جواد لـ«البناء» و«توب نيوز»: حوار حزب الله ـ «المستقبل» من عوامل حماية لبنان في ظل العواصف الإقليمية
حاوره محمد حمية
أكد الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد أن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أرخى بظلال إيجابية على الواقع السياسي والاجتماعي والأمني في البلاد وهو من عوامل حماية لبنان في ظل العواصف الإقليمية الكبرى التي تضرب المنطقة». ودعا إلى «التنسيق مع سورية سياسياً وأمنياً وعسكرياً لأنها جارة ولنا حدود معها والإرهاب مشترك».
وأوضح جواد أنه «عندما ردّت المقاومة على عدوان القنيطرة بعملية تاريخية في شبعا كانت تعزز قوة الردع، وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا السياق لا يعني سقوط 1701».
وشدد جواد على أن كلام نصرالله عن «جبهة النصرة» في المعنى السياسي أن «هؤلاء ليسوا ثوراً بل عملاء ينفذون أجندات خارجية»، مضيفاً: «لن يظل الجولان بعيداً لوقت طويل من العمل العسكري المقاوم».
وحذر جواد من أنه يراد لمخيم عين الحلوة أن يصبح يرموكاً جديداً عبر تهجير الفلسطينيين وضرب حق العودة، لكن قرار الفصائل الفلسطينية جميعها التنسيق مع الدولة ومنع التفجير».
حديث جواد جاء خلال حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» والذي أكد في مستهله أن «الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أرخى بظلال إيجابية على الواقع السياسي والاجتماعي والأمني في البلاد، ولمسنا إيجابية من خلال مقرراته حتى الآن، ولو أنه لن يصل إلى نتائج استراتيجية، فالحوار لا مفرّ منه ومطلوب ومن عوامل حماية لبنان في ظل العواصف الإقليمية الكبرى».
ووضع جواد محاولات التشويش على هذا الحوار وتحديداً كلام الرئيس فؤاد السنيورة عن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خانة تقويض الحوار، وقال: «على رغم الاعتراضات التي خرجت عبر مواقف البعض في تيار المستقبل و14 آذار، لكنها ظلت تحت سقف الحوار ولولاه لكانت الردود أكبر وأقسى».
وعن تعدد المواقف والتيارات والالتزامات داخل فريق المستقبل، لفت جواد إلى «أن السنيورة يمثل تياراً متطرفاً ضمن المستقبل، ويعمل على تقويض أي فرصة للحوار بين اللبنانيين، وهذا نضعه في رسم الرئيس سعد الحريري الذي عندما أوعز لفريقه بالحوار كان يدرك الظروف الدولية والإقليمية التي دفعته إلى الحوار، فهؤلاء لديهم ارتباطات خارجية وسيحاولون دائماً إطلاق النار على الحوار، ولكن القرار السياسي هو الحوار والدليل وجود شخصيات ذات قوة في التيار كالنائب سمير الجسر والوزير نهاد المشنوق».
وعمّا إذا كان الإصرار على الحوار يعكس قراراً دولياً باستمراره، قال: «القرار هو محلي بالنسبة إلى حزب الله، فالمعطى الدولي والإقليمي يشجعه ويباركه، كما هو محلي بالنسبة إلى المستقبل الذي وجد أن الفوضى تعزز وجود الإرهابيين في المناطق التي يمثلها، فالحوار مصلحة للمستقبل، والدليل على ذلك أنه عندما دخل «داعش» الأنبار ضعف نفوذ السعودية وذهب إلى قطر وتركيا وكان سيحدث السيناريو نفسه في طرابلس، لذلك سهّل المستقبل دخول الأجهزة الأمنية طرابلس، لأن سقوطها بيد التطرف حينها يعني خروجها من نفوذ المستقبل والسعودية إلى نفوذ قوى أخرى».
وتطرّق جواد إلى ملف الإرهاب في لبنان مشدداً على أن «تيار المستقبل والسعودية حتى الآن لا يريدان الإفراج عن ملف عرسال لأنه في مكان ما مرتبط بجبهة القلمون. السعودية ضعيفة في الواقع السوري وتريد الحفاظ على هذه الورقة لكي تضمن لها في المستقبل دوراً إذا جرى الحديث عن حلّ سياسي ووجوداً، ما سينعكس سلباً على لبنان، لذلك لا بد من التنسيق مع سورية سياسياً وأمنياً وعسكرياً لأنها جارة ولنا حدود معها والإرهاب مشترك ومن الطبيعي التنسيق بينهما»، مشيراً إلى أن «السعودية وممثلوها في لبنان يرفضون ذلك حتى الآن ما يزج الجيش في حرب استنزاف مع الإرهابيين».
وتساءل جواد في ملف العسكريين المخطوفين: «هل ستعطي الدول الإقليمية التي تقف خلف الخاطفين هذه الورقة إلى لبنان اليوم؟».
وشرح جواد الفارق بين تصرف الحكومة الأردنية بعد إعدام الطيار معاذ الكساسبي وتعاطي الحكومة اللبنانية مع العسكريين المخطوفين، مبيناً أن «الأردن اتخذ قرارات حاسمة لردع الإرهابيين أما في لبنان يجرى إعدام جنود فلا تقوم الحكومة والقضاء بأي خطوة ما يدل على أن موقف الحكومة الضعيف في التفاوض سببه الوهن والانقسام السياسي».
وإذ رفض كل الانتقادات الداخلية لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير، شدد جواد على أن «كلامه عزز قوة الردع مع «إسرائيل»، المقاومة في كل تاريخها لم تسع إلى استدراج حروب بل إن «إسرائيل» بتركيبتها وتكوينها هي دولة عدوانية وبالتالي المقاومة حين تخوض صراعاً معها، ترد على الاعتداءات ولم تبادر إلى الحرب، وعندما ردت على عدوان القنيطرة بعملية تاريخية في شبعا كانت تعزز قوة الردع من خلال كلام السيد نصرالله وأعمالها الميدانية».
وعن الغموض الذي شاب كلام السيد نصرالله عن قواعد الاشتباك وعلاقة ذلك بالقرار 1701 لفت جواد إلى كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري على هذا الصعيد، موضحاً أن «»إسرائيل» عندما كانت تمادت في اعتداءاتها كانت تتوقع الرد في مزارع شبعا واليوم السيد نصرالله يقول إن الرد على اعتداءاتكم لن يكون بناء على قواعد الاشتباك السابقة بل سنرد في أي مكان، لكن هذا لا يعني سقوط 1701، ولو أراد حزب الله إسقاطه لكان قام بالعملية في حدود الـ1701».
وعن تشبيه السيد نصرالله «جبهة النصرة» بجيش لحد سورية قال جواد: «السيد نصرالله بنى موقفه على جملة من المعطيات والأدلة، فالنصرة اليوم تقوم بإنشاء شريط حدودي في الجولان بدعم «إسرائيلي»، والجيش السوري والمقاومة يخوضان الصراع الميداني معها في ميادين عدة، وفي المعنى السياسي إن هؤلاء ليسوا ثوراً بل عملاء ينفذون أجندات خارجية»، مضيفاً: «لن يظل الجولان بعيداً لوقت طويل من العمل العسكري المقاوم».
وحذر جواد مما يعد في مخيم عين الحلوة قائلاً: «يراد لمخيم عين الحلوة أن يصبح يرموكاً جديداً عبر تهجير الفلسطينين وضرب حق العودة والدخول المشبوه لعناصر متطرفة إلى عين الحلوة يدل على وجود هذا المشروع لكن قرار الفصائل الفلسطينية جميعها التنسيق مع الدولة ومنع الانفجار ولا بد من إلقاء القبض على الإرهابيين».
وفي الملف السوري أكد «أن الجيش السوري يقوم بمجهود جبار في الغوطة الشرقية، ولهذا بدأ زهران علوش يستغيث ويضرب القذائف على دمشق كنوع من لفظ الأنفاس الأخيرة ولا جدوى منها إلا قتل الأبرياء ولن تغير في المشهد الأمني شيئاً، بل إن دمشق محصنة وبعض القطاعات التي تحمي دمشق لم تتدخل بعد».
وأشار إلى أن «الحل السياسي بات بعيداً ولم تنضج ظروفه، ولقاء موسكو يأتي في سياق محاولات دولية لاستكشاف إمكانات الحل السياسي، إذا لم تتخذ القوى الإقليمية قراراً بوقف الإرهاب والاعتراف بالوقائع العسكرية والسياسية على الأرض التي تصب جميعها في مصلحة الدولة في سورية، فإن الأزمة ستطول وليس أمام السوريين سوى المواجهة والحفاظ على وحدة وموقع ومستقبل سورية».
وعن ذكرى انتافضة 6 شباط 1983 قال: «في ذلك التاريخ انتفضت غالبية الشعب اللبناني ضد نظام كان يريد التطبيع مع «إسرائيل» وحسم خياراته بالخروج من العصر «الإسرائيلي» ودخول العصر العربي والتحالف مع سورية بقيادة الرئيس الراحل الخالد حافظ الاسد».
وعن الذكرى التاسعة لتوقيع وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر أشار جواد إلى أن «هذا التفاهم أرخى ظلالاً بالغة الإيجابية وعلاقات بينية بين الجمهورين تخطت التحالف السياسي إلى التكامل الوجودي». وأكد أن «العماد ميشال عون ربح من هذا التفاهم استقراراً داخلياً وتفاهمات اجتماعية وسياسية حصّنت لبنان ومنعت الانزلاق نحو الصدام والحروب الأهلية واخذت المسيحيين إلى موقع أن قوة لبنان بمقاومته وبتكاملها مع الجيش والشعب».
يبثّ هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» على التردد 12034