مزارعو البقاع: وزارة الزراعة تركتنا

البقاع ـ أحمد موسى

تُجمع النقابات الزراعية والمزارعون في البقاع على أن العاصفة الثلجية «زينة» التي ضربت لبنان أخيراً، فعلت فعلها، وبانت أضرارها التي خلفتها في البيوت البلاستيكية المجهزة لزراعة شتول الملفوف والقرنبيط وغيرها من الزراعات الخضرية، تمهيداً لنقلها وزرعها في الخارج وسط الحقول والمساحات الزراعية، بعد نضوجها ونمائها إلى حين بلوغ طولها الـ15سنتم.

الترشيشي

رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي نبّه إلى الأضرار الزراعية التي لحقت بالقطاع الزراعي وبدأت ملامحها تظهر تباعا،ً بخاصةً على البيوت البلاستيكية والبطاطا والزراعات الجديدة التي عمد المزارعون إلى زراعتها فأصابها اليباس بسبب الصقيع، أما البطاطا التي تكدّست في المستودعات فسببها ووفق الترشيشي عدم التصدير، كاشفاً أن مصر رفضت إدخال برادين من العنب بسبب وجود مادة القطن 5Kgs في كل براد، وهي كمية مخصصة في حفظ التبريد، مشيراً إلى أنه لم يبقَ مسؤول في الدولة اللبنانية والوزارات المختصة إلا واتصل لتسهيل دخول البرادين لكنهم فشلوا وأصرت مصر على منع دخولهم وإعادتهم، مع أن السوق المصري تحتاج إلى هذا النوع من الفاكهة العنب ولا تتعارض مع زراعاتها، علماً أن السوق اللبنانية أغرقت بالبطاطا المصرية ولا من يحرك ساكناً، بل على العكس فإن مستودعاتنا مكدّسة بالبطاطا وهي تكفي السوق اللبنانية لشهرين، في حين أغرقت أسواقنا بالبطاطا المستوردة من الخارج، متهماً وزارة الزراعة بدعم الاستيراد على حساب قطاعنا الزراعي وإنتاجنا من الزراعة وخصوصاً البطاطا، حيث هناك أكثر من 10 آلاف طنّ من البطاطا اللبنانية بحاجة إلى تصدير. وهنا طالب الترشيشي وزارة الزراعة والمعنيين بوقف استيرادها لشهرين لتصريف منتجاتنا منها، حيث أشار إلى أنها بدأ يصيبها التلف بسبب البرودة التي لم تكن مستودعاتنا مجهزة ومهيئة لدرجة حرارة متدنية جداً كالتي أعقبت عاصفة زينة وتجاوزت الـ14 درجة تحت الصفر.

طربين

لم تقتصر خسائر العاصفة زينة على مزارعي الخضار والفاكهة، بل إن مزارع الأبقار والأغنام لا تقل أضرارها فأصابها «تسونامي زينة» وفعل فعله، بين تدمير في المزارع وموت للأبقار والمواشي والأغنام، تماماً كما حصل مع حسين طربين الذي يملك مزرعة للأبقار في بلدة لالا في البقاع الغربي تحوي قرابة الـ100 رأس بقر أكثر من 300 رأس غنم، حيث مات بسبب العاصفة حوالى 20 رأس بقر بين كبير وصغير. ويلفت طربين في لقائه مع «البناء» إلى غياب الوزارة المعنية في الكشف على الأضرار التي أصابت مزرعته كبناء وكضرر في الأبقار التي نفقت جراء الصقيع وتدمير جزء من المزرعة، مقدراً خسائره بأكثر من 50 مليون ليرة لبنانية. وطالب طربين وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة اللتين لم تكلّفا لجنة للكشف على ما أصابنا وأصاب مزارعين آخرين، وأن تعمل على الكشف والتعويض على ما أصابنا من خسائر.

الزغبي

الخبير الزراعي بلال الزغبي لفت الانتباه إلى أن العاصفة الثلجية شكلت مساراً واسعاً من الفوائد والحسنات على قطاع الأشجار المثمرة، حيث من شأن هذه العاصفة تأخير تفتح براعم هذه الأشجار باكراً، التي كان من شأنها أن يجعلها عرضة للإصابة بموجات الصقيع لا سيما خلال الشهر المقبل، بحيث يصيبها بالهلاك ويقضي على إنتاجها، كما جرى وحصل العام الماضي، إلا أن ضررها أصاب الزراعات داخل البيوت البلاستيكية بعد إصابتها بالتلف وبالتالي هناك خسائر مالية فادحة أصابت المزارعين. إلى جانب فوائد هذه العاصفة في نمو ونضوج الزراعات الشتوية وفي مقدمها القمح والشعير وغيرها، فضلاً عن رفع مستوى المياه في المجمعات المائية والسدود والبحيرات، وفي الخزانات الجوفية والآبار الارتوازية، وانعكاساتها الإيجابية على القطاع الزراعي بمجمله وعلى قطاع إنتاج الكهرباء من معامل الإنتاج المائية.

الزهران

الأضرار التي خلفتها العاصفة الثلجية في القطاع الزراعي، اقتصرت على انهيار وتدمير مئات البيوت البلاستيكية، المستخدمة في زراعة شتول الملفوف والقرنبيط، تمهيداً لنقلها وزراعتها في الحقول والمساحات الزراعية الخارجية بعد نضوجها ونمائها إلى حين بلوغها الـ15سنتم، نظراً لهلاكها نتيجة موجات الصقيع التي تدنت درجاتها إلى حدود الـ17 درجة مئوية تحت الصفر في فترات متعددة، وفق ما قاله لـ«البناء» المزارع علي الزهران الذي يملك مشتلاً داخل الخيم البلاستيكية في بلدة غزة في البقاع الغربي.

الزهران الذي وجدناه يتنقل بين مشاتله متفقداً خسائره التي تجاوزت الـ50 ألفاً من الدولارات، وجد نفسه بين مطرقة تقديرات متدنية من لجنة انتدبتها قائمقامية البقاع الغربي وسندان غياب وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة اللتين برز غيابهما حتى عن إرسال لجنة للكشف عن أضرار العاصفة والهلاك الذي أصاب المزروعات.

وفيما لفت الزهران إلى أن كلفة الترميم لمشتله تتجاوز الـ10 آلاف دولار، طالب وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة بالنظر إلى معاناتهم والتعويض على عشرات المزارعين جراء العاصفة وما خلفته من أضرر وخسائر مالية يصعب الاستمرار معها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى