حزب الله: الفراغ الرئاسي لن يُملأ قبل تفاهم اللبنانيين على منهجية الحكم
أكد حزب الله «أن الفراغ لن يُملأ قبل أن يتفاهم اللبنانيون على العقلية والمنهجية التي سيلتزمها الحكم في لبنان، خصوصاً مع العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري». ولفت إلى «أن اهتماماتنا هي اهتمامات من طبيعة استراتيجية كبرى»، ومعتبراً «أن التكفيريين بلا رعاية دولية وإقليمية هم ليسوا أكثر من أقلية هامشية يمكن محاصرتهم والقضاء عليهم سريعاً، ولكن الذي سمح لـ»داعش» والمجموعات التكفيرية أن تنمو هي القوى الغربية وأنظمة عربية حاولت استخدامها لضرب سورية المقاومة وموقع المقاومة في سورية».
وفي السياق، أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى «تغير مزاج الرأي العام لدى بعض اللبنانيين الذي كان يراهن على هؤلاء الإرهابيين، وعلى خدمة هؤلاء لمشروعهم السياسي الداخلي»، موضحاً: «أننا نلمس ذلك في حياتنا السياسية، وفي حواراتنا التي نقوم بها. ودعا إلى «مزيد من التنبه والمراجعة للحسابات».
وقال النائب رعد في كلمة في ذكرى أسبوع شهيد التفجير الإرهابي بحافلة للزوار في دمشق شادي حوماني، والذي أقيم في حسينية بلدة الدوير: «صحيح أنه يوجد فراغ على المستوى الرئاسي، ولكن هذا الفراغ لن يُملأ قبل أن يتفاهم اللبنانيون على العقلية والمنهجية التي سيلتزمها الحكم في لبنان، خصوصاً مع العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري»، معتبراً: «أن فراغاً تملؤه شخصيات لا تعرف الاتجاه الذي يجب أن تسلكه، يمكن أن يُضيع البلد».
وأضاف رعد: «نحن نشجع كل اللبنانيين للوصول إلى النتيجة التي تحدد خيار البلد الصحيح، حتى يقوم الرئيس الجديد بقيادة السفينة باتجاه خدمة هذا الخيار الوطني الصحيح».
وخلال إحياء أهالي بلدة جباع ذكرى جوزيف خليل حداد بقداس أقيم في كنيسة السيدة في البلدة، أكد رعد: «ضرورة اعتماد الحوار والمنطق وتفهم الهواجس الحقيقية للشركاء بعيداً من المصالح الفئوية أو الخاصة»، معتبراً: «أن كل حوار وطني جاد ينبغي أن نشجعه ونسهم في إنجاحه، لأن في ذلك مصلحة للجميع».
أما النائب نواف الموسوي، فأكد: «أننا لم نعد بحاجة إلى التوضيح لأحد أن الحرب التي تشن على سورية هي حرب «إسرائيلية»، ويكفي أن نرى العلاقة اللوجستية والسياسية والأمنية والتسليحية وما إلى ذلك بين «جبهة النصرة» ومسمّياتها وبين العدو الصهيوني».
وأضاف الموسوي في كلمة خلال لقاء نظمه حزب الله مع عدد من الفاعليات والشخصيات الجنوبية في بلدة البازورية: «أن المقاومة هي في أفضل ظروفها في مواجهة العدو الصهيوني، حيث أنها من خلال العملية التي نفذتها في مزارع شبعا قد فنّدت مقولة «الإسرائيلي» التي أطلقها عام 2006 بعد حرب تموز بأن ما أنجزه في تلك الحرب هو ردع المقاومة التي أظهرت أنها غير مردوعة، وأنها قادرة على ردع العدو الذي لم يجرؤ على تجاوز قواعد المواجهة إلى الحرب الشاملة».
وأشار إلى «أن اهتماماتنا هي اهتمامات من طبيعة استراتيجية كبرى، فعلى المستوى الدولي هي تكمن بكيفية تقليص الهيمنة الأميركية، وعلى المستوى الإقليمي تكمن بوقف الحرب العدوانية الصهيونية على سورية ونصرة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وتعزيز قدرات المقاومة في لبنان لإحباط العدو عن اتخاذ قرار بشن حرب واسعة عليه».
وقال الموسوي: «نحن نثني على الحوار الجاري ونبدي استعداداً للمضي نحو تحقيق مزيد من خطوات الانفراج، فخطوة إزالة الشعارات الحزبية كانت خطوة جيدة، وإذا كان هناك من يرغب في وقف الاحتقان القائم والتخفيف منه فإنه يجب أن يسعى إلى خطاب يعبّر عن إرادته الحوارية لا أن يصطدم معه».
وشدد الموسوي على «أن الخطر التكفيري هو أداة للخطر الصهيوني، لأنه في اعتقادنا أن التكفيريين بلا رعاية دولية وإقليمية هم ليسوا أكثر من أقلية هامشية يمكن محاصرتهم والقضاء عليهم سريعاً، ولكن الذي سمح لـ»داعش» والمجموعات التكفيرية أن تنمو هي القوى الغربية وأنظمة عربية حاولت استخدامها لضرب سورية المقاومة وموقع المقاومة في سورية».
وأشار النائب علي عمار خلال احتفال تكريمي في ذكرى أسبوع الشهيد قاسم فهد حاطوم في مبنى بلدية برج البراجنة إلى أن «في مقابل ما نعيش من مرحلة يمتزج فيها الواقعُ الدولي بالإقليمي بالمحلي بالطائفي بالإثني بالعِرقي امتزاجاً حاداً تمزج فيه خطوطُ اشتباك دولية ومحلية، نجد أنفسنا اليوم ومن خلال الشهداء أمام واجبٍ كبير هو واجب المزيد من الوحدة والتضامن والتآلف مع بعضنا بعضاً لأننا أمام عدو شرس في مرحلة شديدة ودقيقة الخطورة، وهذا العدو ذو وجهين: العدو الأول هو «الإسرائيلي» الذي نال ما يستحق من قوة الردع خصوصاً بعد العملية الأخيرة في مزارع شبعا، وهو يعيش اليوم حالة قلق وبات تائهاً أمام ما رسمته المقاومة من قوة ردع. أما الوجه الآخر للعدو فهو هذه المجاميع الإرهابية التي تتسمى باسم الإسلام زوراً وبهتاناً، وأصبحت تهدّد القيم الإنسانية على مستوى العالم من بوكو حرام في نيجيريا إلى مصر واليمن وسورية ولبنان وغيرها من الدول».
وتساءل: «لولا القرار الحكيم السديد الذي ما كان ليكون لولا التوفيق الإلهي والإخلاص القيادي عند قيادة حزب الله في الذهاب لملاقاة هؤلاء الطغاة الجزارين ماذا كان ليحصل؟»، وأضاف: «إننا وعلى رغم الأوضاع التي يمر بها لبنان في ما يتعلق بالأزمات السياسية وغيرها، نجد أننا الآن في وضع أمني أفضل من كل الدول التي تحيط بنا».
وفي الشأن السياسي الداخلي، قال عمار: «إن أيدينا ممدودة للحوار مع كل الناس من دون استثناء مع مَن نختلف معهم ومَن نتفق معهم لأننا نريد للبنان أن تُعادَ له مؤسساته الفاعلة مع التصحيح في السياسة والإدارة».