جيرو الحزين
يوسف المصري
قبل وصول جيرو إلى بيروت في زيارته الثانية، سبقته إلى مسامع المحافل السياسية اللبنانية أخباره أو أسراره الباريسية.
عنوان القصة التي وصلت عنه إلى لبنان يفيد بأن «جيرو حزين»، بمعنى آخر مكتئب سياسياً وليس لديه حوافز ليعمل بكلّ طاقته المشهود له بها داخل الخارجية الفرنسية. وسبب حالته تعود إلى أنه غير مقتنع بخيارات رئيسه وزير الخارجية الفرنسي فابيوس.
ينقل عن جيرو أنه يقول في مجالسه الخاصة – بحسب مصادر فرنسية-: «إن خيارات فابيوس تجاه المشرق العربي غير مرضية». ويقصد سورية بخاصة. بكلام آخر يؤكد هؤلاء «أن جيرو ينفذ سياسة غير مقتنع بها».
لا يوجد ودّ، على رغم تبادل الابتسامات، بينه وبين السفير الفرنسي في بيروت، ولا بينه وبين نائبه لودي فيك بويل. وفي الكواليس الباريسية يشاع أن بويل عينه فابيوس في منصبه كمساعد لجيرو لينقل إليه أخبار تحركات الأخير واتصالاته. بالعامية «جاسوس عليه» لمصلحة وزير الخارجية.
وبحسب ما ينقل عن جيرو في مجالسه الخاصة فإنه غير مقتنع بمقاربة فابيوس للأزمة السورية يقال أيضاً إن جيرو مقتنع بضرورة إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، ولكن ضمن ظروف الإدارة الحالية للخارجية الفرنسية المتسمة بأنها حائرة ومتأثرة بالأجواء اليهودية أو «الإسرائيلية» المحيطة بها، فإن جيرو لا يعرف كيف يفعل ذلك.
… مؤخراً استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صحافيين وقال لهم الرئيس الأسد مسؤول عن الدم في سورية، ولكنه في نفس الحديث امتدح ما يقوم به الروس بخصوص البحث عن تسوية للأزمة السورية.
وأضاف المطلوب التوصل لحل سياسي في سورية، لكي نحول دون حدوث نتائج في هذا البلد شبيهة بما يحصل الآن في العراق نتيجة قيام الغرب باتباع الحل العسكري فيه. لكنه في ذات الحديث عاد ليستنكر، ولكن حل من دون الرئيس الأسد.
بنظر جيرو وغيره في باريس فان السياسة الخارجية الفرنسية تتخبط في الشرق الأوسط، وهي تريد الشيء ونقيضه.
وبمناسبة عودته إلى لبنان في جولته الثانية على المراجع السياسية للتباحث معها بمخرج للأزمة الرئاسية الأولى، تقول المعلومات المستقاة من مصادر فرنسية إن جيرو لديه مرشحان في جعبته، هما حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وخلال زيارته الأولى فكر للحظات بأن يكون سليمان فرنجية هو مرشح الصدمة. وزار الأخير، وحاول الطلب منه أن يقنع الجنرال ميشال عون بالانسحاب لمصلحته. سليمان بك قال: مستمرون بمعركة ترشيح عون حتى يقرر هو من نفسه الانسحاب.