تقرير
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى زيارة مستشارة ألمانيا آنجيلا ميركل إلى الولايات المتحدة المقرّرة في التاسع من الشهر الجاري.
وجاء في الصحيفة: أُعلِن في ألمانيا عن عزم مستشارة ألمانيا القيام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا، إذ سيستقبلها الرئيس الأميركي باراك أوباما في مكتبه في البيت الأبيض في التاسع من شباط الجاري.
الصيغة الرسمية لهذه الزيارة بحسب ما أعلنته ألمانيا هي التحضير للقاء مجموعة «السبعة G7» التي ستنعقد في ألمانيا في حزيران المقبل، ومناقشة المسائل الحيوية في السياسة الدولية مثل الأزمة الأوكرانية والتعامل مع روسيا.
من دون شك، تعتبر هذه المسائل حيوية، خصوصاً أنّ غالبية عواصم أوروبا تعترف بأن الوضع الأمني في أوروبا ساء بسبب الأزمة الأوكرانية، وأنّ اتفاق مينسك لا يتقيد به أحد. كما أنّ الضغوط السياسية والعقوبات وتحضيرات الناتو ضدّ موسكو لم تعطِ النتائج المطلوبة.
تزداد الشكوك في بلدان الاتحاد الأوروبي في شأن جدوى سياسة الشريك الأميركي. فبعد تصريحات أوباما ومسؤولين آخرين بدراسة مسألة إمداد كيف بأسلحة متطوّرة، أعلنت ميركل أنّ ألمانيا لن تزوّد أوكرانيا بالأسلحة، وأيّدها في ذلك وزير خارجيتها فرانك والتر شتاينماير الذي قال: «سيزداد عدد القتلى… إن الحلول السياسية السلمية يتم التوصل إليها حول طاولة الحوار، لا من خلال فوهات البنادق».
من جانب آخر، صرّح مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي بين رودس، لقناة «سي إن إن» قائلاً: «تبقى العقوبات أفضل الوسائل للضغط على روسيا، وليس في نيّة الحكومة الأميركية تزويد أوكرانيا بالأسلحة في المستقبل المنظور، لعدم اتخاذ قرار في هذا الشأن». طبعاً سيناقش الرئيس الأميركي هذه المسألة مع المستشارة الألمانية باعتبارها الشريك المهم للولايات المتحدة في ظروف الأزمة، ويحاول الضغط عليها، ما سيزيد الصعوبات التي تواجهها الحكومة الألمانية داخل البلاد.
تحاول واشنطن في الأوضاع الحالية تكثيف جهودها الرامية إلى إبقاء أوروبا ضمن مدار سياستها ونهجها. إن الرهان على ألمانيا في تنفيذ هذه السياسة بدأ يتعثر، لأن نهج برلين كما بيّنت أحداث كانون الثاني المنصرم، ترفض غالبية العواصم الأوروبية الالتزام به من دون شروط. ولكن يبدو أنهم في واشنطن وبرلين اصطدموا بضرورة ترتيب مواقفهما.
كما تسعى واشنطن إلى اقناع حلفائها بالسير على نهجها السياسي. ففي يوم الجمعة الماضي التقى نائب الرئيس جو بايدن في واشنطن وفداً يضمّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي إلمار بروك ووزير خارجية بولندا السابق رادوسلاف سيكورسكي وإدغار رينكيفيتش وزير خارجية لاتفيا، والرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي. كما ينوي بايدن في بروكسل لقاء وفد رؤساء الكتل في البرلمان الأوروبي برئاسة مارتن شولتز، ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك، وذلك لطرح المقترحات والتوصيات الأميركية، وبعد ذلك يتوجّه إلى ميونيخ لحضور المؤتمر الدولي في شأن الأمن.