الحملة الرئيس فؤاد السنيورة، محاولاً تحشيد أصوات مناصرة لجعل جلسة الحوار اليوم، ذات بند واحد على جدول أعمالها هو عملية المقاومة في مزارع شبعا وكلام السيد نصرالله عن سقوط قواعد الاشتباك، رهاناً على النتائج السلبية لفتح النقاش وصولاً إلى تفجير الحوار ونسفه، إلا أنّ الرئيس نبيه بري دخل على الخط ونزع الفتيل وثبت قواعد الحوار بما لا يطاول القضايا الخلافية، ومنها كما هو متفق عليه، قضيتا سلاح المقاومة، ومشاركة حزب الله في القتال في سورية، وما هو مطروح تحت عنوان عملية المزارع وكلام السيد نصرالله يندرج تحت عنوان ما اتفق على تحييده من موضوعات الحوار.
نجا الحوار من متفجرة السنيورة، لكن الحكومة لم تنج من عبوة الحوض الرابع لمرفأ بيروت، التي تحوّلت مع إضراب نقابة مالكي الشاحنات وسائقيها، الذي بدأ أمس، والمواقف السياسية والنقابية، إلى عامل ضاغط على الحكومة المرتبكة التي لا زالت تخشى إدراج الملف على جدول أعمالها لمناقشته، بينما توزع وزراؤها بين مدافع عن عملية الردم التي تسبّبت بالتحركات النقابية، وبين متسائل يطلب الإيضاحات ويخشى التصريح بطلب بحث الأمر في مجلس الوزراء.
تلتئم الجلسة الخامسة للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل اليوم في عين التينة، لاستكمال البحث في الوضع الأمني وتخفيف الاحتقان المذهبي، وإزالة الشعارات الحزبية من بيروت، والتي من المرجح أن يبدأ العمل على إزالتها يوم الخميس المقبل.
عين التينة: أجواء الحوار إيجابية
وأكدت مصادر عين التينة لـ«البناء» أن «الأجواء ستكون إيجابية وأن الحوار سيستمر، لا سيما أن الفريقين اتفقا على استبعاد الملفات المتعلقة بسلاح حزب الله، والمحكمة الدولية، وتدخله في الأزمة السورية»، مشيرة إلى «أن اعتداء القنيطرة وعملية شبعا التي نفذها حزب الله ضد العدو الإسرائيلي، وخطاب الأمين العام للحزب عن قواعد الاشتباك تدخل في هذه الملفات». وقالت المصادر إن الأجواء التي ترافقت مع التطورات الأمنية الأخيرة لا تستدعي حضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة بل سيحضرها وزير المال علي حسن خليل.
إلا أن التطورات المذكورة ستخيم على جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء مع حرص كل المكونات الحكومية على عدم هز الحكومة.
وفي السياق، أكد وزير العدل أشرف ريفي لـ«البناء» «أنه بالخط العريض لا أحد يريد من الأفرقاء السياسيين أن يفجر الحكومة»، رافضاً التعليق على جلسة الحوار بين حزب الله و«المستقبل» .
في الأثناء استمرت الحماوة على محاور البقاع الشمالي حيث واصل الجيش اللبناني قصف مواقع المسلحين في جرود رأس بعلبك.
مخطط فتنوي لـ«النصرة» في شبعا
وبالتوازي أكدت مصادر أمنية لـ«البناء»، أن «جبهة النصرة تحضّر لعمل أمني كبير وأشبه بهجوم واسع من شبعا وصولاً إلى قرى عدة في قضاء راشيا مروراً بمنطقة العرقوب عين عطا، راشيا، عيحا، كفرقوق وينطا » لإحداث فتنة مذهبية، وتوقعت المصادر حصول «معارك عنيفة»، في تلك المنطقة حيث الطبيعة الجغرافية تساعد على ذلك من حيث المواجهة والصمود. إلا أن تخطي «النصرة» لتلك القرى سيجعلها على تماس مباشر مع قرى أخرى تتوزع فيها مخيمات النازحين السوريين في شكل كبير ولافت، خصوصاً في كل من كفردنيس والرفيد وخربة روحا ومذوخا في قضاء راشيا، فضلاً عن الانتشار الكثيف للشقق المستأجرة في راشيا وضهر الأحمر، إضافة إلى القرعون وبعلول ولالا وجب جنين وكامد اللوز وغزة وحوش الحريمة والروضة والصويرة والمرج في البقاع الغربي، وصولاً إلى برالياس ومجدل عنجر وديرزنون وكفر زبد، الأمر الذي وجدت فيه «جهات استخبارية مكاناً آمناً» يوفر للمجموعات التكفيرية المهاجمة «بيئة حاضنة» كبيرة تمكنها من التحصن في هذه القرى، والضغط عسكرياً على مدينة زحلة وسهل البقاع».
في المقابل لفتت أوساط مقربة من القوى السياسية الفاعلة في منطقة البقاع لـ«البناء»، أن «اجتماعاً عقد بين ممثلين عن هذه القوى مع ممثلين عن حزب الله، قبل أشهر، طرحت خلاله هذه «الفرضية» باعتبار أنَّ المنطقة الممتدة من بلدة شبعا وصولاً إلى البقاع الغربي هي نقطة ضعف عسكرية، إلا أن الحزب طمأن المجتمعين إلى وجود تغطية عسكرية لكل تلك المناطق».
وأشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إلى «أن الإسرائيلي قام بعمل أحمق في القنيطرة وكان من حق محور المقاومة أن يرد عليه، وهذا ما عبر عنه الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله بكل شفافية، بأن أي شخص يصاب بأي مكروه من حزب الله أو من اللبنانيين، سوف يكون الرد قاسياً على إسرائيل في أي مكان وليس بالضرورة في المكان نفسه الذي تم فيه الاعتداء». وأكد بروجودي في حديث تلفزيوني، «أن المقاومة هي محور موحد والجبهة موحدة ولهذا السبب سنكون أيضاً نحن على جاهزية للرد على أي اعتداء إسرائيلي على هذا المحور». وقال: «نثق بـ»حزب الله» ومنذ عام 1948 لم نجد مقاومة أقوى منه في ردع إسرائيل»، لافتاً إلى «أن حزب الله تلقى الدعم من إيران وهو يستحق كل هذه الانتصارات، لأنه مع حركة حماس جعل من إسرائيل الجبهة المهزومة، بعدد صغير من المقاتلين». وسأل: «كيف نضغط على حزب الله الصديق والذي لدينا علاقة كبيرة معه للرد أو لاتخاذ أي قرار»؟، مؤكداً «أن حزب الله مستقل بأخذ القرارات في السلم والحرب، وهو لا ينتظر إذناً من أحد، وهو يملك ما يكفيه من الخبرات والأسلحة لخوض حرب يكون فيها النصر حليفاً له».
ومساء أمس، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن قوات الاحتلال «الإسرائيلي» أطلقت قنبلتين مضيئتين فوق موقع الرادار المشرف على بلدة شبعا.
ردم المرفأ يتفاعل
في الشؤون الداخلية، استمرت قضية ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت تتفاعل، في ظل الإضراب المفتوح الذي بدأته نقابة مالكي الشاحنات العمومية في المرفأ، فيما ترددت معلومات عن إمكان الوصول إلى حل لهذه القضية خلال اليومين المقبلين.
وفيما رجح وزير الاقتصاد آلان حكيم أن يطرح هذا الموضوع من خارج جدول الأعمال، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «أن الملف لن يطرح في الجلسة، وهو لم يطرح في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على النقاش، وكل ما حصل هو أن وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب طرح سؤالاً حول الملف، وأنا طرحت سؤالاً، ولم يتعد الأمر أكثر من ذلك».
وكان رئيس الحكومة تمام سلام عقد اجتماعاً أمس حضره النائب البطريركي العام المطران بولس صياح في حضور الوزير بو صعب، وتناول البحث موضوع الردم. وأكد بوصعب لـ «البناء» أنّ أجواء الاجتماع كانت إيجابية، معرباً عن ثقته «بأنّ رئيس الحكومة سيتخذ الإجراء المناسب للوصول إلى حلّ لهذه القضية». وعما إذا كانت الأمور ذاهبة باتجاه استكمال أعمال الردم أم وقفه، أجاب: «نحن نعمل في الوقت الحالي على تجميد التصعيد لمتابعة الحوار مع المعنيين بالقضية ونأمل في الوصول إلى حلّ في وقت قريب». كما أعلن أنّ اجتماعاً سيعقد في بكركي اليوم لإطلاع المشاركين على أجواء الاجتماع مع الرئيس سلام.
وكان حضر إلى المرفأ صباح أمس رئيس نقابة مالكي الشاحنات العمومية نعيم صوايا وأعضاء مجلس النقابة وحشد من مخلصي البضائع والوكلاء وأصحاب المصالح بحيث عملوا على تنظيم الإضراب الذي تميّز بالانضباط ولم يسجل أيّ خلل وتوقفت أعمال إخراج البضائع والمستوعبات من حرم المرفأ وإدخالها إليه، ما أدّى إلى شلّ الحركة في هذا المرفق. وشارك في الإضراب ممثلون عن الأحزاب والتيارات السياسية أبرزها الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله والتيار الوطني الحر والمرده والطاشناق والكتائب.
وكرّر صوايا المطالبة بـ»وقف العمل في ردم الحوض الرابع وتشريد آلاف العائلات اللبنانية من كلّ الطوائف والفئات من دون تمييز»، مشدّداً على «أنّ الإضراب مستمرّ حتى إدراج هذا الملف على جدول أعمال مجلس الوزراء».
وأكد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي نجيب خنيصر «أنّ هدف مشاركته هو تأكيد موقف الحزب ورئيسه النائب أسعد حردان الداعم للحالة النقابية في وجه الإجحاف الحاصل في حقّ النقابات». واعتبر أن «إصرار إدارة المرفأ على مخالفة القوانين والتلزيم بالتراضي يطرح تساؤلات عدة حول أهداف الردم».
مشروع حل للمصروفين
وعلى صعيد معيشي آخر، أفضى الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة شركة كازينو لبنان في مبنى «شركة انترا» في بيروت، إلى إعادة النظر بملفات المصروفين من الكازينو كل على حدة، اعتباراً من اليوم مع حوافز مالية سخية لمن يصرف تتعلق بعامل السن والخبرة.
أما بالنسبة للمرضى فقد تتم إحالتهم إلى لجنة طبية تحدد وضع المريض، وفي حال المرض الدائم يستمر بالعمل في الكازينو مع جميع حقوقه.
وعلمت «البناء» أنه «تم الاتفاق نتيجة الجهود التي قام بها وزير العمل سجعان قزي مع المعنيين وفي طليعتهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على مسودة اتفاق قابل أن يرى النور وهو قائم على ثلاث نقاط: الأولى، تتعلق بفتح الكازينو. الثانية، تتعلق بإعادة درس ملفات المصروفين الـ 191 لمعرفة ما إذا كانت هناك مظلومية وقعت على البعض وإعادة النظر في العدد. والنقطة الثالثة تتعلق بمضاعفة التعويضات للذين سيصرفون».
ويعقد اجتماع اليوم في مكتب وزير العمل يضم إدارة الكازينو، والنقابات لإبرام التفاهم وإلا ستواصل أجهزة وزارة العمل مهمتها الطبيعية خارج إطار الوساطة.