مهرجان برلين السينمائيّ افتتح دورته الخامسة والستّين ويكرّم المخرج الالمانيّ الكبير فيم فيندرز
أفتتحت أمس الدورة الـ65 من مهرجان برلين السينمائي، وتختتم بإعلان الأفلام الفائزة مساء الرابع عشر من الجاري.
فيلم الافتتاح عنوانه «لا أحد يريد الليل» للمخرجة إيزابيا كواكسيت، بطولة جوليت بينوش، وتدور حوادثه في غرينلاند، القطب الشمالي، عام 1909، حول عشق امرأتين للرجل نفسه، وهو مغامر، مستكشف، آثر العيش وسط الثلوج القطبية على حياة الرفاهية في مدريد. وهو العرض العالمي الأول للفيلم في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تشمل 19 فيلماً تتنافس على جائزة الدب الذهبي والإخراج والتمثيل، وبينها فيلم صينيّ صوّر بتقنية الأبعاد الثلاثة عنوانه «ذهب مع الرصاص» للمخرج جيانغ وين، وهو فيلمه الثاني في ثلاثية «الرصاص» بعد «دع الرصاص يطير» الذي عرض عام 2010. ويدور الفيلم الجديد في شنغهاي، في عشرينات القرن الماضي، أي في زمن التألق الذي عرفته المدينة، وأنتج بالاشتراك مع شركة «كولومبيا» الأميركية، لكنه واجه بعض التأخير في عروضه التي كانت مقررة في الصين، إذ طلبت الرقابة إجراء بعض التعديلات التي لم يكشف عنها. وليس معروفاً ما إذا كان المهرجان سيعرض النسخة الكاملة من الفيلم، أم النسخة التي صرحت السلطات الصينية بها.
المخرج الروماني رادو جود يعرض في المسابقة فيلم «أفيريم» الذي تدور حوادثه في مقاطعة رومانية شمالي البلاد مطلع القرن التاسع عشر، والموضوع يدور حول سياسة الاستبعاد التي كانت تمارس ضدّ الغجر الذين ما زالوا يشكلون أقلية ملحوظة في رومانيا حتى اليوم، رغم التجاهل الرسمي لهم ولمشاكلهم. والفيلم إنتاج مشترك لرومانيا وبلغاريا والتشيك.
من ألمانيا الدولة المضيفة فيلمان في المسابقة الرئيسية، الأول «كما لو كنا نحلم» لأندرياس درسن حول خمسة أصدقاء في مدينة لايبزغ ألمانيا الشرقية سابقاً بعد سقوط جدار برلين عام 1989. والفيلم الثاني «فيكتوريا» للمخرج سباستيان سكيبر. وفي المسابقة ثلاثة أفلام من الإنتاج المشترك مع ألمانيا.
أبرز أفلام المسابقة وأكثرها انتظاراً من عشاق السينما، الفيلم الأميركي «فارس الكؤوس» للمخرج تيرنس ماليك مخرج «الخيط الأحمر الرفيع» و«شجرة الحياة» و«إلى الأعجوبة» . ويشير عنوان الفيلم إلى إحدى أوراق اللعب المعروفة، وفي بطولته كريستيان بال وكيت بلانشيت وناتالي بورتمان، ويؤدي بال دور مخرج سينمائي في هوليوود يرغب في تغيير حياته.
في درجة الترقب والاهتمام نفسها يحلّ المخرج البريطاني بيتر غرينواي إلى برلين بفيلمه الجديد «أيزنشتاين في غوانخواتو» الذي يتناول جانباً من رحلة المخرج السينمائي الروسي المشهور سيرغي أيزنشتاين في المكسيك قبل أن يستدعيه ستالين إلى موسكو. ويركز الفيلم على نظرة إيزنشتاين حيال الجنس والموت أثناء تصويره فيلم «تحيا المكسيك» عام 1931 الذي لم يكمله البتة. لكن الفيلم لا يمثل بريطانيا في المسابقة، بل هو إنتاج مشترك بين هولندا التي تنتج معظم أفلام غرينواي والمكسيك وبلجيكا وفنلندا. أما الفيلم البريطاني في المسابقة فعنوانه «45 سنة» من إخراج إندريه هايغ، وهو فيلمه الروائي الثالث.
من فرنسا يشارك فيلم «مذكرات خادمة» لبونوا جاكو، وهو مقتبس عن رواية أوكتاف ميرابو، التي سبق أن اقتبسها جان رينوار فيلماً عام 1946، كما أخرج المخرج الإسباني الكبير لويس بونويل فيلماً آخر يحمل العنوان نفسه عام 1964.
من الأفلام المنتظرة أيضاً فيلم جديد للمخرج الألماني المشهور فيرنر هيرتزوغ 71 عاماً تحت عنوان «ملكة الصحراء» وهو إنتاج أميركي، من بطولة نيكول كيدمان وجيمس فرانكو وروبرت باتنسون، ويروي قصة الرحالة والمستكشفة وعالمة الحفريات البريطانية المشهورة غرترود بيل.
في المسابقة أيضا الفيلم الإيراني «تاكسي» للمخرج جعفر بناهي الذي صوّره في طهران رغم الحظر الذي تفرضه عليه السلطات منذ سنوات، إذ تمنعه من ممارسة العمل السينمائي. وليس معروفاً بعدُ ما إذا كان بناهي سيتمكن هذه المرة من الحضور إلى برلين، وكان فيلمه «ستائر مسدلة» عرض قبل عامين في المهرجان نفسه وفاز بجائزة أفضل سيناريو ولم يحضر بناهي الذي أمضى فترة في السجن قبل الإفراج عنه.
إلى فيلم تسجيلي طويل واحد، في المسابقة هو «عصا اللؤلؤ» للمخرج التشيلي باترشيو غوزمان منجز التحفة التسجيلية «نوستالجيا للضوء» . وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وإسبانيا وشيلي. وثمة فيلم روائي ثان من التشيلي عنوانه «النادي» للمخرج بابلو لارين، وفيلم إيطالي عنوانه «عذراء» أول لمخرجته لاورا بيسبوني، والفيلم الروسي «تحت السحب الكهربائية» لألكسي جيرمان إنتاج مشترك مع بولندا وأوكرانيا ، والفيلم الياباني «رحلة شوسوكي» للمخرج سابو، والفيلم الفيتنامي إنتاج مشترك مع فرنسا وألمانيا وهولندا «أب كبير وأب صغير وقصص أخرى» للمخرج فان دانغ دي. ويترأس لجنة التحكيم الدولية المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي.
يحتفي المهرجان هذا العام بالمخرج الألماني الكبير فيم فيندرز الذي سيمنح جائزة «الدب الذهبي» الرمزية عن مجمل إنجازه السينمائي، ويقيم المهرجان احتفالاً في الثاني عشر من الجاري في قصر «البرليناله» لتقديم الجائزة إلى فيندرز. ويعرض بعد الاحتفال مباشرة فيلمه «الصديق الأميركي» 1977 ، وهو فيلم بوليسي مقتبس من رواية باتريشيا هايسميث، وتدور حوادثه بين باريس وهامبورغ ونيويورك. وفي حدث استثنائي، يشهد المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم فيندرز الجديد «كل شيء سيكون على ما يرام»، وهو ثلاثي الأبعاد من بطولة جيمس فرانكو وشارلوت جيغسبرغ وراشيل ماك آدامز، ويروي قصة رجل ارتكب حادثة سير تسببت بمقتل صبي، وكيف يمضي 12 عاماً بعد ذلك محاولاً التكيف مع حياته والتصالح مع المرأة التي تسبب بمقتل ولدها.
خارج المسابقة يعرض الفيلم الأميركي «سندريلا» للبريطاني كينيث براناه، والفيلم البريطاني «السيد كولز» لبيل كوندون. كما يعرض الفيلم الألماني «إلسر» أو «13 دقيقة» الذي يروي قصة جورج إلسر، النجار الألماني الذي قام بأول محاولة لاغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر في 8 تشرين الثاني عام 1939 في ميونيخ وقبض عليه وسجن لخمس سنوات ثم أعدم في معسكر داخاو. والفيلم من إخراج أوليفر هيرشبيغل، منجز الفيلم المشهور «السقوط» عن الأيام العشرة الأخيرة في حياة هتلر.
في المهرجان أفلام أخرى كثيرة تعرض ضمن أقسام البانوراما والمنتدى وامتداد المنتدى وقسم الأفلام حول الطعام، وبانوراما الأفلام الوثائقية، وقسم السينما التجريبية، وكلاسيكيات السينما العالمية، والعروض الخاصة.
من العالم العربي يعرض في بانوراما الأفلام الوثائقية فيلم «أوديسا عراقية» للمخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين، وفي بانوراما الأفلام الروائية يعرض الفيلم المغربي «البحر من ورائكم» لهشام العسري، والفيلم الفلسطيني «حب وسرقة ومشاكل أخرى» إخراج مؤيد عليان. وفي «المنتدى» يعرض من لبنان فيلم «الوادي» لغسان سلهب عرضه العالمي الأول كان في مهرجان أبوظبي والفيلم اللبناني إنتاج مشترك مع فرنسا «ثمان وعشرون ليلة وبيت من الشعر» إخراج أكرم زعتري. وفي «امتداد المنتدى» الذي يعرض أفلاما تجريبية وتسجيلية مصوّرة بالفيديو، يعرض الفيلم المصري «بره في الشارع» إخراج ياسمينه متولي وفيليب رزق، واللبناني «ذكريات مخبر خاص» للمخرجة رانيا ستيفان، وفيلم «لادولسي سوريا» سوريا الحلوة لعمار البيك، و«هل قتلت دبا أو أصبحت جميلة» للمخرجة مروة أرسانواز من لبنان، و«أكابيلا» لإسلام سيف الدين محمد من مصر، و«على صعيد آخر» لمحمد شوقي حسن من مصر أيضاً.