صحافة عبرية
عقب إعلان وليام شيباس، المراقب الأممي عن استقالته من رئاسة لجنة الأمم المتحدة لتقصي حقائق حرب «الجرف الصامد» الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزّة، وذلك بعد اتهامه بالتحيّز بسبب عمل استشاريّ قام به لحساب منظمة التحرير الفلسطينية عام 2012، رحبت «إسرائيل» بالاستقالة، إذ قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو، إنه بعد استقالة شيباس، يجب وضع تقرير اللجنة على الرف.
وقال نتانياهو خلال تصريحات نقلتها «الإذاعة العامة الإسرائيلية»، إن اللجنة أعدت بمبادرة من مجلس حقوق الإنسان الأممي وهو هيئة معادية لـ«إسرائيل» أثبتت أن ما من صلة تربط بينها وبين حقوق الإنسان. وأكد وجوب إخضاع «حماس» ومنظمة إرهابية أخرى وأنظمة حكم إرهابية للتحقيق، لا «إسرائيل» التي التزمت القانون الدولي. مشدّداً على أن «إسرائيل» تواصل الدفاع عن نفسها في وجه الإرهاب الممارس ضدّها في جميع الجبهات.
وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية «الإسرائيلي» اليميني المتطرّف آفيغادور ليبرمان، أن استقالة شيباس تبرهن أنه حتى الهيئات الدولية الأشد نفاقاً لا تتمكن من التغاضي عن كون تعيين شيباس يشابه تعيين قابيل لتحقيق في مقتل هابيل. وبدوره دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ياريف ليفين إلى حلّ لجنة التحقيق الأممية كلياً، معتبراً أن تعيين شيباس رئيساً لها كان خاطئاً من أساسه.
نتنياهو رئيس الحكومة المقبل لو أجريت الانتخابات اليوم
ذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية، أن قصص الفساد في بيوت رئيس الوزراء لا تؤثر على الناخبين. فعندما يكون الحديث سياسياً ـ أمنياً، فإن زعيم «الليكود» وأصدقاءه يستطيعون إعداد أنفسهم لولاية الثالثة على التوالي في السلطة.
وقالت الصحيفة: بقي تقريباً 40 يوماً للانتخابات، وهذه هي صورة الوضع الانتخابي في «إسرائيل»، قائمة «الليكود» تنتعش بشكل كبير، بنيامين نتنياهو يوسع من الفجوة الشخصية بينه وبين خصمه الأساسي، يتسحاك هرتسوغ، الاحزاب الدينية الثلاث ثابتة على 18 مقعداً ـ وهو عدد مقاعدهم في «الكنيست» الحالية وأحزاب الوسط فقدت سويّاً أربعة مقاعد.
باختصار: إذا أجريت الانتخابات اليوم، نتنياهو سيكون رئيس الوزراء المقبل، سيحقق ذلك من دون أدنى شك، ومن دون تعب أكثر من اللازم لدى رئيس الدولة ريفلين.
استطلاع «هاآرتس» الذي أجري يوم الأحد الماضي بوساطة معهد «ديالوغ»، بإشراف البروفسور كميل فوكس من جامعة «تل أبيب»، يجسّد ما تعلمناه من المنطق والتجربة السياسية سلفاً، عندما يكون جوهر الكلام سياسياً ـ أمنياً، حتى لو كان مشحوناً بالنقد الموجّه نحو نتنياهو، مثل رحلته المقبلة إلى الكونغرس. فإن هذا هو مجال المعيشة المريح والمكتمل له. وطالما أن مكان الموضوع الاجتماعي الاقتصادي يستمر في إطار الموجود ـ الغائب، خصوصاً غائب من العناوين، فإن زعيم حزب «العمل» وأصدقاءه يستطيعون أن يوزّعوا بين بعضهم الولاية الثالثة بشكل متواصل، والرابعة في المجموع.
الآن، يبدو على الاقل أن قصص الفساد المتعلقة ببيت رئيس الوزراء، والتي نسبت بشكل أساسي لزوجته سارة، لا تترك انطباعاً لدى الناخبين، وذلك على رغم أن معظم المستطلعة آراءهم بأن فضيحة إعادة الزجاجات يجب أن تحقق فيها الشرطة.
هناك تفسيران محتملان لذلك: إما أنّ هذا الموضوع لم يتغلغل بعد في الوعي الجماعي للجمهور، وأنه عندما يحدث ذلك سيترك أثره على الرأي العام، أو أنّ فائض اشتغال وسائل الاعلام بقضية الزجاجات على اختلاف أنواعها، والتي يواجهها «الليكود» عبر استراتيجية مترابطة وفعالة للغاية منها الوقوع كضحية مؤامرة من جهة، والردّ المتوحش في وسائل الاعلام من جهة أخرى، تؤدّي إلى المصالحة مع القاعدة الانتخابية لنتنياهو، وهؤلاء هم ناخبو اليمين، كارهو الاعلام المعادي، ما يدفعهم للوقوف خلفه وإلى جانبه ومن أمامه، بتأييد عظيم.
وفقاً للاستطلاع الحالي، سيفقد حزب «البيت اليهودي» مقعدين كاملين لمصلحة «الليكود»، يمكن أن نعزو ذلك لعدّة أسباب: الهجوم على الثنائي نتنياهو، الجدل السياسي ـ الأمني الذي أثير في الاعلام خلال الاسبوع الماضي، ومهزلة إيلي أوحانا والتي قضمت من قاعدة «الليكود» لدى ناخبي نفتالي بينت. على كل الأحوال، فالصورة المتكونة هنا هي لحكومة يمينية دينية برئاسة نتنياهو، سوياً مع «البيت اليهودي» والمتدينين، الباقي بما فيهم «إسرائيل بيتنو» و«كولينو» وكذلك «البيت اليهودي»، حكومة منقوصة إلى النصف من عددها في «الكنيست» الحالي، أو البديل عن ذلك، إقامة حكومة واسعة، بالاشتراك مع المعسكر الصهيوني، من دون أحزاب ثانوية، وبالطبع من دون تناوب. ليس بين «بيبي» و«بوجي»، وليس بين «بوجي» وتسيبي. كل ذلك بالطبع وفقاً للاستطلاع الحالي. لو أجريت الانتخابات اليوم.
النفاق لدى الطبقة السياسية المتصارعة
كتبت صحيفة «هاآرتس» العبرية: عندما تهاجم تسيبي ليفني طريقة حياة نتنياهو التي تعادل أجر الحدّ الأدني لمليون «إسرائيلي»، هل تناست الارتفاع المضطرد في رواتب أعضاء «الكنيست»؟ أو شروط التقاعد الفضائحية الخاصة بهم؟ في حين عارضت الحكومة التي كانت عضواً فيها منذ وقت قريب رفع الحدّ الادنى للأجور؟ كلا.
معركة الطين الحالية تجري في جبهة الانتخابات لدينا، يحرّكها الشوق للتخلص من نتنياهو مع الشعور بالخوف من أن احتمالات ذلك صغيرة جداً، إلى درجة أنه بدلاً من خوض حملة انتخابية على مضامين حقيقية ـ وفي هذا المجال يوجد ما نختلف فيه مع اليمين ـ يخوضون حرباً قذرة حول مواضيع من دون شك مؤلمة.
على أيّ حال، فإن رذاذ الكلام الخارج من أفواههم يعكس ما يسمح به المجتمع السياسي لنفسه، فيما إذا كان الكلام يدور عن أعضاء «الكنيست» حاليين، أو أمراء السياسسة من الجيل الثالث يتسحاق هرتسوغ ، أو كان يدور عن صحافيين كبار، ممن يتلقون أجوراً ضخمة من قنوات تتلقّى الدعم الحكومي. هذا الرذاد هو جزء من النفاق المستشري.