الخبر الثقافي

عبّر الكاتب البرازيلي المشهور باولو كويلو عن استيائه إزاء الملايين ممن رفعوا شعار «أنا شارلي»، بعد تعرض صحيفة «شارلي إيبدو» لاعتداء إرهابي، فيما لم يرفع أحد شعار «أنا معاذ» الطيّار الأردني الذي حرقه «داعش» بعد إعدامه حرقاً.

وكان الأديب العالمي نشر مطلع شباط الجاري مشاركة أشار من خلالها الى مخاوفه من أن يكون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» نفذ حكم الإعدام بالطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة، وإن أعرب عن أمله في أن يكون مخطئاً في ذلك. كما وجه الكاتب البرازيلي انتقاداً للحكومة الأردنية بسبب تفاوضها مع «التنظيم»، معتبراً أنها بذلك إنما تعطي الشرعية لـ «داعش»، وتضرع إلى الله «ليبارك روح معاذ». ثم نشر «تغريدة» أخرى قارن فيها بين العمل الإرهابي في فرنسا الذي استهدف صحيفة «شارلي ايبدو»، وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة بهذه الطريقة البشعة، متسائلاً عن الملايين التي غردت آنذاك «كلنا-شارلي»، ولم تغرد الآن «كلنا-معاذ». ويختصر كويليو بـ«تغريدته» المعايير المزدوجة التي يتعامل بها الإعلام والغرب عامة مع قضايا الإرهاب، وذاك ما نُشرت عنه مقالات عديدة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول تقارن بين الهجمات نفسها وما نتج بعدها من ضحايا في أفغانستان والعراق بنيران القوات الأميركية تحت مسمى «الحرب على الإرهاب».

في السياق عينه، كانت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» نشرت حديثاً موضوعاً حول القيم الحضارية والثقافية للشعوب، تطرقت فيه إلى حوادث باريس والنتائج التي قد تنتج منها من تضارب بين الحضارات ومعاداة غربية للمسلمين عامة، إثر الضخ الإعلامي الغربي الذي يضع على نحو غير مباشر المسلمين عامة في قالب «الإرهاب».

في المقابل لا يحظى ضحايا «الإرهاب» من العرب والمسلمين بأي ضخ إعلامي غربي يوضح أن المسلمين أنفسهم ضحية للإرهاب نفسه الذي يحاربه الغرب. وبعد مقتل الكساسبة انتشرت صورة على «تويتر» تجسد شعار «الإرهاب لا دين له» من خلال مقارنة عدة ضحايا لتنظيم «الدولة الإسلامية» ينتمون إلى ديانات مختلفة، بما فيها الإسلام.

أعادت مشاركات باولو كويليو هذه إلى الأذهان قصة قصيرة من إبداعاته، يتجلى فيها البعد الإنساني الذي يوحد جميع أبناء الكرة الأرضية، وجاء فيها: «كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ولكن لم يتوقف ابنه الصغير عن مضايقته. وحين تعب الأب من ابنه قطع ورقة في الصحيفة كانت تحتوي على خريطة العالم ومزقها أجزاء صغيرة وقدمها إلى ابنه قائلاً: أعطيتك خريطة للعالم فأرني أتستطيع إعادة تكوينها مثلما كانت من قبل، ثم عاد إلى قراءة صحيفته وهو يعلم أن ما فعله من شأنه أن يُبقي الطفل مشغولاً بقية اليوم». إلا انه لم تكد تمر سوى خمس عشرة دقيقة حتى عاد الطفل إليه معيداً ترتيب الخريطة، فتساءل الأب مذهولاً: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟ رد الطفل قائلاً: لا أعرف ما تقول. كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وحين أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم أيضاً».

ثمانية عشر زوجاً يتقاسمون الحياة والفن في معرض مصريّ

افتتح في الأول من الجاري في قصر الفنون في ساحة دار الأوبرا المصرية، المعرض الأول للمشروع الفني «ثنائيات فنية» تحت عنوان «اثنين، اثنين»، ويستمرّ إلى عشرين منه. ويشارك في المعرض 18 ثنائياً فنياً، يضمّ الفنان وزوجته الفنانة وهم: سعد الخادم وعفت ناجي مكرّمان ، زكرياء الخناني وعايدة عبدالكريم، عبدالرحمن النشار وزينب السجيني، جمال عبود وزينب سالم ضيوف الشرف . إلى جانب الفنانين المشاركين في العرض الرئيسي وهم: علي وهبة وميرفت السويفي، مصطفى عبدالمعطي ورباب نمر، محمد سالم وعزيزة فهمي، مصطفى الرزاز وسرية صدقي، صلاح المليجي وفاطمة عبدالرحمن، معتز الصفتي وريم حسن، أحمد محي حمزة وجهاد شيريت، وائل درويش وهند الفلافلي، شاكر الإدريسي وشرين مصطفى، عماد عبدالوهاب وأسماء الدسوقي، طارق الشيخ ومنى مدحت، محمد عبدالهادي وإنجي عبدالسلام، عمرو الكفراوي ومروة الشاذلي، وبدوي مبروك وأميمة رشاد.

أحمد عبدالغني، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري، يشير إلى أن هذا الملتقى فرصة للتعرف إلى جانب مهم من التجربة الإبداعية وخصوصيتها لدى كل فنان وزوجته. ويتساءل الفنان المصري محمد إبراهيم: «هل تنعكس الحياة الواحدة المشتركة للفنان وزوجته الفنانة على أعمالهما الفنية؟ أم يبقى كل منهما مستقلاً بفنه بعيداً عن الآخر من دون أن تطرأ عليه أيّ تغييرات سواء كانت هذه التغييرات في الأسلوب أو الخامة، أو المجال أو حتى إخراج العمل الفني؟ أسئلة يحاول الإجابة عنها هذا المعرض».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى