أوهام بائدة ورهانات خاسرة

تواجه الثورة اليمنية من خصومها الإقليميين والمحليين ما سبق أن واجهته سورية والمقاومة وإيران من طرق تفكير وتخطيط وتوقعات.

خلال ثلاثين عاماً قام تخطيط أميركا وحلفائها لإخضاع إيران وتطويعها على الحصار والعقوبات ورفض التوصل إلى تفاهمات، وخلال ثلاثين عاماً كانت إيران تبني صناعات جديدة ويستغني اقتصادها عن الخارج ويرتفع سقفها التفاوضي.

خلال سنوات ما بعد التحرير واجهت المقاومة رهاناً داخلياً من الخصوم على تردّدها عندما يلوّحون بالفتنة ورهاناً «إسرائيلياً» بالتراجع عندما يصل الأمر إلى حافة الحرب، فكان السابع من أيار وعملية مزارع شبعا.

خلال سنوات الأزمة السورية كان رهان خصوم الداخل وحلف الحرب في الخارج أنّ الجيش سينقسم وأنّ الرئيس ستضعف عزيمته وكلما مرّ زمن بدا الجيش أشدّ وحدة والرئيس أشدّ عزماً والشعب يزداد التفافاً حولهما.

يواجه ثوار اليمن منذ البداية رهاناً على خشيتهم دخول صنعاء وتهرّبهم من تحمّل مسؤولية السلطة وحدهم، وكلّ يوم يمرّ يثبت الثوار إمساكهم بالعاصمة ويتقدّمون لإمساك السلطة، ما بقي تردّد الآخرين في الشراكة كورقة للابتزاز.

أغبياء يخسرون لغبائهم.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى