أضرار جسيمة في المواقع الأثرية السوريّة بفعل التنقيب السرّي والسرقات والاعتداءات الإرهابيّة

كتبت ميس العاني من دمشق سانا : أظهر التقرير الذي نشرته المديرية العامة للآثار والمتاحف على موقعها الإلكتروني الأضرار التي طالت المواقع الأثرية السورية خلال الربع الأخير من العام المنصرم، بسبب عمليات التنقيب السري والسرقات والاعتداءات الإرهابية. وقال الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف إن الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية السورية شملت أربع حالات مهمة يتم التركيز عليها من خلال الإحصائيات، أولها الاعتداءات الإرهابية، وأكثر المتضررين منها مدينة حلب القديمة إذ تعرض فيها 193 مبنى أثرياً للأضرار بمستويات مختلفة بين خفيفة وقاسية. وأشار إلى أن الأضرار مواقع ثانية متفرقة في حمص القديمة وبصرى وتدمر تبقى تحت السيطرة، مقارنة مع حلب، لكنها في الوقت نفسه تكلف أموالاً باهظة، فترميم جدار أثري توازي كلفته بناء مدرسة كاملة. أما الحالة الثانية فهي التنقيب السري وعصابات الآثار المسلحة التي عاثت فساداً في عشرات من المواقع الأثرية، خاصة في دير الزور، مثل ماري ودورا أوروبويس، أو أفاميا في حماة، أو وادي اليرموك في درعا، إضافة إلى موقع تل عجاجة في جنوب الحسكة الذي تعرض للتدمير والسرقة على يد تنظيم «داعش» الإرهابي.

كشف عبد الكريم أيضاً عن وجود نوع ثالث من الأضرار ظهر خلال الأزمة هو تدمير المباني الأثرية وتكسير الحجارة بهدف البناء الحديث، وهذه ظاهرة مستفحلة عن طريق تكسير المواقع الأثرية وتحويلها إلى حجارة صغيرة وبيعها، خاصة في المدن المنسية في إدلب، مشيراً إلى جهود المديرية من خلال موظفيها والفعاليات الشعبية بغية السيطرة على الظاهرة إذ حققت نجاحات ملموسة من خلال التخفيف وأحياناً وقف الظاهرة في العديد من المواقع. والحالة الرابعة بحسب عبد الكريم هي عمليات التدمير التي كانت تتم لأهداف أيديولوجية وتكفيرية متمثلة في تدمير عشرات الأضرحة من قبل تنظيم «داعش» والمجموعات الإرهابية المتطرفة أو تماثيل أثرية تعود إلى فترات ما قبل الإسلام. ولفت إلى تعاون المجتمع المحلي في مختلف المحافظات إذ قدم أفراده المؤازرة لمديرية الآثار والمتاحف في منع التنقيب وتدمير مئات المواقع الأثرية.

بلغ مجموع المواقع الأثرية المتضررة في شرق سورية 104 مواقع أثرية، ففي ريف الرقة في منطقة تل الشيخ حسن، كشف موقع المديرية عن تنقيبات غير شرعية، إضافة إلى تفجير المقامات وفي مدينة الرقة تعرض المتحف لأضرار كبيرة بفعل الاعتداءات الإرهابية. أما في ريف دير الزور فتوسعت الأضرار حتى شملت مواقع تل طابوس وتل معدان عتيق وتل السن وماري ودورا أوروبويس وقلعة الرحبة التي طالتها أعمال حفريات وتنقيب سري وتجريف. وكانت لريف الحسكة الحصة الكبرى من الأضرار، إذ تعرض ما يزيد على ستين موقعاً أثرياً لأضرار متنوعة شملت التنقيب السري والحفريات والبناء المخالف والسرقات التي شملت القطع الأثرية والأدوات التي كانت تستخدمها البعثات في العمل، ومن أبرز المواقع التي تعرضت لأضرار في ريف الحسكة مواقع تل جحاش-رأس العين و قبة منصور وتل براك وتل السليمان. أما في المنطقة الشمالية فبلغ عدد المواقع المتضررة 39 موقعاً، ففي ريف إدلب تعرضت مواقع البارة وسرجيلا وقلعة حارم وكفر حوار لأضرار مختلفة شملت تكسير حجارة وأعمدة أثرية وإشادة أبنية جديدة عليها وسرقات لمعدات التنقيب.

لم يختلف المشهد كثيراً في حلب التي تعرضت لأضرار جسيمة في المدينة القديمة والمتحف وجامع السلطانية وسوق السويقة، كما طالت الأضرار ريف حلب حيث تعرضت قلعة نجم وبراد وجبل خالد لتنقيبات سرية ومخالفات بناء. بينما تعرضت أضرحة كل من الشيخ العقيلي المنبجي وأضرحة شهاب الدين وتل عزاز وتل صوران وتل دابق وضريح النبي داوود للتدمير الكامل على أيدي الإرهابيين. وفي جبل سمعان تعرضت مواقع تقلا ورفادة ودير سمعان لبناء مقالع حجرية وتشويه المحيط الثقافي.

فيما انخفض عدد المواقع الأثرية المتضررة في المنطقة الوسطى ليصل إلى تسعة مواقع تركزت في ريف حمص وتدمر، خاصة في تل الطيبة الأثري وقصر الحير الشرقي والمدافن الأثرية البيزنطية. كما تعرضت للسرقة المدافن الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية في تدمر، وسرقت محتويات متحف التقاليد الشعبية فيها ومعدات البعثات الأجنبية في المستودع الأثري القديم.

في المنطقة الجنوبية بلغ مجموع المواقع المتضررة من الاعتداءات الإرهابية خمسة عشر موقعاً تركزت في درعا وريفها، خاصة في طاحونة المزيريب وقلعة تل شهاب، إضافة إلى حفريات وتنقيب سري في خراب الشحم والقصير وخربة السامرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى