هولاند وميركل إلى موسكو لتقديم مبادرة لحل الأزمة الأوكرانية
أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل في موسكو اليوم الجمعة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمناقشة التسوية في أوكرانيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن قادة الدول الثلاث سيناقشون الخطوات التي يمكن القيام بها لوقف الحرب الأهلية الدائرة في جنوب شرقي أوكرانيا بأسرع ما يمكن، نظراً إلى أن الوضع هناك شهد تفاقماً خطيراً في الأيام الأخيرة، ما أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا.
وأكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن مبادرات عديدة أطلقها فلاديمير بوتين خلال مكالماته الهاتفية الأخيرة مع كل من ميركل وهولاند وبوروشينكو، ساهمت في التمهيد لعقد هذا اللقاء. وأعرب عن قناعته بأن تنفيذ مقترحات الرئيس الروسي القاضية بسحب فوري للمدفعية الثقيلة من خط التماس في جنوب شرقي أوكرانيا، والتي وجهها في رسالة إلى نظيره الأوكراني في 15 كانون الثاني الماضي، كان من شأنها أن تسمح بتجنب إراقة الدماء التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة.
وقال أوشاكوف: «نحن مستعدون للحوار البناء، بهدف التوصل إلى اتفاقات تسهم في استقرار الوضع وإقامة حوار مباشر بين ممثلي كييف ومنطقة دونباس، وتساعد في عمل مجموعة الاتصال حول أوكرانيا بشكل أكثر فاعلية. إضافة إلى إنعاش الروابط الاقتصادية بين منطقة جنوب شرقي البلاد وبقية أراضيها».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الهدف من رحلته مع المستشارة الألمانية إلى أوكرانيا يوم الخميس وبعدها إلى روسيا يوم الجمعة هو التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ويكون مقبولاً لكل الأطراف.
وقال هولاند في مؤتمر صحافي بعد أن أعلن سفره إلى كييف مع المستشارة الألمانية: «طوال أيام عملت أنغيلا ميركل معي على نص يكون مقبولاً للجميع»، محذراً من خطر التصعيد في أوكرانيا قائلاً: «الآن نحن في حرب يمكن أن تكون حرباً شاملة».
وصدر عن الحكومة الألمانية بيان بالمضمون نفسه ورد فيه أن «المستشارة الفيدرالية والرئيس هولاند في ضوء تصاعد العنف في الأيام الأخيرة يكثفان سعيهما المتواصل على مدى أشهر إلى حل سلمي للنزاع في شرق أوكرانيا».
من جهة أخرى، قال الرئيس الفرنسي إن باريس مستعدة للقيام بكل ما يمكن من الخطوات الدبلوماسية للحيلولة دون نشوب حرب في أوكرانيا، مؤكداً أن فرنسا لا تريد بحث تزويد كييف بالسلاح.
وأكد هولاند أنه يعتبر انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو غير مرغوب به، مضيفاً أن بلاده لا تنوي بحث تزويد كييف بالسلاح ولذلك يتوجه بزيارة إلى كييف مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقال: «فرنسا لا تحارب في أوكرانيا ولا تريد حرباً في أوكرانيا، نريد الحيلولة دون نشوب الحرب هناك. علينا في هذه اللحظة أن نفعل كل ما بوسعنا كي تتغلب الدبلوماسية والسياسة».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس إن أوروبا ستقوم بمسعى جديد للتوصل لحل تفاوضي في شرق أوكرانيا بعد تصاعد القتال هناك، وقال من لاتفيا «نرى أن علينا أن نبذل مسعى جديداً لمحاولة إنهاء العنف. تلك مسؤولية ينبغي علينا أن نضطلع بها».
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيزور في الفترة بين 6 و8 شباط ألمانيا للمشاركة في الاجتماع الـ51 لمؤتمر ميونيخ لشؤون الأمن.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي أمس، أن الأزمة الأوكرانية والقضايا الأساسية للأمن الأوروبي والعالمي ستتصدر جدول أعمال المؤتمر.
وأضاف لوكاشيفيتش أن لافروف سيعقد على هامش مؤتمر ميونيخ لقاءات ثنائية مع عدد من المشاركين فيه، في حين أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أنه سيدعو وزير الخارجية الروسي في ميونيخ إلى الضغط على قادة «دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» لوقف إطلاق النار بشرق أوكرانيا.
وأشار ستولتنبرغ إلى أنه سيجري في ميونيخ كذلك محادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وقال إنه من المهم بالنسبة للناتو تأكيد «مسؤولية موسكو عن الإخلال بالقانون الدولي وانتهاك سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا وضم القرم وزعزعة الوضع في شرق أوكرانيا». وأضاف: «ندعو روسيا إلى وقف دعم الانفصاليين والتزام اتفاقات مينسك واستخدام كامل نفوذها بين الانفصاليين لإقناعهم على التزام وقف إطلاق النار».
وفي السياق، أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي بأن بروكسيل تدرس حالياً فرض مزيد من العقوبات على مواطينن روس وأوكرانيين.
وقال المصدر إن الاتحاد الأوروبي يدرس إدراج أسماء 15 شخصاً و4 منظمات في قائمته السوداء، مشيرا إلى أن الحديث يدور قبل كل شيء عن قادة المسلحين في شرق أوكرانيا.
وأوضح أنه من المتوقع اتخاذ قرار بهذا الشأن قبل نهاية الأسبوع الحالي ونشر الأسماء الجديدة المدرجة في القائمة السوداء قبل اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية في 9 شباط.
وأكد المصدر أن اليونان لن تقف ضد توسيع العقوبات لأنها لا تحمل أي مضمون اقتصادي، مشيراً إلى أن إعلان توسيع العقوبات سيتم في موعد أقصاه يوم السبت المقبل.
ودعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو دول حلف شمال الاطلسي إلى إرسال أسلحة إلى بلاده قائلاً إن الوفيات بين المدنيين والصراع المتنامي سبب كاف لأن يقدم التحالف الغربي مساعدة لأوكرانيا.
وقال بوروشينكو في مقتطفات من مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية: «تصاعد الصراع الذي يحدث اليوم والعدد المتزايد من الإصابات بين المدنيين وخصوصاً بعد الهجمات الإرهابية في فولنوفاخا ودونيتسك وأيضا قصف ماريوبول… ينبغي أن يدفعا الحلف إلى تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا. ذلك يشمل – بين أشياء أخرى – تسليم أسلحة متطورة للحماية ومقاومة المعتدي».
وأكد بوروشينكو أن أوكرانيا تريد السلام لكن حتى السلام يجب الدفاع عنه ولهذا فإن كييف تحتاج إلى جيش قوي وأسلحة جديدة ومتطورة.
وسئل عما يتوقعه من الغرب فقال: «ما زلنا نحتاج إلى الكثير من المساعدة العسكرية والتقنية والمتخصصة لتحسين القدرات القتالية للجيش الأوكراني في مقاومته للعدوان الروسي»، مؤكداً أن أوكرانيا تنتظر المزيد من الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين.