درباس لـ«النشرة»: لبنان محصّن من السقوط أمنياً
أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أنّ «التعاطي مع ملف الحوض الرابع في مرفأ بيروت يجرى بنوع من التدنّي الأخلاقي والوطني من خلال التلطّي بالطائفة»، مشدداً على أنّ «لا مصلحة وطنية ولا اقتصادية في الاستمرار بمقاربة الموضوع من زاوية طائفية». وقال: «هناك وجهات نظر متناقضة كلياً، ففيما يؤكد البعض أنّ ردم الحوض الرابع ستكون له عائدات كبيرة وسيحول المرفأ إلى قاعدة كبرى للحاويات، يصرّ آخرون على أنّ المرفأ لم يُستثمر بعد بالكامل بالمصاريف التي جرى تخصيصها له».
وشدّد درباس على أنّ «الاستمرار في التعاطي مع كل الملفات من دون استثناء من منطلقات طائفية يهدّد البلد الذي يقف أصلاً على شفير خطير»، وقال: «نحن منذ 8 أشهر من دون رئيس للجمهورية لا بل بات هناك 24 وزيراً يمارسون صلاحيات الرئيس ما جعلهم بمثابة 24 رئيساً وبالتالي 24 رأساً، فكيف لبلد أن يقوم بـ24 رأساً».
واعتبر درباس أنّ «المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو قد يحمل جديداً لحلّ الأزمة الرئاسية وقد لا يحمل، إلا أن الطبقة السياسية لا تحمل للأسف إلا العار باعتبارها أثبتت فشلها وعجزها عن إخراج البلد من عنق الزجاجة»، وأشار إلى أنّ «المطلوب من النواب أن يناموا في مجلس النواب حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وأي حجج تحول دون ذلك غير منطقية».
وتطرق درباس للوضع الحكومي، لافتاً إلى أنّ مجلس الوزراء بات خبيراً بـ»امتصاص الأزمات»، معتبراً أنه، حتى ولو تمت مساءلة وزراء حزب الله عن التطورات العسكرية الأخيرة ما كان ذلك ليؤدي إلى أي مكان.
واعتبر درباس أن الحكومة اليوم تتعاطى مع «أمر واقع وتتفادى أيّ إشكال كي لا يذهب البلد برمته إلى الهاوية»، لكنه نبّه إلى «أننا على ما يبدو سنصل عاجلاً أو آجلاً إلى هذه الهاوية إذا لم يلتفت المعنيون للإحساس بالمصلحة الوطنية». وقال: «الذي يلعب دوره على المسرح حالياً يجب أن يعي أن هذا المسرح قد يقع تحت رجليه الثقيلتين وبالتالي أين وكيف سيلعب دوره في حال سقط المسرح فيه وبمن حوله؟»
واعتبر درباس أن لبنان محصّن من السقوط أمنياً لثلاثة أسباب رئيسية، وهي وجود قرار دولي بمنع سقوطه، القناعة الداخلية بوجوب تجنيبه الانهيار كما لسبب ثالث وهو بسالة رجال الأمن وعناصر الجيش اللبناني.
ورأى درباس أنّ أي تصعيد مرتقب لأهالي العسكريين المختطفين «معذور» بعد مرور 6 أشهر على اختطاف أبنائهم، وقال: «لكن للأسف نحن لا نحاور دولاً بل جهات متطرفة لا يمكن التنبؤ برد فعلها ولا بنياتها».