خبر على صدر وطن
د. سليم حربا
تحدّت غزل وأمها سطوة الإرهابيين وخرجتا من دوما إلى حضن الوطن، وبعد أيام خرجت بحقيبة الروضة وعروس الزعتر تلاحق بنظرها حمائم دمشق البيضاء وياسمينها الأبيض، عندها كان الإرهابي زهران علوش يعطي إيعاز «نار» لصواريخه ومدافع جهنمه، ليتسلل أحد صواريخ جهنم بين الحمائم وينقضّ على غزل ليحولها إلى ملاكٍ شهيد. كان مدحت طيار السوخوي 22 ينتظر المبيت ليقله إلى المطار شاهداً على المشهد، وحمله إلى طائرته التي أقلع بها لدك أحد مرابض الصواريخ في دوما وفق إحداثيات دقيقة، وصل فوق الهدف وإذ براجمة الصواريخ التي قتلت غزل محاطة بجمع من رفيقات ورفاق غزل ممن تبقى من جيرانها وأمهاتهم الذين أجبرهم الإرهابي علوش وعصابته على النزول والالتفاف حول الراجمة كدروع بشرية، أعطى الطيار مدحت الموقف لغرفة العمليات فجاء الأمر الرمي ممنوع ويمكنك أن تقوم بجولة ودوران وفعلَ أكثر من مرة ومشهد الهدف ذاته، الوقود قارب على الانتهاء والطائرة مذخرة والعودة والهبوط بالذخيرة مغامرة نجاحها محدود، فكان الأمر العودة والهبوط، عاد مدحت وهبط وانفجرت الطائرة على مدرج مطار خلخلة وارتقى مدحت ومساعده وغزل فكانوا مشهداً وشهوداً وشهداء على صدر الوطن.
واقعة واقعية وقعت بالأسماء والشهود والشهداء بتاريخ 5/2/2015