غضب لبناني عارم لقتل «داعش» الكساسبة ومطالبة بإعدام الإرهابيين المحكومين

جمعت جريمة قتل تنظيم «داعش» الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، بين لبنان والأردن، رسمياً وشعبياً، في المشاعر الغاضبة من جرائم التنظيم الإرهابي المذكور بحق البلدين نظراً الى وجود قواسم مشتركة في المعاناة منها ان للأردن مخطوفين لدى «داعش» أحدهم الكساسبة وهو في سلاح الجو الأردني، كما ان للبنان عسكريين مخطوفين لدى «داعش» إضافة إلى «جبهة النصرة».

كذلك في الأردن يوجد موقوفون بتهم إرهابية، وفي لبنان أيضاً. إلا أن الأردن سارع إلى الرد على قتل مواطنه، بإعدام اثنين من الارهابيين الموقوفين بينما لبنان لم يجرؤ على تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد عدد من الارهابيين فيما «داعش» ارتكب جرائم شنيعة بحق الجيش والشعب. فجاءت ردود الفعل اللبنانية المنددة بقتل الكساسبة على وقع استذكار تلك الجرائم، مطالبة بإعدام الإرهابيين الصادرة بحقهم أحكام من هذا النوع على غرار ما فعل الاردن سريعاً. ودعت إلى مواجهة هذه الجماعات الدنيئة والخارجة عن كل الشرائع السماوية والمبادئ والقيم الانسانية.

سلام

وفي هذا السياق، ان رئيس الحكومة تمام سلام، دان جريمة قتل الطيار الاردني ودعا إلى «وقفة على قدر التحدي في وجه الوباء الظلامي الذي يجتاح المنطقة».

وقال سلام في رسالة تعزية وجهها الى الملك الاردني عبدالله الثاني: «بكثير من الحزن والأسى، تلقينا نبأ الجريمة المهولة … ، ونؤكد لكم أن لبنان بأسره يشاطركم حزنكم وغضبكم، خصوصاً أنه عانى وما زال يعاني من ارتكابات هؤلاء الإرهابيين الذين اعتدوا على سيادة لبنان وقتلوا الكثير من أبنائه، واختطفوا عدداً من العسكريين ما زال 26 منهم قيد الاحتجاز حتى اليوم».

كما بعث سلام برسالة تعزية إلى نظيره الاردني عبدالله النسور.

دريان

وأبدى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ألمه وحزنه الشديد «لفظاعة العمل الإجرامي» بإحراق الكساسبة معتبراً أن «هذا العمل الإجرامي مدان بكل المعايير الدينية والاخلاقية والانسانية ولا يرضى به أي دين». كما استنكر ندد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الجريمة .

حزب الله

ودان «حزب الله» في بيان، «الجريمة الوحشية النكراء» معرباً عن اعتقاده أنه «بات ضرورياً أن تقوم الكثير من الدول في المنطقة والعالم بإعادة النظر في السياسات التي تعتمدها، والتي تتمثل في دعم الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، والتي ترتكب المجازر، وتعمد، بكل الفظائع التي تتعمد تنفيذها، إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإبعادهم عن الدين من خلال اعتماد فتاوى غريبة ومستنكرة».

واختتم: «إن دعم هذه الجماعات بالمال والسلاح وبالتأييد السياسي والمعنوي، وتغطية جرائمها، هو ما أدى إلى استفحال خطرها، وبات ضرورياً اتخاذ موقف موحد وواضح وصريح في محاربة هذه الجماعات سياسياً وثقافياً وعملياً».

واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب فؤاد السنيورة: «أن هذه الجريمة البربرية بحق الطيار الاردني، لا علاقة لها بالإسلام ولا بالمسلمين، بل هي تصرفات وحشية بربرية مناقضة لكل الشرائع والقوانين وهي بحق جريمة ضد الإنسانية».

وعلق النائب ياسين جابر على تنفيذ الأردن حكم الاعدام بحق إرهابيين رداً على إعدام «داعش» الكساسبة، مشدداً على «وجوب ان يكون هناك قرار واضح من الحكومة اللبنانية للإسراع في تنفيذ حكم الإعدام بحق المحكومين الإرهابيين، لردعهم عن إعدام العسكريين المخطوفين وابتزاز الأهالي».

الخازن

وقال رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في برقية تعزية إلى الملك عبدالله: «لقد هالنا نبأ استشهاد الطيار الأردني البطل معاذ الكساسبة على يد أعداء البشرية والوحوش التي لا تعرف ديناً، تلجأ إلى أجبن وأشنع وأقبح الوسائل للتعبير عن تخلفها ووحشيتها، «داعش» و»القاعدة» و»النصرة» صنيعتها. اننا، وجميع أعضاء المجلس العام الماروني، نكبر بموقفكم الحازم والصارم الإقتصاص من المجرمين وإعدام ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي التابع لتنظيم «القاعدة» على خلفية أعمالهما الإرهابية، والعين بالعين والسن بالسن مع هذه الطينة القذرة من الخلائق. أخذ الله بيدكم لما فيه رفعة الأردن وكسر شوكة الإرهاب».

واستنكر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الجريمة البربرية البشعة وشدد على «ان انهاء الإرهاب يبدأ بالتزام دول الجوار وبالتحديد الأردن وتركيا باتخاذ إجراءات جدية لمنع تدفق الارهابيين».

وأبرق رئيس «منتدى الحوار الوطني» فؤاد مخزومي إلى الملك عبدالله الثاني والنسور وأسرة الطيارالكساسبة، معزياً ومستنكراً «الجريمة الإرهابية المروعة». وشدد على أن «الجريمة النكراء أصابت اللبنانيين والعرب والمسلمين خصوصاً»، داعياً إلى «تكاتف الجميع في مواجهة الإرهاب الذي لا دين له ولا انتماء».

تجمع العلماء

وأشار تجمع العلماء المسلمين، في بيان، الى انه «في كل مرة تقوم الجماعات التكفيرية بعمل يسيئون به أكثر إلى الدين الإسلامي عبر أحكام يصفونها بالشرعية، وهي لا تمت إلى الإسلام بصلة».

واذ استنكر التجمع اعدام الكساسبة حرقاً. دعا النظام الاردني الى «اتخاذ موقف حاسم من هذه الجماعات والتعاون مع القوى الأمنية السورية لاستئصال هذه الظاهرة، بدلاً من فتح معسكرات تدريب لها، ثم تلاوة فعل الندامة بعد أن تنقلب هذه الجماعات عليها».

ودعا «التجمع الوطني الديموقراطي»، إلى «تشكيل أوسع جبهة شعبية لبنانية وعربية واسلامية لمواجهة الارهاب التكفيري».

وقال رئيس الاتحاد البيروتي الدكتور سمير صباغ: «هذه هي نتيجة «الربيع العربي» الذي صنعته وأطلقته أميركا وتحول إلى فوضى عارمة في أكثر أقطار الوطن العربي، وهي المسؤولة عن إطلاق الحركات التي تتستر بالإسلام». وأشار إلى أن «حرق الكساسبة هو نتيجة لحقيقة طريقة التحالف الغربي ـ العربي بمحاربة «داعش» و«النصرة» بمشاركة بعض الدول العربية كالأردن والسعودية والإمارات وقطر، والتحالف يعلم علم اليقين أن هذا الأسلوب في القتال لا يفيد ولا يقضي على «داعش» بل بالعكس فإنه يقويها».

ودعا الامين العام للتيار الاسعدي المحامي معن الاسعد الحكومة اللبنانية الى «أخذ العبرة من الحكومة الاردنية والمبادرة فوراً لوضع لائحة بالارهابيين المعتقلين وتنفيذ حكم العدالة والاعدام ليكونوا عبرة لغيرهم من الإرهابيين، لأن ذلك سيشكل رادعاً للقتلة الذين يخطفون العسكريين وسيرفع من سقف التفاوض ويحرر المخطوفين».

ودانت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب في بيان الجريمة معتبرة «أن الإرهاب الأسود الذي تمثله هذه العصابات باسم الدين الإسلامي يقتضي من جميع الدول العربية أن توحد جهودها وأن تسخر كل إمكاناتها المادية والفنية والبشرية والمعلوماتية في مواجهتها حتى يتسنى محاصرة الإرهاب ودحره».

وتقدمت جمعية الطيارين الخاصين في لبنان، في بيان، من أهل الشهيد الكساسبة ومن الحكومة الأردنية وقيادة سلاح الجو الأردني ضباطاً وطيارين ومن الشعب الأردني الشقيق بأحر التعازي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى