«أمن الدولة» تخرّج رتباء متمرّنين في الوروار
احتفل معهد قوى الأمن الداخلي ـ الوروار ـ الحدث أمس، بتقديم سبعين رقيباً متمرّناً إلى العلم، بدعوة من المديرية العامة لأمن الدولة، وذلك في ثكنة أسعد ضاهر.
حضر الحفل العميد الركن عدنان سعيد ممثّلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، والعميد غسان أبو جودة ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد روبير جاسر ممثّلاً مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة، العميد جهاد المصري ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد موسى مزيد ممثلاً مدير عام الجمارك، جورج أبو موسى ممثلاً مدير عام الدفاع المدني، ورؤساء أجهزة أمنية.
وسمّيت الدورة بِاسم «دورة التعاون الأمني». ثم وزّعت الشهادات على خمسة رقباء هم: هاشم السيد، محمد رعد، أنطونيو كيروز، علي شومان وشادي بو سليمان حرب.
وبعد تبادل الدروع بين الأجهزة الأمنية، ألقى العميد جاسر كلمة جاء فيها: «حضرنا إلى هذا المعهد، الذي يُعدّ مصنعاً لخيرة رجالنا، لنشارك في تخريج دفعة من الرقباء المتمرّنين لمصلحة المديرية العامة لأمن الدولة، والذين أتمّوا دورة تدريبية، عسكرية ومسلكية، دامت ستة أشهر، خضعوا خلالها لأنواع عدّة من التدريبات الجسدية والنفسية، التي تهدف إلى صقل شخصياتهم وتقوية عزائمهم للوقوف في وجه الصعاب التي سيواجهونها مستقبلاً، من خلال المهام التي ستلقى على عاتقهم».
وتوجّه إلى العسكريين المتخرّجين قائلاً: «تقفون اليوم على عتبة مرحلة جديدة بعد إنجازكم فترة من التدريب وصقل معارفكم وقدراتكم على مختلف المستويات. أنتم الآن أمام اختبار الميدان، إذ تخوضون غمار مهمات الحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة الإرهاب والعابثين بالأمن. لذلك، أنتم مدعوون اليوم، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لأن تكونوا أوفياء لقَسَمكم، أنقياء في ولائكم للمؤسسة التي تنتمون إليها، إذ لا مكان فيها للتقاعس أو التخاذل أو الانحراف».
وقال: «أيها الرجال، ستلتحقون بمراكزكم إلى جانب زملائكم الذين سبقوكم في تحمّل هذه المسؤولية، إذ أثبتوا جدارتهم وترفّعهم عن التجاذبات السياسية والأمنية التي تعصف بهذا الوطن، في ظلّ مخاطر الارهاب الذي يسود المنطقة والعالم، والذي وصلت براثنه إلى وطننا الغالي لبنان، فكانوا قدوة يحتذى بها في الوطنية والانتماء، من خلال التضحيات التي دفعوها ثمناً على مذبح حرية هذا الوطن للذود عنه وحمايته. إننا نراهن عليكم لتكونوا عوناً لزملائكم ووطنكم في تلبية نداء الواجب على أيّ بقعة من تراب هذا الوطن، كما إنّ عيون المواطنين شاخصة إليكم، فكونوا على قدر الآمال المعقودة عليكم، وقدر طموح مواطنيكم».
وتابع: «إن مؤسساتنا العسكرية والأمنية تجد نفسها أمام مسؤوليات أمنية متعاظمة من حيث الخطورة والأهمية، والتي تتطلب منّا جهداً مشتركاً مضاعفاً لتحقيق هدف واحد يتمثل بالحفاظ على الوطن والتصدّي للإرهاب ولكل عابث بالأمن أو مرتكب جريمة تمسّ أمن المجتمع».
ثم تحدّث العميد أبو جودة، فقال: «أثبتت التجارب على مرّ السنين وتوالي المِحن، أن المؤسسات الأمنية من قوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، هي المدارس التي تصهر كافة المتضررين تحت لوائها على الإيمان بالوطن والاخلاص له، وهي الكتاب الأول الذي يدرّس المبادئ الوطنية والقومية الصحيحة وينشرها، وبالتالي هي دعامة كيان هذا الوطن وديمومته واستقراره وأمنه. إنها جوارحه الحساسة، وهي منابع الدم النقي الذي تقوم كرياته البيضاء من دون كلل ولا هوادة، بعراك مستمر لطرد أيّ شرّ أو ضبطه أو استئصاله، ولعزل أيّ موبوء أو مرض، ولزيادة مناعة المجتمع وسلامته».
وأضاف: «وكما المؤسسة العسكرية هي ضمانة الحدود الخارجية للوطن، فإن المؤسسات الأمنية ضمانة الحدود الخارجية للوطن، وهي ضمانة الحقوق والواجبات ضمن حدود القانون. وكما أنه لا وطن بلا حدود، فإن تخوم المجتمع هي مختلف خلايا مؤسساته الأمنية، وأنتم بالذات في صلبها ونواتها. أنتم الدرع الواقية والعين الساهرة لينام الجميع».
وقال: «إنّ الرهان كبير على مؤسساتنا الأمنية وعديدها وعليكم أنتم تحديداً، هو رهان بحجم المرحلة الحساسة والمفصلية التي يمر بها الوطن، كما هو كبير حجم الاضواء المسلطة عليكم. فاسمعوا وعوا أنّ قيمة كلّ إنسان مكتوبة على صفحات وجهه. وطالما أنكم تحترمون أنفسكم فالناس تحترمكم، خصوصاً المسؤولون منهم، وبقدر ما تثقون بأنفسكم وتكونون صادقين ومخلصين، يعتمد هؤلاء عليكم. ابتعدوا عن الطائفية لأنها لا بد أن تنعكس سوءاً ووبالاً عليكم وعلى شعب لبنان، وهي أكثر ما شوهت اسمه في ماضيه وحاضره. إياكم وآفة الفساد لأنه المسرب الأخطر لتسلل الجريمة، لا سيما الجريمة المنظمة، فمنفعة شخص أو أكثر بطرق غير مشروعة، تنعكس بشكل مؤكد خطراً داهماً وشرّاً مستطيراً على المجتمع بأكمله».
وختاماً، أقيم العرض العسكري.